757

“الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها

                           أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ”

ببيت الشعر هذا وصف الشاعر حافظ ابراهيم أثر الأم الكبير والواضح على حياة الأفراد جميعاً، فالأم هي المحطة الأولى التي يبدأ منها الإنسان حياته واستكشافه للمحيط من حوله.

سنخصص مقال اليوم لنتحدث عن عيد الأم، ونركّز أكثر على صحة الأم والطفل، فإذا بدأنا من الأساس وهو صحة الأم والطفل، سنصل إلى ما نبغاه من حياة سعيدة وصحية، فابقِ معنا.

عيد الأم

“أحنّ إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي”

“وأعشق عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمي!”

قصيدة إلى أمي – محمود درويش

عيد الأم هو يوم خاص ومميز لتكريم الأمهات، يتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم، فهو يوم يركّز على الاحتفال وتكريم الأمهات على كل ما يفعلونه من أجلنا.

متى يصادف عيد الأم؟

من المعتاد أن نحتفل بعيد الأم في شهر مارس يوم 21، لكن الكثير منا لا يعلم بأن يوم عيد الأم يختلف من دولة لأخرى! ففي دول أخرى، يتم الاحتفال بعيد الأم بتواريخ مختلفة، ومن هذه الدول:

  • في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا وإيطاليا وتركيا، يتم الاحتفال بعيد الأم في يوم الأحد الثاني من شهر مايو (أيار).
  • في المملكة المتحدة، يتم الاحتفال بعيد الأم في الأحد الرابع من فترة الصيام المسيحي الكبير (بالإنجليزية the Christian period of Lent).
  • في أغلب الدول العربية، يتم الاحتفال بعيد الأم في اليوم الواحد والعشرين من شهر مارس (آذار) ومن هذه الدول: سوريا ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وفلسطين وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات واليمن وعمان والسودان.
عيد الأم
عيد الأم

مفهوم صحة الأم والطفل

صحة الأم والطفل هي من الأمور الهامة التي يجب الانتباه لها بشكل خاص، فرحلة المرأة من الحمل للولادة والإرضاع رحلة مهمة ومميزة وتتطلب الكثير من الاهتمام والتركيز، فالحمل هو حالة فيزيولوجية خاصة تطرأ على جسم الأنثى، وبالتالي يوجد العديد من التغيرات التي ستواجه المرأة في هذه المرحلة الحساسة. 

تشير صحة الأم إلى صحة المرأة أثناء الحمل والولادة وفترة ما بعد الولادة، ويجب أن تكون كل مرحلة تجربة إيجابية تضمن أن الأمهات والأطفال حديثي الولادة يحصلون على كامل صحتهم ورفاههم.

تشير صحة الطفل إلى صحة الأطفال دون سن الخامسة، حيث أن حماية وتحسين صحة الأطفال لهما أهمية أساسية في حياتهم.

أهمية صحة الأم والطفل

لاشكّ من أهمية صحة الأم والطفل، فهم كباقي أفراد المجتمع ولهم حق الصحة، لكن يجب التركيز بشكل خاص على صحة الأم والطفل، لما لها من آثار ليس فقط على الأم والطفل، وإنما على المجتمع بأكمله.

 فإن الاهتمام بصحة الأم والطفل يقوم بِ:

  • ضمان حمل صحي ورعاية صحية جيدة.
  • المساعدة في ولادة طفل سليم من خلال توفير خدمات اللقاح وضمان نظام غذائي متوازن والحفاظ على أجهزة جسم صحية.
  • حماية الحقوق الإنجابية وتعزيز الحياة السعيدة.
  • ضمان صحة الأم والطفل.
  • المساعدة في الحد من الوفيات التي يمكن الوقاية منها بين النساء والرضع.

 وفاة الأم يدمر العائلات

كما ذكرت مقالة نشرت عام 2022 في BMC عن الحمل والولادة أن وفيات الأمهات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والرفاهية العامة لجميع أفراد الأسرة، حيث يمكن أن يؤدي فقدان الأم إلى معاناة أفراد الأسرة مثل:

– التغييرات في هيكل الأسرة، مثل إرسال الأطفال للعيش في منزل آخر.

– حزن شديد.

– انخفاض في الصحة البدنية.

– أعراض الاكتئاب.

– مشاعر الحزن والفراغ.

– البطالة.

فهو لأمرٍ مؤلم أن يعيش الطفل من دون أم، لذلك الحفاظ على صحة الأم خاصة في مرحلة الحمل والولادة من المسؤوليات المجتمعية المهمة والأساسية.

مرض الأم له عواقب سلبية متعددة

ويقصد بمرض الأم: الظروف الصحية الناتجة عن الحمل أو التي تفاقمت بسبب الحمل – مصحوبة أيضاً بمجموعة من النتائج السلبية.

في عام 2021 نُشر تقرير يتحدث عن نتائج مرض الأمهات، التي كان أبرزها:

– زيادة التكاليف الطبية لسنوات بعد الولادة.

– زيادة مخاطر إصابة الأطفال بحالات صحية مزمنة أو اضطرابات سلوكية.

– يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية في العمل والبطالة.

– يؤدي إلى زيادة الحاجة إلى برامج الخدمة الاجتماعية مثل برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP) وبرنامج التغذية التكميلية الخاصة للنساء والرضع والأطفال (WIC).

صحة الأم والطفل
أهمية صحة الأم والطفل

أنواع صحة الأم والطفل

ربما تتسألين الآن يا عزيزتي، هل حقّاً يوجد أنواع لصحة الأم والطفل؟ الجواب هو نعم، فهي أقرب للتصنيفات من الأنواع، وهذه التصنيفات تساعد في الفهم والتخطيط للحفاظ على الصحة بشكل منظم، وتشمل أنواع صحة الأم والطفل ما يلي:

  • صحة الأم
  • صحة الطفل
  • الصحة النفسية
  • التخطيط العائلي
  • الصحة المدرسية
  • صحة الأطفال ذوي الإعاقة
  • رعاية الأطفال في أماكن خاصة مثل الحضانة

العوامل التي تؤثر على صحة الأم والطفل

يوجد العديد من العوامل التي تؤثر على صحة الأم والطفل، فنرى في مجتمعات بروز أهمية صحة الأم والطفل وفي مجتمعات أخرى تكاد تنعدم فيها صحة الأم والطفل، وهذا يعتمد على عدّة عوامل منها:

  • مستوى التعليم
  • معرفة حقوق الفرد
  • الممارسات الاجتماعية والثقافية
  • المحرمات الثقافية
  • الزواج المبكر والحمل
  • العنف القائم على النوع الاجتماعي
  • استيعاب المرأة لقيم الأمومة
  • الخدمات الاجتماعية
  • توفير المياه النظيفة والصرف الصحي
  • الوصول إلى الرعاية الصحية والاستفادة منها
  • جودة الرعاية الصحية
  • الدخل والعمل
  • النشاط الاقتصادي للمرأة الأمية
  • الماء والغذاء
  • النظام الغذائي غير المتوازن
  • صحة الأسرة
  • تدهور الحالة الصحية لأفراد الأسرة
  • عدم إمكانية الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة

فجميع ما ذُكر سابقاً يلعب دوراً أساسياً ومهماً في صحة الأم والطفل، فكيف لأم أن تعرف أهمية صحتها إذا لم تكن ملمّة بحقوقها، أو إن لم تكن مثقفة ومتعلمة.

ونجد أن في بعض المجتمعات، تتعرض المرأة والأم لكثير من الاضطهاد والعنف، مما سيؤثر حتماً على صحة الأم والطفل.

وهنا يأتي دورنا يا عزيزتي بمساعدة نساء وأمهات المجتمع من حولنا، ودفعهنّ لحماية أنفسهنّ وصحتهنّ، فهم أساس المجتمع والهدف السامي له. 

طرق تعزيز صحة الأم والطفل

يعد تعزيز صحة الأم والطفل أمراً بالغ الأهمية، وذلك لضمان صحة حياتهما ومنع حدوث مشاكل صحية في المستقبل.

وسنتكلم الآن عن بعض الطرق لتعزيز صحة الأم والطفل:

  1. تشجيع الرعاية المنتظمة في مرحلة ما قبل الولادة:

الرعاية السابقة للولادة ضرورية لضمان حمل صحي وطفل سليم، فيجب على الأمهات تحديد مواعيد منتظمة مع أطبائهنّ لمراقبة صحتهن ونمو الطفل بشكل سليم.

وبالتالي يا عزيزتي، نستطيع القول أنّ العناية تبدأ من اللحظة التي تقرر فيها المرأة الحمل، حتى قبل حدوث الحمل، يجب أنا تقوم المرأة بمراجعة الطبيب والتأكد من أن كل شيء على ما يرام، وذلك لضمان حمل صحي يسير وغير متعب.

ثم تأتي مرحلة ما قبل الولادة أيضاً، ويجب الاهتمام بها والمتابعة الدورية مع الطبيب والانتباه لجميع الأعراض المزعجة وتعلم كيفية التعامل السليم معها.

  1. النظام الغذائي الصحي:

يعدّ النظام الغذائي الصحي ضروري لكل من الأم والطفل، لذلك يجب أن نشجع الأمهات على تناول نظام غذائي صحي ومتوازن يشمل كل من الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة. 

كما يجب على الأم تجنب الأطعمة والمواد غير الصحية مثل الكحول والتبغ والمخدرات.

  1.  ممارسة التمارين المنتظمة:

يمكن أن تساعد التمارين المنتظمة الأمهات في الحفاظ على وزن صحي وتقليل التوتر وتعزيز الصحة العامة، لذلك نقوم بتشجيع الأم الحامل على ممارسة التمارين الرياضية الآمنة والمناسبة خلال فترة الحمل.

  1. دعم الرضاعة الطبيعية:

تعدّ الرضاعة الطبيعية أفضل مصدر لتغذية الأطفال، فمن الممكن أن توفر العديد من الفوائد الصحية لكل من الأم والطفل.

لذلك نشاهد العديد من الحملات الإعلانية التي تشجع وتدعم الرضاعة الطبيعية، وتذكر فوائدها وآثارها الإيجابية.

  1. تقديم الدعم العاطفي:

فجميعنا نعلم أن مرحلة الحمل والولادة هي مراحل حساسة في حياة المرأة، وتحتاج إلى دعم عاطفي ونفسي، فيجب أن نتفهم ذلك، وأن نوفر لها الراحة النفسية والدعم العاطفي، وأن نشجعها لأن تتحدث مع الأصدقاء والمقربين والأطباء عن أيّ مشكلة تواجهها، وألا نتركها تشعر بالوحدة.

  1. ضمان أخذ اللقاحات المناسبة:

تعتبر اللقاحات ضرورية للوقاية من الأمراض وحماية صحة الأم والطفل، وبالتالي من المهم الاهتمام بهذا الموضوع، وتوفير جميع اللقاحات ووسائل الحماية الجسدية المناسبة والداعمة. 

 وهكذا، يمكّننا تعزيز صحة الأم والطفل من ضمان مستقبل أكثر صحة وسعادة للعائلات والمجتمعات.

الصحة النفسية للأم

غالباً ما تُصوَّر الأمومة على أنها واحدة من أكثر التجارب الجميلة التي يمكن أن تمر بها المرأة، التجربة المليئة بالحب والفرح والوفاء، ولكن يوجد جانب آخر من القصة، فمن الممكن أن تكون الأمومة واحدة من أكثر التجارب النفسية صعوبة، والتي يمكن أن تواجهها المرأة.

حيث أن الصحة النفسية للأم هي قضية تحتاج إلى النقاش والتفهم، لأنها لا تؤثر فقط على الأم بل على الأسرة بأكملها.

مشاكل الصحة النفسية للأم

تعاني العديد من النساء من مشاكل الصحة النفسية أثناء الحمل وبعده، وتعدّ اضطرابات المزاج والقلق في الفترة المحيطة بالولادة (PMADs) من أكثر المضاعفات شيوعاً المرتبطة بالحمل والولادة، حيث تصيب واحدة من كل سبع نساء.

تشمل PMADs كل من الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب واضطراب الوسواس القهري واضطراب ما بعد الصدمة، حيث يمكن أن تحدث هذه الاضطرابات بسبب التغيرات الهرمونية والحرمان من النوم والضغط المرتبط برعاية المولود الجديد.

والآن سنتحدث باختصار عن كل اضطراب لنتعرف عليه بشكل عام دون الخوض بالتفاصيل التي سنتركها لأهل الاختصاص، من الاضطرابات نذكر:

  1. اكتئاب ما بعد الولادة Postpartum Depression:

يُعد اكتئاب ما بعد الولادة (PPD) من أكثر اضطرابات الحمل والولادة شيوعاً، حيث يؤثر على ما يصل إلى 20٪ من الأمهات الجدد، ويمكن أن يحدث خلال السنة الأولى بعد الولادة.

تشمل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة:

  • الشعور بالحزن
  • اليأس
  • الهياج
  • صعوبة النوم أو التركيز.

وإذا تُركت الأم دون علاج، يمكن أن يكون لاكتئاب ما بعد الولادة عواقب وخيمة على كل من الأم والطفل، حيث يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الترابط والرضاعة الطبيعية وقدرة الأم على رعاية طفلها.

  1. اضطراب القلق بعد الولادة Postpartum Anxiety

اضطرابات القلق شائعة أيضاً بين الأمهات، حيث يؤثر قلق ما بعد الولادة (PPA) على ما يصل إلى 10٪ من الأمهات الجدد، ويمكن أن يظهر على شكل قلق مفرط ونوبات هلع وأعراض جسدية مثل الغثيان والصداع، فمن المؤكد يا عزيزتي أن الأم ستشعر بالقلق حيال طفلها القادم، وستعاني من التفكير الزائد، فهو أمر جديد عليها، وستشعر بالمسؤولية لأنها ستنجب طفلاً وستكون مسؤولة عنه وستربيه وتعتني به، فكل هذه الأفكار ستشكل سبب للقلق والتوتر النفسي.

كما يمكن أن يجعل اضطراب القلق بعد الولادة من الصعب على الأمهات العمل في حياتهن اليومية، مما يؤدي إلى مشاكل في النوم والشهية والعلاقات.

  1. اضطراب ثنائي القطب Bipolar Disorder

الاضطراب ثنائي القطب هو حالة صحية نفسية أخرى يمكن أن تؤثر على الأمهات.

تتعرض النساء المصابات بالاضطراب ثنائي القطب لخطر متزايد للإصابة بذهان ما بعد الولادة، وهو مرض نفسي حاد يمكن أن يشمل الهلوسة والأوهام ونوبات الهوس أو الاكتئاب.

علاج الاضطرابات النفسية للأم

غالباً ما تشعر الأمهات اللواتي يعانين من اضطرابات الحمل والولادة بالخجل والوحدة، فمن الممكن أن يكنّ خائفات من حكم الآخرين، أو يخشينّ من شعورهنّ بأنهنّ أمهات سيئات، لذلك لابدّ من علاج هذه الاضطرابات النفسية التي قد تصيب الأم خلال فترة الحمل والولادة، وتشمل علاجات الاضطرابات النفسية للأم:

  • العلاج بالأدوية المناسبة، وذلك تحت إشراف الطبيب وبجرعات منظمة ومدروسة.
  • العلاج السلوكي المعرفي CBT، فمن المعروف عن هذا العلاج أنه يساعد الأفراد على معرفة الأفكار والسلوكيات السلبية وتحديها، ويعلم استراتيجيات للتعامل مع الأعراض.
صحة الأم والطفل
الصحة النفسية للأم

تعزيز الصحة النفسية للأم

يعد تعزيز الصحة النفسية للأم مسألة مهمة تتطلب منهجاً شاملاً وكاملاً.

سنذكر لكِ فيما يلي بعض الطرق المهمة لتعزيز صحة الأم النفسية:

  1. التثقيف:

التثقيف هو الخطوة الأولى في تعزيز الصحة النفسية للأم، حيث أن تزويد النساء بمعلومات حول التحديات التي قد يواجهنها أثناء الحمل والولادة وفترة ما بعد الولادة يمكن أن يساعدهنّ على الاستعداد لهذه التحديات والتعامل معها.

كما يجب أن يتضمن التثقيف أيضاً معلومات حول كيفية التعرف على علامات اضطرابات المزاج والقلق في الفترة المحيطة بالولادة (PMADs) التي تحدثنا عنها سابقاً في هذا المقال، وكيفية الوصول إلى العلاج المناسب.

  1. الدعم:

تحتاج الأمهات إلى دعم من عائلاتهن وأزواجهن وأصدقائهن وأطبائهن.

حيث يمكن أن يأتي الدعم بأشكال عديدة، مثل الدعم العاطفي والدعم العملي والدعم التثقيفي، كما يجب على الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية إجراء فحوصات منتظمة للأمهات وإحالتهن إلى المشافي والعيادات المناسبة عند الضرورة.

  1. الرعاية الذاتية:

تحتاج الأمهات إلى الاعتناء بأنفسهن جسدياً وعاطفياً، وهذا يعني الحصول على قسط كافٍ من النوم واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام وقضاء بعض الوقت في أنشطة الرعاية الذاتية مثل التأمل أو اليوجا أو الهوايات المفضلة.

كما يمكن أن يساعد تشجيع الأمهات على أخذ فترات راحة والانخراط في الأنشطة التي يستمتعون بها في تقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية.

  1. الفحوصات:

يجب على الأطباء والمشرفين الصحيين فحص جميع النساء الحوامل وبعد الولادة بحثاً عن اضطرابات الحمل والولادة باستخدام أدوات فحص معتمدة، مما يساعد في الانتباه للاضطراب من بدايته والسعي لعلاجه والاهتمام بصحة الأم النفسية قبل أن تتفاقم الحالة ويصبح العلاج أصعب.

  1. تقديم العلاج:

يجب أن تحصل الأمهات المصابات باضطرابات الحمل والولادة على العلاج القائم على الأدلة مثل العلاج النفسي أو الأدوية أو مزيج من الاثنين معاً، فيجب أن يكون العلاج مفصلاً وفقاً للاحتياجات الفردية للأم ويجب أن يتم تقديمه في بيئة داعمة وحاضنة.

  1. تغيير صورة الاضطراب النفسي:

يجب إزالة وصمة العار المرتبطة بالاضطراب النفسي في المجتمع، ويجب ألا تشعر الأمهات بالخجل أو الإحراج لطلب المساعدة إذا كنّ يعانينّ نفسياً.

ويتم ذلك من خلال تعزيز ثقافة الانفتاح والتفاهم، وبالتالي يمكن للأمهات أن يشعرن بالراحة في طلب المساعدة التي يحتجن إليها دون خوف من الحكم.

لذلك نرجو منكِ يا عزيزتي أن تولي هذه الموضوع اهتمام شديد وبالغ، سواء أكنتِ أماً جديدة، أو مقبلة على الحمل والولادة، أو حتى إن كنتِ تعرفين امرأة حامل أو أم جديدة، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

الاسئلة الشائعة حول صحة الأم والطفل

صحة الأم والطفل
صحة الطفل

تأثير الرضاعة الطبيعية على الأم والطفل

لا شكّ بالفوائد العديدة للرضاعة الطبيعية لكل من الأم والطفل، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فإن الرضاعة الطبيعية هي أفضل طريقة لتزويد الرضع بالعناصر الغذائية التي يحتاجونها للنمو الصحي والتطور.
سنذكر الآن بعض فوائد الرضاعة الطبيعية:

 1. فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل:
– الرضاعة الطبيعية توفر التغذية المثلى:
يحتوي حليب الثدي على جميع العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها الرضيع للنمو والتطور، كما أنه سهل الهضم ويوفر مواد تسمى الأضداد تساعد في الحماية من العدوى والأمراض.

– الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض:
الرضيع الذي يرضع من الثدي أقل عرضة للإصابة بعدوى الأذن والتهابات الجهاز التنفسي والتهابات الجهاز الهضمي والأمراض الأخرى.

– الرضاعة الطبيعية تعزز التطور المعرفي:
حيث تم ربط الرضاعة الطبيعية بتحسين النمو المعرفي عند الرضيع، مما قد يكون له فوائد طويلة الأجل لنجاحه في حياته ودراسته وعمله مستقبلاً.

– الرضاعة الطبيعية تعزز الترابط:
يمكن أن يؤدي التلامس الجسدي مع الجلد والاتصال الجسدي الوثيق أثناء الرضاعة الطبيعية إلى تعزيز الترابط بين الأم والطفل، أعتقد بأن كل أم قامت بإرضاع طفلها ستشعر بالكلام السابق. 
 
2. فوائد الرضاعة الطبيعية للأم:
– الرضاعة الطبيعية تساعد الرحم على العودة إلى حجمه الذي كان عليه قبل الحمل:
تحفز الرضاعة الطبيعية إفراز الهرمونات التي تساعد الرحم على العودة إلى حجمه الذي كان عليه قبل الحمل بشكل أسرع، وبالتالي توفير الراحة للأم.
 
– الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض:
فقد ثَبُتَ أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض لدى النساء.

– الرضاعة الطبيعية تساعد في فقدان الوزن:
تحرق الرضاعة الطبيعية السعرات الحرارية الزائدة، مما يساعد الأم على إنقاص الوزن المكتسب أثناء الحمل.

– الرضاعة الطبيعية تقدم فوائد عاطفية:
يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعية الأم على الشعور بمزيد من الاسترخاء والتواصل مع طفلها، مما يمكن أن يحسن شعورهم العاطفي بشكل عام.

ما مقدار الكافيين المسموح به أثناء الحمل والرضاعة؟‬

من منا لا تستمتع بفنجان قهوة صباحي، فالقهوة أساسية في يومنا، فهي تعطينا الطاقة والتركيز، لكن هل تستطيع المرأة الحامل شرب القهوة؟ وما مقدار الكافيين المسموح به أثناء الحمل والرضاعة؟
تختلف كمية الكافيين الآمنة الموصى بها أثناء الحمل والرضاعة باختلاف المصدر ولكن يُنصح بشكل عام بالحد من تناول الكافيين بما لا يزيد عن 200-300 ملغ يومياً، أي ما يعادل كوباً إلى كوبين من القهوة سعة 8 أونصات.
وفقاً للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، فإن تناول الكافيين المعتدل أثناء الحمل (حتى 200 ملغ يومياً) لا يرتبط بزيادة خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة، إلا أنه قد يترافق تناول كميات كبيرة من الكافيين أثناء الحمل (أكثر من 200 ملغ يومياً) مع زيادة طفيفة في خطر حدوث الإجهاض والولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة ومضاعفات أخرى.
وبالمثل، تنصح أكاديمية التغذية وعلم التغذية بأن النساء المرضعات يجب أن يحدنّ من تناول الكافيين بما لا يزيد عن 300 ملغ في اليوم لتجنب التأثير على أنماط نوم الطفل أو التسبب في الهياج أو الانزعاج.

بالختام، نتمنى عيد أم سعيد لكل الأمهات في جميع أرجاء العالم، نتمنى الصحة والعافية لكل أم حملت وتعبت وتحملت لكي ترى أبناءها بأفضل حال، نتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكِ، وأنار دربكِ فيما يتعلق بالحفاظ على صحة الأم، صحة أعظم كائن بشري عرفه التاريخ. 

لا تنسي يا حلوتي مشاركة المقالات مع كل صديقاتكِ المهتمات والحوامل والمقبلات على الحمل، وذلك للانتباه إلى جميع التفاصيل المذكورة والتمتع بحمل صحي ونفسية مرتاحة بعيدة عن المعاناة والتعب.

المصادر

Mother’s Day around the World

Nutrition during Pregnancy

World Health Organization

Maternal and Child Health

Maternal Health Care