بعض السيدات يذهبن إلى النادي الرياضي للتفريغ عن أية مشاعر سلبية وللابتعاد عن ضغوط الحياة، وقد أثبتت النوادي الرياضية فعاليتها في هذا الجانب، أظن أنكِ أنتِ أيضاً تعرفين أن لها أثر نفسي مُثبت.
لكن! هذا الأثر ليس إيجابياً دائماً، فالعديد من الإناث يُصبن بمشاعر التوتر والقلق بمجرد التفكير في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية وتلك المشاعر تمنعهن من تبنّي روتين رياضي منتظم، فهل أنتِ من المصابات بفوبيا وقلق الصالة الرياضية؟ تابعي هذا المقال لمساعدتكِ في إيجاد حلول لهذه لمشكلة.
ستجدين في هذا المقال
إن مجرد أخذ الخطوة الأولى في الدخول لعالم الرياضة يمكن أن يشبه إلى حد كبير الذهاب في أول موعد، حيث تتسارع دقات القلب ويبدأ عقلكِ في تخيل سيناريوهات مختلفة، ويأخذ العرق بالتصبب من راحتي يديكِ.
هل يبدو الأمر غريباً ومخيفاً؟ إن كنتِ تعانين من مشكلة “فوبيا وقلق الصالة الرياضية ” فلا تقلقي لستِ الوحيدة، لكن يجب أن لا تتجاهلي الأمر، وألا تدعي القلق يمنعكِ من بدء أو مواصلة تمرينك الرياضي. سواء كنت قد بدأت للتو بممارسة الرياضة، أو قد عدت إلى التمرين بعد فترة انقطاع، فأنت قوية يمكنك التغلب على هذه المشاعر.
تابعي معنا لتتعرفي على كل ما تحتاجينه من معلومات حول فوبيا وقلق الصالة الرياضية:
فوبيا وقلق الصالة الرياضية
القلق الذي تشعرين به عند التفكير بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو ممارسة التمارين يشعر به معظم الناس في المرة الأولى التي تطأ فيها قدمهم نادي للياقة البدنية، والسبب البسيط لهذا الشعور هو أننا لا نعرف ماذا سيحصل.
إن القلق بحد ذاته عبارة عن عاطفة ترافقها مشاعر التوتر والأفكار غير المريحة والتغيرات الجسدية، مثل ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب والتعرق، يمكن أن تحدث مشاعر القلق بسبب المجهول، مثل اليوم الأول في المدرسة، أو اليوم الأول في وظيفة جديدة، أو حتى الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو فصل اللياقة البدنية لأول مرة.
المجهول يشحن خيالك ويحث عقلك على التفكير المبالغ وطرح الأسئلة: هل أبدو بدينة؟ هل سيكون الجميع أكثر لياقة مني؟ هل سيكون الناس لطفاء معي؟ هل سيحكمون علي لأنني لا أملك لياقة مثلهم؟ هل سيكون هناك شخص ما في مكتب الاستقبال للتحدث معه؟ ماذا يجب أن أفعل إن لم أجد موظفاً؟ هل سيكون هناك موقف سيارات؟ ماذا لو أضعت المدخل؟…
هذا النوع من التفكير المصحوب بأسئلة لا نهاية لها يتسبب في المزيد من القلق والخوف وقد يصبح الأمر مرهقاً لك.
اقرأي أيضاً: تمارين لتقوية الاعصاب
نوع آخر من قلق الصالة الرياضية يرتبط بخوض التجارب المجهولة عندما يتعلق الأمر بالتمرين الفعلي، ويتجلى بشكل خاص عندما يقوم شخص آخر بكتابة برنامج التدريبات الخاص بكِ، مثل المدرب الشخصي.
لكن يمكن أن يساعدك التحفيز وتعلم آليات التأقلم مع القلق لتحصلي على أفضل نتيجة من التمرين.
وكي نجد علاج فعال لهذا القلق، يجب أن نتعرف هلى أسبابه:
أسباب فوبيا وقلق الصالة الرياضية
مثل أي نوع من أنواع القلق، يمكن أن يكون القلق من الصالة الرياضية معقداً وفريداً، ولكن إليك بعض السيناريوهات الشائعة التي تحفزه:
ما زلتِ مبتدئة
إذا لم تكوني قد مارستِ الرياضة في صالة الألعاب الرياضية من قبل، أو مر عليكِ وقت طويل قبل العودة للتمرين، فقد تشعرين بالخوف وتتسائلين: هل سيكون الجميع أكثر لياقة مني؟ هل سيحكم الناس عليّ؟ ماذا يجب أن أفعل وكيف أبدأ؟ يشار إلى هذه الأفكار والمشاعر على أنها قلق الموقف، وهي ناتجة عن خوضك لمواقف غير مألوفة.
لقد قمت بتغيير الصالة الرياضية
يحصل أن تمارسي تمارينك في صالة ألعاب رياضية لفترة من الوقت ثم تضطري إلى تغييرها.
التنقل من مكان لمكان جديد، العثور على غرفة تبديل الملابس والحمام، وتحديد موقع المعدات التي تريدين استخدامها، والدخول في روتين جديد كل ذلك كافي ليثير لديكِ مشاعر القلق.
تواجهين مشاكل في استخدام المعدات الجديدة
قد تقفين في الصالة تنظرين بحب لآلة ضغط الساق لكن خوفك يمنعك من تجربتها، فماذا لو أخطأت؟ ماذا لو استخدمتيها بشكل خاطئ؟
كل هذا سيقف حاجز بينك وبين التمرين.
اقرأي أيضاً: كيفية زيادة اللياقة البدنية
صالة الألعاب الرياضية مزدحمة كثيراً
في ضوء الكورونا، يمكن للأماكن الداخلية المزدحمة أن تجعل الكثير من الناس غير مرتاحين، فالقلق بسبب COVID-19 شيء حقيقي، وفكرة العودة إلى الحياة كما كنا نعرفها قبل الوباء يمكن أن تثير مشاعر الخوف لدى الكثيرين.
وهناك أسباب أخرى عزيزتي كاضطرارك لتبديل ملابسك أمام الأخريات أو أن يكون النادي مختلط ومزدحم بالرجال وغيرها الكثير من الأسباب التي قد تسحبك لدوامة القلق والشعور بالخوف.
استراتيجيات التغلب على فوبيا وقلق الصالة الرياضية
والآن سنجيبكِ على سؤال هذا المقال، ألا وهو كيف يمكنك التغلب على قلق الصالة الرياضية؟ فيما يلي إليك استراتيجيات يمكنك تجربتها بدءاً من اليوم:
1- كوني على دراية ومعرفة مسبقة بما أنت مقبلة على فعله
كما أخبرناكِ إن أصل القلق هو الخوف من المجهول، لذا فإن الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات مسبقاً سيساعدك على الشعور بمزيد من الثقة.
ابدأي بتصفح الإنترنت من خلال البحث عن النادي الرياضي وتعرفي عليه أكثر، بعد ذلك اذهبي في جولة هناك، وتعرّفي على المبنى والموظفين.
2- ابدئي ببطء
إياك أن تشعري أنك مضطرة لتجربة كل شيء خلال زيارتك الأولى إلى صالة الألعاب الرياضية، اختاري هدف صغير يناسبك، مثلاً اقضِ 10 أو 15 دقيقة على آلة تمارين الكارديو أو مارسي بعض تمارين التمدد ثم ارفعي المستوى بالتدريج.
3- استعيني بمدرب
يمكن أن يساعدك العمل مع مدرب شخصي “ولو لجلسة واحدة فقط” في معرفة التمارين التي يجب أن تقومي بها وكيفية أدائها وكيفية استخدام المعدات، ولا تنسِ أن تحددي أولوياتك؛ حتى جلسة واحدة فقط مع مدرب شخصي تكفي لتتعرفي على التمارين والمعدات أكثر، ابدأي معه في اتباع برنامج ما، وبعد التزامك به لمدة شهر أو شهرين، يمكنك تحديد موعد مع المدرب لجلسة أخرى لترفعي برنامجك إلى المستوى التالي.
4- اذهبي مع صديقة
إن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مع صديق أو أحد أفراد الأسرة لديه خبرة سابقة، يمكن أن يوفر لك جو من الراحة والدعم والإرشادات الكافية.
بعد أن تشعري بالاطمئنان الكافي من خلال وجود رفيق لكِ في المرات الأولى، يمكنك بعدها الذهاب بمفردك بكل ثقة.
اقرأي أيضاً: كيف نتعلم كل من محبة الذات والثقة بالنفس
5- خططي لوقتك وتدريباتك
لا يعد وضع خطة أمر أساسي لإدارة الوقت فحسب، بل إنه يزيل خوفك من المجهول.
إذا كنت تعرفين بالضبط ما هي التمارين التي تريدين القيام بها وبأي ترتيب، فستتمكنين من التركيز على تمرينك أكثر ولن تقعي في دوامة الشك بشأن ما يجب القيام به مستقبلاً، وإذا كان استخدام غرفة تبديل الملابس يسبب لك القلق، فيمكنكِ تجنب ذلك من خلال ارتداء ملابسك الخاصة لممارسة الرياضة مسبقاً.
وغيرها العديد من الأمور التي بإمكانك التخطيط لها مسبقاً وإيجاد حلولها المناسبة التي ستساعدكِ في التخلص من فوبيا وقلق الصالة الرياضية.
6- خذي نفس عميق وفكري بإيجابية
إذا شعرتِ بالإرهاق فركزي على أنفاسك، وحاولي أن تتنفسي من بطنك، حيث ثبت أن هذا النوع من تقنيات التنفس الذي تقومين فيه بتحريك الحجاب الحاجز وتوسيع معدتك يقلل من التوتر ومستويات الكورتيزول.
حاولي إعادة صياغة حديثك مع نفسك، تكلمي بكل ما هو إيجابي، فمثلاً إذا كنت قلقة بشأن الأشخاص الذين يحكمون على مظهرك، فغيّري أفكارك من “يعتقد هذا الشخص أنني سمينة وليس لدي لياقة” إلى “هذا الشخص موجود ليتمرن ويركز على نفسه فقط.”
يبدو الأمر بسيطاً للغاية، ابدأي بملاحظة نمط تفكيرك السلبي أولاً، ثم في الوقت المناسب اتخذي خطوات لتحديه وتبديله إلى كل ما هو إيجابي، بعدها ستلاحظين أنك قادرة على اكتساب المزيد من الشجاعة للمشي عبر أبواب صالة الألعاب الرياضية.
7- استمري
كلما تقدمتِ أكثر، كلما أصبحتِ أكثر ثقة وأصبح من الأسهل عليك تنفيذ تمارينك، وهذا من شأنه أيضاً أن يساعدكِ في علاج فوبيا وقلق الصالة الرياضية.
من الطبيعي أن تتجنبي الصالة الرياضية إذا كانت تثير قلقكِ، ولكن عليكِ إيجاد طرق للتكيف والالتزام بها، وستلاحظي تحسن رائع مع مرور الوقت.
يمكن أن يكون القلق جزء طبيعي من بداية أي رحلة جديدة، فقط ركزي على اتخاذ خطوات صغيرة للأمام، واعتمدي التخطيط المسبق ليساعدكِ في السيطرة على القلق.
إذا وجدت أن قلقك من الصالة الرياضية مُنهِك أو لا يتحسن رغم الجهد الذي تبذلينه، فاطلبي المساعدة من المختصين.
كوني مطمئنة وتذكري أن كل شخص في نادي الألعاب الرياضية كان مبتدئ في مرحلة ما، ومثلكِ دخل الجميع من تلك الأبواب لأول مرة وتغلبوا على فوبيا وقلق الصالة الرياضية وخوفهم منها. صحتك وسعادتك هما الأهم، وأنت تنتمين إلى المكان الذي تشعرين فيه بالراحة. نتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكِ. دمتِ بخير.
الاسئلة الشائعة حول فوبيا وقلق الصالة الرياضية
هل الرياضة تزيل القلق؟
نعم، فالنشاط البدني يحسن الحالة المزاجية من خلال إفراز هرمونات السعادة والتخفيف من هرمون التوتر “الكوتيزول”، لكن يجب الانتباه إلى عدم الإفراط بممارسة التمارين الرياضية وممارستها بانتظام.
هل القلق يسبب التعب في الجسم؟
نعم، فأغلب المشاكل الجسدية منشأها نفسي، حيث تم الإثبات علمياً أن التوتر والقلق يسببان أمراض جسدية منها الكولون العصبي وعسر الهضم والقرحة والشقيقة.
هل الرياضة تقلل من نوبات الهلع؟
نعم، ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة تساعد في التحكم والتقليل من نوبات حدوث الهلع، بالإضافة لاستشارة الاخصائيين النفسيين الذين يساعدون الشخص بطرق مناسبة له.
المصادر:
يمكنك الاطلاع أيضاً
اترك تعليقاً