172

مع بداية شهر يناير، أعادتني ذكرياتي إلى تجربتي الشخصية مع سرطان عنق الرحم.

عندما شعرت بتغير غامض يسري في جسدي، لم أعر لهذه الإشارات اهتماماً كبيراً في البداية، مرجحة أنها مجرد أعراض الإرهاق والتوتر الناجم عن ضغوط الحياة اليومية.

لكن هذا اليوم كان بمثابة منعطف حاسم في حياتي، عندما لاحظت أعراضاً غير مألوفة، تمثلت في آلام غير معتادة ونزيف غير منتظم، تذكرت عندها أن والدتي مرت بتجربة مشابهة وقد كانت مؤشراً على سرطان عنق الرحم، هذا الإدراك دفعني إلى تغيير نظرتي والتعامل مع الأمور بجدية أكبر فتوجهت إلى طبيبتي المتخصصة.

زاد قلقي وتوتري حين أشارت الطبيبة إلى الحاجة لإجراء فحوصات معمقة، خاصةً عندما تطرقنا لموضوع التغيرات غير المعتادة في دورتي الشهرية، كانت تلك لحظة فارقة حيث بدأت رحلة البحث والاكتشاف.

في الفقرات التالية سنغطي الأعراض الرئيسية لسرطان عنق الرحم وأهمية الانتباه إليها للكشف المبكر.

سنتحدث أيضاً عن الفحوصات الدورية ودورها الهام في الوقاية، بعد ذلك سنستعرض خيارات العلاج المتاحة، من الجراحة إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي.

وأخيراً عزيزتي نؤكد على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للمصابات بسرطان عنق الرحم، فتابعي معنا.

سرطان عنق الرحم

هو نوع من السرطان يبدأ في خلايا عنق الرحم، وهو الجزء السفلي والضيق من الرحم، الذي يربط الرحم بالمهبل، وعادةً ما يتطور هذا السرطان ببطء مع مرور الوقت. 

قبل ظهور السرطان في عنق الرحم، تمر خلايا هذه المنطقة بتغيرات تُعرف بالتغيرات السابقة للسرطان، إذ تبدأ خلايا غير طبيعية بالظهور في نسيج عنق الرحم.

ومع مرور الوقت، إذا لم تُدمر هذه الخلايا أو تُزال، قد تتحول إلى خلايا سرطانية، وتبدأ بالنمو والانتشار بشكل أعمق في عنق الرحم وإلى المناطق المحيطة به.

أنواع سرطان عنق الرحم

ينقسم سرطان عنق الرحم إلى نوعين رئيسين:

  • سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma)

هذا النوع هو الأكثر شيوعاً، ويشكل حوالي 80% إلى 90% من حالات سرطان عنق الرحم.

يتطور هذا السرطان في الخلايا الحرشفية، وهي الخلايا الرقيقة والمسطحة الموجودة على سطح عنق الرحم، والتي تربط الرحم بالمهبل.

  • الأدينوكارسينوما (Adenocarcinoma)

يشكل هذا النوع حوالي 10% إلى 20% من حالات سرطان عنق الرحم.

ويتطور في الخلايا الغدية التي تنتج المخاط، وتقع في القناة الداخلية لعنق الرحم.

وهناك أنواع أقل شيوعاً أيضاً، مثل السرطانات المختلطة التي تحتوي على مزيج من الخلايا الحرشفية والخلايا الغدية.

مراحل سرطان عنق الرحم

مراحل سرطان عنق الرحم

تنقسم مراحل سرطان عنق الرحم إلى ما يلي:

  • المرحلة الصفرية (التغيرات السابقة للسرطان): في هذه المرحلة، توجد خلايا غير طبيعية فقط على سطح عنق الرحم، لذلك لا يعتبر هذا سرطاناً بعد، ولكن يمكن أن يتحول إلى سرطان إذا لم يُعالج.
  • المرحلة الأولى: السرطان موجود فقط في عنق الرحم، ولم ينتشر إلى الأنسجة أو الأعضاء الأخرى.
  • المرحلة الثانية: السرطان قد انتشر خارج عنق الرحم إلى الأنسجة المحيطة به، ولكنه لا يزال داخل منطقة الحوض.
  • المرحلة الثالثة: السرطان انتشر إلى الجزء السفلي من المهبل، أو إلى الجوانب الداخلية للحوض، وقد يكون أيضاً قد أثر على وظيفة الكلى.
  • المرحلة الرابعة: هذه هي المرحلة الأكثر تقدماً، حيث يكون السرطان قد انتشر إلى أعضاء بعيدة مثل الرئتين أو الكبد.

من المهم جداً إجراء فحوصات منتظمة والاهتمام بأي تغيرات قد تلاحظينها؛ لأن الاكتشاف المبكر يزيد من فرص العلاج الناجح.

كما يجب التحدث مع الطبيب للحصول على معلومات دقيقة لحالتكِ الخاصة.

أعراض سرطان عنق الرحم

في المراحل المبكرة، قد لا يُظهر سرطان عنق الرحم أي أعراض واضحة، ولذلك يصعب اكتشافه.

تتطلب الأعراض عدة سنوات عادةً لتظهر، ولهذا يُعد الكشف المبكر عن الخلايا غير الطبيعية، خلال فحوصات سرطان عنق الرحم أفضل طريقة للوقاية.

تشمل أعراض وعلامات المرحلة الأولى من سرطان عنق الرحم ما يلي:

  • إفرازات مهبلية مائية أو دموية قد تكون كثيفة، وتصاحبها رائحة كريهة.
  • نزيف مهبلي بعد الجماع، أو بين فترات الحيض، أو بعد سن اليأس.
  • قد تكون الدورات الشهرية أثقل وأطول من المعتاد.

إذا انتشر السرطان إلى الأنسجة أو الأعضاء المجاورة، قد تشمل الأعراض ما يلي:

  • صعوبة أو ألم عند التبول أحياناً مع وجود دم في البول.
  • إسهال، أو ألم أو نزيف من المستقيم أثناء التبرز.
  • التعب، وفقدان الوزن والشهية.
  • شعور عام بالمرض.
  • آلام خفيفة في الظهر أو تورم في الساقين.
  • ألم في منطقة الحوض أو البطن.

إذا واجهتِ نزيفاً غير طبيعياً، وإفرازات مهبلية، أو أي أعراض غير مُفسرَة أخرى، يُنصح بإجراء فحصاً شاملاً.

أسباب سرطان عنق الرحم

السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم، هو الإصابة المستمرة بأنواع معينة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وخاصة السلالات عالية الخطورة مثل HPV 16 و HPV 18.

هذه الأنواع من الفيروس هي المسؤولة عن الغالبية العظمى من حالات سرطان عنق الرحم، و ينتقل فيروس الورم الحليمي عن طريق الاتصال الجنسي.

وعلى الرغم من وجود العديد من السلالات المختلفة لفيروس HPV، إلا أن فقط السلالات الخطيرة منها هي التي تؤدي إلى تطور السرطان.

تجدر الإشارة إلى أن معظم الإصابات بهذا الفيروس، تختفي من تلقاء نفسها دون أن تسبب أي مشاكل صحية.

ومع ذلك، إذا استمرت الإصابة بسلالات الفيروس عالية الخطورة لعدة سنوات، فقد تسبب تغيرات في خلايا عنق الرحم، مما يؤدي إلى حالة ما قبل السرطان ومن ثم الإصابة بسرطان عنق الرحم إذا لم يتم التشخيص والعلاج المناسبان.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم

على الرغم من كون فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، هو العامل الأساسي في تطوير سرطان عنق الرحم، فإن هناك مجموعة من العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، وتشمل هذه العوامل ما يلي:

  • استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية لفترات طويلة، خاصةً عندما يتجاوز استخدامها مدة الخمس سنوات.
  • ممارسة الجنس في سن صغيرة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة.
  • التدخين يُعد من العوامل المساهمة في زيادة خطرالإصابة.
  • الإصابة بأمراض تؤثر على قدرة الجهاز المناعي.
  • الإنجاب قبل سن 17 أو إنجاب توائم يمكن أن يكون عاملاً مساهماً.
  • الإصابة السابقة بسرطانات مثل سرطان الكلية، والمثانة، أو المهبل التي قد ترفع من مستوى الخطر.

لذا من المهم التوعية بأهمية الفحوصات الدورية، واتخاذ الإجراءات الوقائية لتقليل هذه المخاطر.

تشخيص سرطان عنق الرحم

تشخيص سرطان عنق الرحم

يجب على السيدات البدء بإجراء فحص عنق الرحم بشكل دوري بعد بلوغهن سن 21 عاماً، إذ يعد أمراً ضرورياً ينبغي إجراؤه بانتظام؛ للكشف عن أي تغيرات في عنق الرحم بوقت مبكر.

ويمكن أن يساعد ذلك في منع الإصابة بسرطان عنق الرحم، أو تشخيصه في مراحله المبكرة وبالتالي يكون العلاج أكثر فعالية.

فحص عنق الرحم

طريقة التشخيص الأكثر شيوعاً هي فحص عنق الرحم، إذ تؤخذ عينة من الخلايا المتواجدة على سطح عنق الرحم، باستخدام عود قطني خاص، ثم تُرسل هذه الخلايا إلى المختبر لفحصها تحت المجهر بحثاً عن أي تغيرات أو علامات سرطانية.

تنظير المهبل وعنق الرحم

في حالة ظهور تغيرات في خلايا عنق الرحم خلال الفحص، فقد يُطلب منكِ إجراء هذا الفحص.

تُجرى هذه العملية باستخدام صبغة آمنة أو حمض الاستيك؛ لتلوين خلايا عنق الرحم، وباستخدام المنظار لتكبير الخلايا وفحصها بدقة.

اختبار الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

يمكن أن تؤدي الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري إلى سرطان عنق الرحم، لذلك قد يُطلب منكِ إجراء هذا الاختبار.

تُجمع العينة بنفس طريقة فحص عنق الرحم، وقد يتم في بعض الأحيان إجراء الاختبار على نفس العينة أيضاً.

إذا تبين أنكِ مصابة بسرطان عنق الرحم، سوف يتم توجيهك للقاء متخصص أورام نسائية، للعمل على معالجة وتشخيص سرطان عنق الرحم.

وبفضل خبرته ومعرفته الواسعة في هذا المجال، سيضع خطة لإجراء اختبارات لتحديد مرحلة وانتشار السرطان بدقة.

يمكن استخدام الإجراءات التالية لتحديد مرحلة سرطان عنق الرحم:

  • جهاز PET-CT: هو نوع من الفحوصات الطبية يجمع بين نوعين من التصوير، ونقوم بهذين الفحصين معاً في نفس الوقت، باستخدام نفس الجهاز للحصول على صورة أوضح وأكثر تفصيلاً.

عند فحصPET تُحقن كمية صغيرة من الجلوكوز المُشع في الوريد، ويدور الماسح حول الجسم ويصنع صورة لمناطق استهلاك الجلوكوز في الجسم، وبالتالي تظهر الخلايا السرطانية الخبيثة أكثر إشراقاً في الصورة؛ لأنها أكثر نشاطاً وتمتص الجلوكوز أكثر من الخلايا الطبيعية.

أما فحص CT، فيعتبر مثل التصوير بالأشعة السينية ولكنه أكثر تفصيلاً، إذ يأخذ الجهاز صوراً لأجزاء مختلفة من الجسم من زوايا عدة، وفي بعض الأحيان، تُستخدم صبغة خاصة تُحقن في الوريد أو تُشرب لتجعل الصورة أوضح.

عند دمج هذين الفحصين معاً، يُمكن للأطباء الحصول على فهم أعمق وأدق لحالة الجسم الصحية، خاصةً في الكشف عن الأورام وتتبع نشاطها.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يعتمد جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي على استخدام مغناطيس قوي، وأمواج الراديو وجهاز الكمبيوتر؛ لإنتاج مجموعة من الصور المفصلة للأعضاء والأنسجة داخل الجسم، وتُعرف هذه التقنية أيضاً بالتصوير بالرنين المغناطيسي النووي.

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)

يستخدم هذا الفحص موجات صوتية عالية الطاقة، تصدم بالأنسجة الداخلية أو الأعضاء، مما ينتج عنه صدى.

يُستخدام هذا الصدى لإنشاء صورة تُسمى السونوغرام والتي تُظهر أنسجة الجسم.

  • أشعة إكس للصدر (Chest X-ray)

تقوم بتصوير الأعضاء والعظام داخل الصدر، تستخدم أشعة إكس نوعاً من الإشعاع ذي طاقة عالية يمكنه اختراق الجسم، لتكوين صورة للمناطق داخل الصدر على فيلم خاص.

ويمكن أن يطلب الطبيب تحاليل مخبرية ومنها ما يلي:

1. تعداد دم كامل (CBC): هو اختبار للدم يقيس العناصر التالية في عينة الدم:

  • عدد كرات الدم الحمراء: وهي الخلايا المسؤولة عن حمل الأكسجين في الجسم.
  • عدد كرات الدم البيضاء: وهي الخلايا المسؤولة عن مكافحة العدوى والالتهابات.
  • عدد الصفائح الدموية: وهي الخلايا المسؤولة عن تخثر الدم.
  • محتوى الهيموجلوبين: وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين داخل كرات الدم الحمراء.
  • نسبة حجم الكريات الحمراء (Hct): وهي تمثل نسبة حجم كرات الدم الحمراء إلى إجمالي حجم الدم.

وبالتالي يمكن أن تشير التغيرات في قيم هذه العناصر، سواء كانت بالزيادة أو النقصان، إلى الإصابة بالسرطان أو غيره من الأمراض.

2. اختبار كيمياء الدم: هو تحليل للدم يقيس مستويات العديد من المواد الكيميائية، التي تفرزها أعضاء وأنسجة الجسم في الدم، بما في ذلك المعادن، وإنزيم اللاكتات نازع الهيدروجين (LDH)، وحمض اليوريك، ونيتروجين اليوريا بالدم، والكرياتينين، واختبارات وظائف الكبد.

يمكن أن تشير المستويات غير الطبيعية، لأي من هذه المواد الكيميائية إلى انتشار السرطان أو غيره من الأمراض.

علاج سرطان عنق الرحم

بعد تشخيص إصابتكِ بسرطان عنق الرحم، ستتعاونين مع فريق طبي متخصص؛ لتحديد خطة العلاج الأنسب لكِ.

لا تقلقي عزيزتي، فطرق العلاج متعددة وفعالة، وقد تختارين أكثر من طريقة بناءً على عدة عوامل منها:

  • مرحلة السرطان: مدى انتشاره في جسمكِ.
  • صحتكِ العامة: حالتك البدنية والنفسية.
  • تفضيلاتكِ الشخصية: ما تختارينه وما تخشينه.

ستتضمن خطة العلاج تفاصيل مهمة، مثل معلومات عن طبيعة السرطان ومراحله، وخيارات العلاج المتاحة وآثارها الجانبية المحتملة، والمدة المتوقعة للعلاج.

اعلم أنكِ قد تقلقين من تأثير العلاج على قدرتكِ على الإنجاب، لذا يمكنكِ التحدث مع فريقكِ الطبي قبل البدء بالعلاج، وستحصلين على معلوماتٍ واضحة عن الخيارات المتاحة؛ لحماية الخصوبة والحفاظ على فرصتكِ بالإنجاب لاحقاً.

تشمل الطرق الرئيسية لعلاج سرطان عنق الرحم ما يلي:

العلاج الإشعاعي

تُستخدم أشعة الطاقة لقتل خلايا السرطان، ويوجد نوعان من العلاج الإشعاعي:

  • العلاج الإشعاعي الخارجي: يُستخدم إشعاعاً عالي القوة، ويتم توجيهه نحو السرطان من آلة خارج الجسم.
  • العلاج الإشعاعي الداخلي: يضع المصدر الإشعاعي داخل أو بالقرب من السرطان.

العلاج الكيميائي

هو استخدام أدوية خاصة تؤخذ عن طريق الحقن في الوريد أو كحبوب، والهدف منها هو الوصول إلى خلايا السرطان في الجسم كله وقتلها، ويُعطى العلاج على مراحل أو دورات، إذ تختلف مدة وتكرار هذه الدورات حسب نوع الدواء ومكان السرطان في الجسم.

الجراحة

تتعدد خيارات الجراحة لعلاج سرطان عنق الرحم، ولكن في المراحل المبكرة، يمكن إزالة النسيج السرطاني فقط، وتشمل بعض الأنواع من الجراحات ما يلي:

  • الجراحة بالليزر.
  • الجراحة بالتبريد.
  • استئصال الرحم البسيط.
  • استئصال الرحم الشامل مع استئصال العقد اللمفاوية الحوضية.
  • استئصال عنق الرحم (Trachelectomy).

العلاج الموجه

هو نوع من العلاج يستهدف خلايا السرطان بشكل خاص، دون التأثير على الخلايا السليمة، ويعمل هذا العلاج من خلال استهداف البروتينات، التي تتحكم في نمو وانتشار خلايا السرطان، ومع تقدم العلم يتمكن العلماء من تطوير علاجات موجهة أكثر فعالية.

العلاج المناعي

تُستخدم أدوية لتحفيز جهاز المناعة في جسمك؛ للتعرف على خلايا السرطان وتدميرها، تستطيع خلايا السرطان أحياناً تجنب الهجوم من جهاز المناعة، عن طريق إرسال إشارات خاصة، لذا يساعد العلاج المناعي على استهداف هذه الإشارات، حتى لا تستطيع خلايا السرطان خداع الجسم والتظاهر بأنها خلايا سليمة.

يستخدم بعض الأشخاص علاجات بديلة مثل النظام الغذائي، والأعشاب، والوخز بالإبر وغيرها من الطرق لدعم علاج السرطان، ولكن يجب التحدث مع الطبيب حول الطرق البديلة التي تدعي تخفيف أعراض السرطان، بعضها قد يكون مفيداً، لكن البعض الآخر قد يكون ضاراً.

الوقاية من سرطان عنق الرحم

الوقاية من سرطان عنق الرحم

للوقاية من سرطان عنق الرحم، هناك بعض الخطوات المهمة التي يمكنكِ اتخاذها.

وأهمها الحصول على فحوصات نسائية دورية، وإجراء اختبارات مسحة عنق الرحم (Pap tests). بالإضافة إلى ذلك، يمكنكِ اتباع الإرشادات التالية:

  1. التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): إذا كنتِ مؤهلة للتطعيم، فمن المهم الحصول عليه؛ لأنه يقي من الفيروس المسبب لأغلب حالات سرطان عنق الرحم.
  1. استخدام الواقي الذكري أثناء الجماع: هذا يساعد في تقليل انتقال العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري، وغيره من العدوى التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
  1. الإقلاع عن التدخين يُعد خطوة مهمة في الوقاية من هذا النوع من السرطان.
  1. يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، خاصةً تلك التي تحتوي على مضادات الأكسدة، مثل الفواكه والخضروات، لأنها قد تساعد في تقليل خطر الإصابة.
  1. قد تزيد السمنة من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، لذا يُنصح بالحفاظ على وزن صحي من خلال نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة.
  1. تجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة، مثل تلك الموجودة في بعض البيئات الصناعية.
  1. إجراء الفحوصات الدورية ومتابعة أي أعراض غير عادية مع الطبيب، والكشف المبكر يمكن أن يساعد في العلاج الفعّال لسرطان عنق الرحم.
  1. تقليل التعرض للإجهاد الجسدي والنفسي؛ لأن الإجهاد المزمن يمكن أن يؤثر سلباً على جهاز المناعة

باتباع هذه النصائح، يمكنكِ تعزيز صحتك وتقليل خطر إصابتكِ بسرطان عنق الرحم، والحفاظ على الصحة العامة.

التعامل مع الآثار النفسية لمرض سرطان عنق الرحم

يمكن أن يكون تحدياً كبيراً، حين نقرر التعامل مع الآثار النفسية والعاطفية، لمرض سرطان عنق الرحم، ولكن هناك عدة طرق يمكن أن تساعدكِ على مواجهة هذه الفترة الصعبة:

  • لا تخجلي من التحدث عن مشاعركِ ومخاوفكِ مع الأصدقاء، والعائلة، أو المعالج النفسي، فالتواصل العاطفي يمكن أن يوفر الراحة، ويساعد في تخفيف الضغوط النفسية.
  • التواصل مع نساء أخريات يمررن بتجارب مشابهة، إذ يمكن أن يوفر ذلك الدعم والتفاهم، وأيضاً يكون مصدر إلهام وتشجيع.
  • يساعد الحفاظ على نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام على تعزيز الشعور بالراحة الجسدية والعقلية.
  • استكشاف تقنيات الاسترخاء والتأمل، مثل اليوغا، وتقنيات التنفس العميق، فهذه الأساليب تقلل من التوتر وتُحسّن الصحة العقلية.
  • امنحي نفسك الوقت للراحة والتعافي، وتعلمي الرفض باللطف للأنشطة التي تسبب لكِ الضغط.
  • لا تترددي في طلب المساعدة من معالج نفسي، إذا شعرتِ بالحاجة إليها، إذ يساعد العلاج النفسي على توفير دعماً إضافياً، ويساعدكِ على التعامل مع مشاعركِ.
  • حاولي التركيز على الأشياء التي تجلب لكِ السعادة والرضا، واحتفظي بيوميات لتدوين اللحظات الجميلة، والأشياء التي تشعرين بالامتنان تجاهها.

تذكري أن كل شخص يتعامل مع التحديات النفسية بطريقته الخاصة، ومن المهم أن تجدي الطرق التي تناسبكِ وتساعدكِ على التعامل مع هذا المرض.

عزيزتي القارئة، وصلنا إلى ختام مقالنا، والذي تناولنا فيه سرطان عنق الرحم بكل تفاصيله من أعراض، وفحوصات، وطرق علاج.

نأمل أن تكوني قد وجدتِ في هذه السطور المعلومات التي تساعدكِ على فهم هذا المرض بشكل أفضل، وتذكري دائماً عزيزتي، أن الوعي والفحص المبكر هما أقوى سلاحين في مواجهة أي مرض.

تتمنى مجلة فراشتي لكِ الصحة والعافية، وأن تكون هذه المعلومات خطوة في طريق الوعي والاهتمام بصحتكِ، دمتِ بخير وسعادة.

الأسئلة الشائعة حول سرطان عنق الرحم

كم سنة تعيش مريضة سرطان عنق الرحم؟

بالاستناد إلى الإحصائيات المتوفرة حول معدلات البقاء على قيد الحياة، لمرضى سرطان عنق الرحم، يمكن تقديم الأرقام التالية، حوالي 80% من المريضات يعشن خلال السنة الأولى بعد التشخيص، وحوالي 60% يعشن لمدة 5 سنوات أو أكثر، وحوالي 50% يعشن لمدة 10 سنوات أو أكثر بعد التشخيص.

هل سرطان عنق الرحم ينتشر بسرعة؟

يتطور عادةً سرطان عنق الرحم ببطء، ومع ذلك يمكن أن يتطور وينتشر بسرعة في بعض الحالات، خاصةً إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في وقت مبكر.

كتابة: د. ناهد عبد الحكم احمد

المصادر:

cancer

clevelandclinic