في عالمنا المعاصر تواجه البشرية تحديات صحية متنوعة، ومن بين هذه التحديات تأتي أمراض الجهاز التنفسي التي تشكل اهتماماً كبيراً للعديد من الأشخاص، ومن بين هذه الأمراض يبرز الالتهاب الرئوي كمصطلح يثير الاهتمام والاستفسارات.
تتسبب مجموعة متنوعة من العوامل في حدوث الالتهاب الرئوي، بدءاً من العدوى البكتيرية والفيروسية، وصولاً إلى التعرض للملوثات البيئية والتدخين.
ومن المهم أن ندرك تأثيره الكبير على الصحة العامة وتزامناً مع ذلك، فإن التوعية والتعليم حول هذا المرض يلعبان دوراً حاسماً في الحد من انتشاره وتأثيره السلبي.
في هذا المقال، سنتعرف على ما هو الالتهاب الرئوي، ونلقي نظرة على أعراضه وأسبابه، ونتعرف على أحدث التطورات في تشخيصه وعلاجه، وأيضاً الاستراتيجيات الوقائية والنصائح الهامة للحفاظ على صحة الرئتين من الإصابة بالالتهاب الرئوي.
ستجدين في هذا المقال
ما هو التهاب الرئة؟
الالتهاب الرئوي (pneumonia) هو عدوى تصيب الرئتين بواسطة البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، ويمكن أن تكون العدوى خفيفة ومؤقتة أو خطيرة وتهدد الحياة.
ويحدث هذا الالتهاب عندما تمتلئ الحويصلات الهوائية في الرئتين بالسوائل والقيح، مما يعوق القدرة على التنفس ويقلل من مستوى الأكسجين في الدم.
وغالباً ما يكون التهاب الرئة البكتيري أكثر شدة من التهاب الرئة الفيروسي الذي غالباً ما يتحسن تلقائياً.
يمكن للالتهاب الرئوي أن يصيب الأفراد في كل الفئات العمرية، ولكنه يشكل خطراً أكبر على كبار السن والأطفال الرضع والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أخرى أو نقص في جهاز المناعة.
أنواع الالتهاب الرئوي
تعتمد أنواع الالتهاب الرئوي على مكان أو كيفية الإصابة به:
- الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى
هذا النوع من الالتهاب البكتيري يحدث أثناء فترة الإقامة في المستشفى، وقد يكون أكثر خطورة من الأنواع الأخرى؛ إذ تكون البكتيريا المسببة للعدوى أكثر مقاومة للمضادات الحيوية.
- الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع
يشير إلى الالتهاب الرئوي الذي ينتقل خارج المستشفى مثل المنزل أو العمل.
- الالتهاب الرئوي المرتبط بالمنفسة
وهي آلة تساعد على تدفق الهواء داخل وخارج الرئتين، ويحدث هذا النوع للأشخاص الذين يستخدمون جهاز تنفس اصطناعي.
- الالتهاب الرئوي الشفطي
عند استنشاق جزيئات صغيرة من الفم إلى مجرى الهواء، تعمل آليات الدفاع الطبيعية في الجهاز التنفسي، مثل السعال على التخلص منها قبل وصولها إلى الرئتين وتسبب التهاباً أو عدوى.
ومع ذلك في بعض الحالات قد لا يتمكن الجسم من التخلص من هذه الجزيئات بسبب ضعف آليات الدفاع أو كونها ذات حجم كبير، وعند استنشاق البكتيريا خلال الطعام أو الشراب أو اللعاب، يحدث هذا النوع من الالتهاب الرئوي.
اقرأي أيضاً: 5 أسئلة شائعة وهامة حول سن اليأس عند النساء
مراحل الالتهاب الرئوي
يمكن تصنيف المراحل بناءً على المنطقة التي يؤثر عليها الالتهاب في الرئتين:
- الالتهاب القصبي الرئوي (Bronchial Pneumonia)
يمكن أن يؤثر الالتهاب الرئوي الشعبي على مناطق مختلفة في الرئتين وغالباً ما يكون محصوراً بالقرب من الشعب الهوائية، وهي الأنابيب التي تمتد من القصبة الهوائية إلى الرئتين.
ويتميز بتراكم السوائل أو القيح في القصبات والتهابها.
- ذات الرئة الفصية (Lobar Pneumonia)
يؤثر الالتهاب الرئوي القصبي على واحدة أو أكثر من فصوص الرئتين، إذ تتكون كل رئة من فصوص، وهي أقسام محددة في الرئة.
يمكن تقسيم الالتهاب الرئوي الفصي إلى أربع مراحل بناءً على كيفية تطوره:
- المرحلة الأولى: الاحتقان (Congestion)
تظهر هذه المرحلة خلال 24 ساعة من الالتهاب، وتتراكم السوائل في الحويصلات الهوائية، مما يجعل الرئة تبدو ثقيلة وممتلئة، ويمكن أن يصاحب ذلك ضيق التنفس والسعال.
- المرحلة الثانية: التكبّد الأحمر (Red hepatization)
بعد مرور يومين إلى ثلاثة أيام من الالتهاب الرئوي، تدخل خلايا الدم الحمراء والخلايا المناعية إلى الحويصلات الهوائية المليئة بالسوائل، وتتسبب هذه الخلايا في احمرار الرئتين وجعلها صلبة.
ولأنه يشبه الكبد من حيث التغير في لون وشكل الرئتين، لذلك سُميت هذه المرحلة باسم تكبّد الرئة الأحمر.
- المرحلة الثالثة: التهاب الكبد الرمادي (Gray hepatization)
بعد مرور أربعة إلى ستة أيام من الالتهاب، تبدأ خلايا الدم الحمراء في الانهيار بينما تبقى الخلايا المناعية، ويتسبب انهيار خلايا الدم الحمراء في تغير اللون من الأحمر إلى الرمادي.
- الشفاء (Resolution)
تظهر هذه المرحلة بعد مرور 8-10 أيام، إذ تبدأ الخلايا المناعية في القضاء على العدوى، ويساعد السعال مع البلغم على طرد السائل المتبقي من الرئتين.
أعراض الالتهاب الرئوي
تختلف أعراض الالتهاب الرئوي اعتماداً على العامل المسبب له، ويمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة، وقد تظهر أعراضاً مختلفة للرُضَّع والأطفال الصغار وكبار السن.
أعراض التهاب الرئة البكتيري
تتطور أعراض الالتهاب الرئوي البكتيري سواء تدريجياً أو فجأة، وتشمل الأعراض ما يلي:
- ارتفاع درجة الحرارة إلى مستوى عالي (تصل إلى 40.5 درجة مئوية).
- سعال مصحوب ببلغم أصفر أو أخضر، وقد يكون مختلطاً بدم.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- سرعة معدل التنفس، وزيادة ضربات القلب.
- التعرق أو الرعشة.
- آلام في الصدر، خاصة مع السعال أو التنفس العميق.
- فقدان الشهية.
- صعوبة التنفس.
- ازرقاق الجلد أو الشفتين أو الأظافر.
أعراض التهاب الرئة الفيروسي
يتطور الالتهاب الرئوي الفيروسي عادةً على مدى عدة أيام، وقد تظهر أعراض مشابهة لأعراض الالتهاب الرئوي البكتيري، وقد تشمل أيضاً:
أسباب الالتهاب الرئوي
كما وضحنا سابقاً أنه عندما تدخل الجراثيم إلى رئتيك وتحدث العدوى، يعمل جهاز المناعة على مكافحتها.
ولكن هذه المكافحة تسبب التهاباً في حويصلات الهواء في الرئة، وهذا الالتهاب يمكن أن يجعل الحويصلات تمتلئ بالقيح والسوائل، مما يسبب أعراض التهاب الرئة.
ويمكن أن يكون ناجماً عن العديد من العوامل المعدية مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات.
- البكتيريا: يعد السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب الرئة البكتيري هو المكورات الرئوية (Streptococcus Pneumonia)، وتشمل الأسباب الأخرى:
- المفطورة الرئوية (Mycoplasma Pneumoniae).
- المستدمية النزلية (Haemophilus Influenzae).
- الفيلقية المستروحة (Legionella Pneumophila).
- الفيروسات: غالباً ما يكون التهاب الرئة الفيروسي أقل حدة من الأنواع الأخرى، على سبيل المثال:
- الإنفلونزا.
- الفيروس التنفسي المخلوي البشري (RSV).
- الفيروس الغدي (Adenovirus).
- الحصبة.
- عدوى فيروس كورونا.
على الرغم من أن أعراض التهاب الرئة الفيروسي والبكتيري شبه متطابقة، إلا أن التهاب الرئة الفيروسي عادةً أخف، ويمكن أن يتحسن في مدة تتراوح بين 1 إلى 3 أسابيع بدون علاج.
ووفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم، يتعرض الأشخاص الذين يعانون من التهاب رئوي فيروسي لخطر الإصابة بالتهاب رئوي بكتيري.
- الفطريات: توجد في التربة أو فضلات الطيور، وعادةً ما تكون هذه الفطريات مسببة لالتهاب الرئة في الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، ومن أمثلة هذه الفطريات:
- المتكيسة الرئوية الجؤجؤية (Pneumocystis Jirovecii).
- داء النوسجات (Histoplasmosis Species).
عوامل خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي
يمكن أن يصاب أي شخص بالتهاب الرئة، ولكن هناك بعض الأشخاص التي تتعرض لمخاطر أكبر، ومنهم ما يلي:
- الأطفال من الولادة حتى عامين.
- الأفراد الذين يبلغون من العمر 65 عاماً وما فوق.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب الحمل، أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، أو استخدام بعض الأدوية مثل الستيرويدات أو بعض أدوية السرطان.
- الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الطبية المزمنة مثل: الربو والسكري والانسداد الرئوي المزمن (COPD)، والقصور القلبي ومرض الأنيميا المنجلية، وأمراض الكبد والكلى.
- من انتقل مؤخراً للمستشفى أو تحت الرعاية الطبية حالياً، وبالتحديد إذا كان على جهاز التنفس الصناعي.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في الدماغ، ويؤثر على القدرة على البلع أو السعال، مثل: السكتة الدماغية، والإصابة في الرأس، والخرف.
- من تعرض بانتظام لمهيجات الرئة مثل تلوث الهواء والروائح السامة، خاصةً في مكان العمل.
- الأشخاص الذين يعيشون في بيئة سكنية مكتظة بالسكان مثل السجن أو دار المسنين.
- المدخنين، إذ يجعل التدخين من الصعب على الجسم التخلص من البلغم في المجاري التنفسية.
- الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات أو يشربون كميات كبيرة من الكحول، مما يضعف جهاز المناعة.
تشخيص الالتهاب الرئوي
سوف يسألكِ المختص الطبي عن التاريخ الصحي والأعراض التي تعاني منها، بما في ذلك السعال، وصعوبة التنفس، والحمى، وألم الصدر.
ثم يأتي دور الفحص البدني: يستخدم الطبيب سماعته الطبية للاستماع بعناية إلى صوت رئتيك أثناء التنفس؛ لتمييز التهاب الرئة عن الاضطرابات الرئوية الأخرى، وقد يطلب إجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التالية:
- فحص الدم: يمكن أن تُظهر نتائج فحوص الدم التغيرات في عدد الخلايا البيضاء، والمعدلات التي يمكن أن تشير إلى وجود التهاب الرئة.
- الأشعة السينية للصدر (Chest X-ray): يمكن أن تُظهر الأشعة التغيرات في الرئتين وتشير إلى وجود التهاب.
- جهاز التأكسد النبضي (Pulse oximetry): تُستخدم أجهزة طبية لقياس نسبة الأكسجين في الدم، من خلال وضع جهاز استشعار على جزء رقيق من جسم المريض، مثل طرف الإصبع أو شحمة الأذن، وتتميز هذه الطريقة بأنها آمنة ومريحة وغير مكلفة مقارنةً بالطرق الأخرى.
- فحص البلغم: جمع عينة من البلغم لفحصها في المختبر لتحديد نوع الجرثومة المسببة للالتهاب.
- تنظير القصبات (Bronchoscopy): هو إجراء يستخدم لفحص مجرى الهواء في الرئتين، باستخدام كاميرا موجودة على نهاية أنبوب مرن يوجه بلطف عبر الحلق وإلى الرئتين، ويتيح التنظير القصبي للطبيب رؤية البنية الداخلية للقصبات والرئتين بشكل مباشر، مما يساعد في تشخيص وتقييم حالتك وتحديد العلاج المناسب.
- جزعة الرئة جراحياً: في بعض الحالات، قد يقرر الممارس الصحي أخذ عينة أكبر من الأنسجة من مواقع مختلفة في الرئتين، التي لا يمكن الوصول إليها بواسطة تنظير القصبات، ويتطلب ذلك إجراء جراحي للحصول على هذه العينات.
علاج الالتهاب الرئوي
سيعتمد علاجك على نوع الالتهاب الرئوي الذي تعانين منه، ومدى شدته، وحالتك الصحية العامة، وتشمل الإجراءات الطبية ما يلي:
- المضادات الحيوية
يمكن تُعالِج معظم حالات الالتهاب الرئوي البكتيري، ولكن يجب عليكِ دائماً إكمال الجرعة من المضادات الحيوية، حتى إذا شعرتِ بتحسن، وعدم القيام بذلك يمكن أن يمنع التخلص من العدوى، وقد يكون من الصعب علاجها في المستقبل.
- الأدوية المضادة للفطريات
تُعالِج مضادات الفطريات الالتهاب الرئوي الناتج عن العدوى الفطرية، وتحتاجين الاستمرار في استخدامها لعدة أسابيع لإزالة العدوى.
- المضادات الفيروسية
في الغالب لا يُعالج الالتهاب الرئوي الفيروسي بالأدوية، ففي الغالب معظم الحالات تُشفى من تلقاء نفسها مع الرعاية المنزلية دون الحاجة للعلاج.
ولكن قد يصف الطبيب مضادات فيروسية مثل: الأوسيلتاميفير (Tamiflu)، زاناميفير (Relenza)، بيراميفير (Rapivab)؛ لتقليل مدة المرض ومدى إصابتكِ بالفيروس.
- العلاج بالأكسجين
إذا كنتِ تعانين من صعوبات في التنفس شديدة، فقد تحتاجين إلى الأكسجين، إذ يتوفر من خلال قناع أو أنابيب بلاستيكية توضع في فتحتي الأنف.
ويحتاج بعض الأشخاص إلى العلاج بالأكسجين باستمرار، بينما يحتاج آخرون إليه فقط أثناء ممارسة التمارين الرياضية أو أثناء النوم.
- سوائل الوريد (IV)
توصيل السوائل مباشرةً إلى الوريد لمنع الجفاف.
- أدوية بدون وصفة طبية
قد يوصي الطبيب أيضاً بتناول بعض الأدوية؛ لتخفيف الألم والحمى حسب الحاجة ومنها الأسبرين والايبوبروفين والأسيتامينوفين، وقد يوصي أيضاً بتناول دواء للسعال لتهدئة السعال والتخفيف من حدتها.
- العلاجات المنزلية
يمكنكِ تطبيق بعض التدابير المنزلية، والتي يمكن أن تساعدكِ في تخفيف أعراض الالتهاب الرئوي:
- يمكنكِ غرغرة فمك بمحلول ماء دافئ ممزوج بالملح، وهذا يمكن أن يخفف من التهيج في الحلق ويساعد في تخفيف السعال.
- شرب كوب من شاي النعناع الدافئ، قد يساعد على تهدئة السعال وتخفيف الاحتقان في الصدر.
- يمكنك وضع كمادات باردة على جبينك، أو أماكن أخرى على الجسم للتخفيف من الحمى.
- شرب كميات وفيرة من الماء الدافئ يمكن أن يساعد على تخفيف الرعشة والشعور بالبرودة.
- تناول وجبة ساخنة يمكن أن يمنح الجسم الدفء والراحة خلال فترة المرض.
- يجب الحرص على الراحة التامة والحصول على قدر كافٍ من الراحة والنوم، كما يجب شرب السوائل بكميات كافية للمساعدة في ترطيب الجسم وتخفيف الاحتقان.
مضاعفات الالتهاب الرئوي
يمكن أن يسبب الالتهاب الرئوي مضاعفات قد تكون خطيرة، خاصةً في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو حالات مزمنة مثل السكري.
- تفاقم الأمراض المزمنة: يمكن أن يحدث تتطور لحالات صحية مزمنة مثل قصور القلب الاحتقاني والانتفاخ الرئوي، وقد يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية لدى بعض الأشخاص.
- التسمم البكتيري: يمكن أن تنتشر البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي في الدم، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل خطير، وفي بعض الحالات فشل الأعضاء.
- خراج الرئة: يتكون خراج في الرئة يحتوي على قيح، يمكن علاجه بالمضادات الحيوية، وفي بعض الأحيان قد يتطلب التصريف أو الجراحة لإزالة القيح.
- صعوبة التنفس: قد تواجه صعوبة في الحصول على كمية كافية من الأكسجين أثناء التنفس، وقد تحتاج إلى استخدام جهاز التهوية الاصطناعية.
- متلازمة ضيق التنفس الحادة: إنها حالة طبية طارئة، يحدث فشل عمل الجهاز التنفسي في الجسم.
- تجمع سائل بجانب الرئة: إذا لم يُعالَج الالتهاب الرئوي، فقد يتطور تجمع السوائل حول الرئتين في طبقة الغشاء البلوري، مما يحتاج إلى تصريفه.
- الوفاة: في بعض الحالات الخطيرة، قد يؤدي الالتهاب الرئوي إلى الوفاة، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، توفي حوالي 44,000 شخصاً من الالتهاب الرئوي في عام.
الوقاية من الالتهاب الرئوي
يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي في كثير من الحالات عن طريق ما يلي:
التطعيم
أول خطوة في الوقاية من التهاب الرئة هي أخذ التطعيمات، وهناك عدة لقاحات تساعد في منع التهاب الرئة:
- لقاح المكورات الرئوية، المعروف أيضاً بلقاح الالتهاب الرئوي، والذي يحارب البكتيريا العقدية الرئوية، التي تسبب أمراضاً خطيرة مثل التهاب الرئة والتهاب السحايا وتسمم الدم.
ويتكون من نوعين:
- المكورات الرئوية المقترن (PCV13) الذي يحمي من 13 نوعاً من البكتيريا العقدية الرئوية.
- المكورة الرئوية المتعدد السكريات (PPSV23) الذي يحمي من 23 سلالة مختلفة من البكتيريا العقدية الرئوية.
يعمل اللقاح على تحفيز جهاز المناعة؛ لإنتاج أجسام مضادة تهاجم هذه البكتيريا وتقوي مناعة الشخص ضد الإصابة بها، ويعتبر اللقاح جزءاً أساسياً في النظام الصحي وموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية.
من المهم أن تتلقى هذه التطعيمات وفقاً للجرعات والجدول الزمني المذكور من قبل الأطباء، وتتحدثِ مع الطبيب للحصول على مزيد من المعلومات حول التطعيمات وكيفية الحماية الفعالة من التهاب الرئة.
- تطعيم الإنفلونزا
يمكن أن يكون التهاب الرئة غالباً مضاعفة للإنفلونزا، لذا تأكدِ أيضاً من أخذ التطعيم السنوي.
يوصي مصدر الأمراض المعدية في مراكز السيطرة والوقاية (CDC)، بأن يُطعّم من في عمر 6 أشهر وما فوق، وخاصةً أولئك الذين قد يكونون عرضة لمضاعفات العدوى الفيروسية.
- لقاح المستديمة النزلية من النوع ب (Hib vaccine)
يستخدم هذا التطعيم للوقاية من العدوى البكتيرية التي تسببها بكتيريا المستدمية النزلية من النوع (ب).
ويعتبر فعّالاً للحماية من التهاب الكبد الوبائي ب، والتهاب الرئة، والتهاب السحايا، ومشكلات صحية أخرى.
توصي مراكز السيطرة والوقاية (CDC) بأن يأخذ المصل الفئات التالية:
- جميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
- الأطفال الأكبر سناً أو البالغين ولم يأخذوا التطعيم أو يعانون من حالات صحية معينة.
- الأشخاص الذين خضعوا لعملية زرع نخاع العظام.
وفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم (NHLBI)، فإن لقاحات الالتهاب الرئوي لا تمنع جميع حالات هذا المرض، ومع ذلك إذا تلقيتِ التطعيم، فإنه من المرجح أن يكون لديكِ مرض أقل حدة وأقصر مدة، وأقل خطراً بالنسبة للمضاعفات.
نصائح لمرضى الالتهاب الرئوي
بالإضافة إلى أخذ التطعيم، يمكنكِ تقليل خطر الإصابة بالتهاب الرئة، من خلال اتباع بعض العادات الصحية:
- ترك التدخين وتجنبِ التعرض للدخان الثانوي، إذ يضر التدخين بالرئتين ويجعلك أكثر عرضة للعدوى.
- غسل اليدين بالصابون والماء قبل تناول الطعام، وبعد استخدام الحمام، وإذا لم يتوفر الصابون، استخدمي معقم يدين يحتوي على الكحول.
- تجنبِ الاتصال الوثيق ومشاركة الأشياء مع الآخرين، إذا كان أحدكما يعاني من مرض معدٍ مثل الزكام أو COVID-19.
- اتباع نظام غذائي صحي، والاهتمام بممارسة التمارين الرياضية، والحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
- تجنب استهلاك الكحول بإفراط.
إذا كنتِ مضطرة للبقاء في المستشفى، لا تترددي في طرح الأسئلة على مقدمي الرعاية حول كيفية تقليل خطر الإصابة بالعدوى أثناء إقامتك.
في الختام عزيزتي، تذكري أن الصحة هي أثمن هبة يجب أن نحافظ عليها بعناية، ويجب أن تكون الوقاية من الالتهاب الرئوي أولويتنا، فهو يمكن أن يؤثر على حياتنا وحياة أحبائنا.
اعتني بنفسك وبصحتك باتباع الإرشادات الصحية، مثل الحفاظ على نظافة اليدين واتباع الإجراءات الوقائية الموصى بها.
لنكن أبطالاً في مكافحة الالتهاب الرئوي، ولنعمل معاً لبناء مجتمع صحي ومزدهر ينعم فيه الجميع بالراحة والسعادة؛ لنعيش حياة خالية من الالتهابات ومليئة بالأمل والصحة.
الأسئلة الشائعة حول الالتهاب الرئوي
متى يكون الالتهاب الرئوي خطير؟
يمكن أن يكون الالتهاب الرئوي خطيراً في أي عمر، ولكنه أكثر خطورة عند الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو من اضطرابات صحية مثل أمراض القلب والرئة والسكري.
كم يستغرق الشفاء من الالتهاب الرئوي؟
قد يستغرق الشفاء من الالتهاب الرئوي بين أسبوعين وعدة أسابيع، ولكن مدة الشفاء تختلف من شخص لآخر وتعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك العامل المسبب للالتهاب الرئوي والصحة العامة والعلاج المتبع.
المصادر:
اترك تعليقاً