يُعد التهاب الجيوب الأنفية حالة شائعة ومزعجة، تسبب أعراضًا مثل الصداع وآلامًا وتورمًا في منطقة الوجه، إذ يصعب التعايش مع هذه الأعراض لفترات طويلة، ولكن مع تناول العلاج الطبي المناسب واتباع نمط حياة صحي، يمكن السيطرة على هذا الالتهاب وتقليل حدوثه.
تابعي معنا هذا المقال لمعرفة ما هو التهاب الجيوب الأنفية، وأنواعه، وأسبابه، وعدة طرق لعلاجه.
ستجدين في هذا المقال
ما هو التهاب الجيوب الأنفية
هو التهاب أو تورم في الأنسجة المبطنة للجيوب الأنفية، وهي عبارة عن أربع حجيرات مملوءة بالهواء التي توجد داخل عظام الوجه، تنتج الجيوب الأنفية إفرازًا لزجًا يُسمى المخاط، والذي يُبقي الممرات الأنفية رطبة ويحتجز الجزيئات والجراثيم الترابية.
وعندما يتراكم المخاط تصبح الجيوب الأنفية متهيجة وملتهبة، مما يتسبب في انسدادها وصعوبة التنفس من الأنف، ويمكن أن تؤدي العدوى البكتيرية والالتهابات الفيروسية والحساسية إلى التهاب الجيوب الأنفية، ويُطلق عليه أحيانًا بالتهاب الأنف؛ لأن الالتهاب يصل إلى بطانة الأنف.
أنواع التهاب الجيوب الأنفية
يمكن تصنيف التهاب الجيوب الأنفية بناءً على مدته وسبب الإصابة به، وتشمل أنواع التهاب الجيوب الأنفية ما يلي:
التهاب الجيوب الأنفية الحاد
قد يبدأ فجأة نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية في الجهاز التنفسي أو الحساسية الموسمية، وتظهر عادةً الأعراض شبيهة بالبرد مثل سيلان الأنف وانسدادها وألم في الوجه، ويستمر من 2 إلى 4 أسابيع.
التهاب الجيوب الأنفية شبه الحاد
يمكن أن تستمر أعراض التهاب الجيوب الأنفية شبه الحاد لمدة تصل إلى 12 أسبوعًا، وتحدث هذه الحالة عادةً مع الحساسية الموسمية أو الالتهابات البكتيرية.
التهاب الجيوب الأنفية المزمن
تستمر الأعراض في هذه الحالة لأكثر من 12 أسبوعًا، وغالبًا يكون السبب الأكثر شيوعًا العدوى البكتيرية، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون ناجمًا عن الحساسية المزمنة، أو وجود تشوهات في هيكل الأنف.
التهاب الجيوب الأنفية المتكرر
يسمى متكرر عندما تعود أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد أربع مرات أو أكثر في عام واحد وتستمر أقل من أسبوعين في كل مرة.
التهاب الجيوب الأنفية الفيروسي
تميل الأعراض إلى أن تكون شبيهة بالبرد، بما ذلك سيلان الأنف والتهاب الحلق والعطس واحتقان الأنفي والسعال، وقد يكون المخاط صافيًا أو ملونًا قليلًا، وعادةً ما يُحل التهاب الجيوب الناجم عن فيروس خلال 7-10 أيام بحد أقصى.
التهاب الجيوب الأنفية البكتيري
تظهر أعراض على هيئة إفرازات قد تكون سميكة خضراء أو صفراء، بالإضافة إلى وجود ألم في الوجه وضغط في منطقة الوجه، ويحتاج الالتهاب البكتيري إلى العلاج بالمضادات الحيوية ولن يزول بفرده.
ومن أنواع البكتيريا التي تسبب التهاب الجيوب الأنفية البكتيري ما يلي:
- البكتيريا العقدية الرئوية (Streptococcus pneumoniae).
- المستديمة النزلية (Hemophilus influenzae).
- الموراكسيلية النزلية (Moraxella catarrhails).
التهاب الجيوب الأنفية التحسسي
يحدث خلال موسم محدد من العام أو قد تستمر أعراضه بشكل مزمن طوال العام بناءً على مسببات الحساسية، ويؤدي إلى احتقان الأنف وتورم الأغشية المخاطية.
ما هي أعراض الجيوب الأنفية؟
تتشابه أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد والمزمن، أو إذا كان ناتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، وتختلف مدة الأعراض اعتمادًا على نوع وسبب الالتهاب.
هناك العديد من العلامات والأعراض لالتهاب الجيوب الأنفية ويعاني معظم المرضى من هذه العلامات في نفس الوقت، وقد يكون ليس لديهم جميع الأعراض في وقت واحد، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- الصداع: يحدث الصداع بسبب الضغط في الجيوب الأنفية المسدودة جزئيًا أو كليًا، ويزداد الألم عندما ينحني الشخص أو يحرك رأسه، وكذلك يحدث في الصباح بعد الاستيقاظ؛ نتيجة تراكم المخاط الأنفي ليلًا.
- ألم وتورم في الوجه: توجد الجيوب الأنفية في مناطق مختلفة من الوجه، المنطقة المحيطة بالعين، ومنطقة ما بين العينين، والجبهة، ومنطقة الأنف وخاصةً جانبي الأنف، لذلك يحدث ألم في الفك العلوي والسفلي من الأسنان، ويعاني البعض من الألم في الوجه بشكل عام عند الضغط عليه، وذلك نتيجة التهاب وتورم الجيوب الأنفية وتراكم المخاط فيها.
- الحمى: تحدث بسبب التهاب أنسجة الجيوب الأنفية والعدوى.
- التنقيط الأنفي الخلفي: يحدث انزلاق للرشح من الأنف إلى الحلق، ويسبب ذلك بالشعور بالحكة في الجزء الخلفي من الحلق، ورائحة الفم الكريهة، وزيادة السعال، وخشونة في الصوت بعد الاستيقاظ، والشعور بطعم مزعج في الفم.
- احتقان الأنف: تسبب التهاب الجيوب الأنفية احتقان الأنف وانسداده، مما ينتج عنه عدم القدرة على التنفس جيدًا، وضعف الإحساس بالشم والتذوق، وقد يتغير الصوت ويبدو كالصوت المبحوح.
- سيلان الأنف: يُعد سيلان الأنف من الأعراض الشائعة، وتزيد الإفرازات التي قد تكون خضراء أو صفراء اللون، أو صافية، وقد يُلاحظ البعض وجود رائحة كريهة لها.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يمكنكِ زيارة الطبيب واستشارته في حالة حدوث الآتي:
- أُصبتِ بالتهاب الجيوب الأنفية عدة مرات.
- لديكِ الأعراض السابقة واستمرت لأكثر من 10 أيام.
- حمى تستمر لأكثر من 3-4 أيام وتزيد عن 38.6 درجة مئوية.
- حدوث تغير في الرؤية وتورم حول العينين.
- لا تشعري بالتحسن بعد الانتظام على توجيهات الطبيب.
أسباب التهاب الجيوب الأنفية
يحدث التهاب الجيوب الأنفية بسبب العدوى البكتيرية والفيروسية والحساسية، ويعد السبب الرئيسي هو انسداد قنوات التفريغ الرفيعة للجيوب الأنفية، وإعادة فتح ممرات التفريغ هو الحل للعلاج.
وأغلب حالات التهاب الجيوب تكون بسبب نزلات البرد وهي العدوى الفيروسية.
عوامل تزيد خطر الإصابة بالجيوب الأنفية
بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، بناءً على عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة مثل:
- الحساسية الموسمية أو حساسية تجاه حبوب اللقاح أو الغبار، أو شعر الحيوانات وغيرها من مسببات الحساسية.
- السلائل الأنفية أو نمو الأورام داخل الأنف.
- انحراف الحاجز الأنفي.
- ضعف الجهاز المناعي، نتيجة لبعض الأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية، أو السرطان، أو الإيدز، أو العلاج بالأدوية المثبطة للمناعة.
- التدخين أو استنشاق المواد المخدرة.
- الربو.
- نمو الزوائد الأنفية.
- استخدام مضادات الهيستامين.
- الإصابة بالتهاب الأسنان.
- جفاف الهواء.
تشخيص التهاب الجيوب الأنفية
يجب القيام بتشخيص التهاب الجيوب الأنفية قبل البدء بالبحث عن العلاج، ويُجري الطبيب التشخيص بناءً على الأعراض والتاريخ الصحي، ثم يفحص الأذن والأنف والحلق للتأكد من عدم وجود تورم أو انسداد.
وتشمل الفحوصات اللازمة لتشخيص الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية ما يلي:
- تنظير الأنف.
- التصوير المقطعي (CT) لتشخيص ما إذا كان التهاب الجيوب الأنفية شديدًا وعند الشك بوجود مضاعفات له.
- اختبار الحساسية.
- تؤخذ خزعة من الأنف وزراعتها لمعرفة سبب الالتهاب، ويكون هذا التشخيص نادرًا.
علاج التهاب الجيوب الأنفية
يعد التهاب الجيوب الأنفية من المشكلات الصحية الشائعة ويسبب العديد من الأعراض المزعجة للمريض، لذا يستعين بتدابير منزلية والأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية من أجل تخفيف الأعراض، وفيما يلي سنذكر عدة طرق للعلاج.
علاج التهاب الجيوب الأنفية في المنزل
يمكن علاج التهاب الجيوب الأنفية طبيعيًا وبسهولة، دون تناول المضادات الحيوية باتباع بعض الطرق المنزلية التي تساعد في تفريغ المخاط وتقليل الأعراض، إليكِ عدد من الطرق المفيدة:
- استنشقي البخار وذلك بالاستحمام بالماء الدافئ، أو بوضع منشفة منسدلة على جانبي إناء به ماء ساخن أمام الوجه.
- أضيفي بضع قطرات زيت اللافندر وزيت النعناع العطري إلى الماء الساخن أو المنشفة المبللة بالماء الساخن ومن ثم استنشاقها.
- استخدمي كمادات الماء الدافئة على الوجه؛ لتخفيف ضغط الجيوب الأنفية والتورم.
- نظفي الأنف بحلول ملح والماء الفاتر المقطر.
- اشربي كميات كبيرة من السوائل مثل الماء الدافئ أو العصير، إذ تساعد على تليين المخاط مما يجعل مروره عبر ممرات الجيوب الأنفية سهلًا، وتحافظ على رطوبة الأنسجة الموجودة داخل الأنف ويقلل من تهيجها.
- يساعد شرب شاي الزنجبيل الدافئ مع الكركم في تخفيف احتقان الأنف.
- تجنبي استنشاق المواد الكيميائية وتنظيف الأنف بقوة.
- استخدمي مرطبات الهواء في غرفة النوم ليلًا للتخفيف من جفاف الهواء.
- نامي ورأسك مرتفعًا باستخدام الوسادات.
- تناولي نظامًا غذائيًا متوازنًا غني بفيتامين ج والمعادن التي تساعد على بناء مناعة لمكافحة العدوى.
- خذِ قسطًا من الراحة والنوم جيدًا، لإعطاء الجسم فرصة للتعافي.
- يمكنكِ تناول الأدوية المسكنة التي لا تحتاج لوصفة الطبيب، مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen)، والأسيتامينوفين (Acetaminophen)، ولكن يجب الحذر في الاختيار أياً من الأدوية إذا كنتِ حامل.
تُستخدم الطرق السابقة لتخفيف الأعراض في الحالات البسيطة والمتوسطة، لذا لا تتخذينها كعلاج محدد وخاص لالتهاب الجيوب الأنفية، وعليكِ استشارة الطبيب لمعرفة السبب الرئيسي ومن ثم علاجه بطريقة صحيحة.
علاج التهاب الجيوب الأنفية بالأدوية
يعتمد اختيار الأدوية على مسبب الالتهاب، وتشمل الأدوية المستخدمة ما يلي:
المضادات الحيوية
لا يصف الطبيب المضادات الحيوية في العلاج إلا إذا كان ناجمًا عن الإصابة بعدوى بكتيرية.
عادةً يصف الطبيب مضاد حيوي إن لم يتحس التهاب الجيوب الأنفية خلال أسبوعين أو كان الالتهاب شديدًا منذ البداية.
يُعد دواء الأموكسيسيلين (Amoxicillin) أفضل مضاد حيوي لعلاج التهاب الجيوب الأنفية الحاد وغير المعقد، وعادةً ما يُستخدم أيضًا الأموكسيسيلين – حمض كلافولانيك (Amoxicillin-Clavulanate) كخط أول لعلاج العدوى البكتيرية للجيوب الأنفية.
أما إذا كنتِ تعاني من حساسية البنسلين، أو في حالة عدم الاستجابة للأموكسيسلين، فتُستخدم المضادات الحيوية التالية:
- سيفاكلور (Cefaclor).
- لوراكاربيف (Loracarbef).
- سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin).
- الأزيثروميسين (Azithromycin).
- الكلاريثروميسين (Clarithromycin).
- السلفاميثوكسازول (Sulfamethoxazole).
يجب إكمال كورس المضادات الحيوية واتباع توجيهات الطبيب، وعادةً يحتاج علاج التهاب الجيوب الأنفية بالمضادات الحيوية مدة 10-14 يومًا.
مزيلات الاحتقان
يمكن تناول مزيلات الاحتقان عن طريق الفم مثل السودوإفيدرين (Pseudoephedrine).
أو يمكن استخدام البخاخات للتخفيف من الاحتقان وعلاج الجيوب الأنفية مثل الأوكسي ميتازولين (Oxymetazoline)، والزايلوميتازولين (Xylometazoline)، ولكن يجب عدم استخدامها لمدة تزيد عن ثلاثة أيام دون استشارة الطبيب، إذ يمكن أن تسبب جفاف لأغشية الأنف ويزداد الاحتقان سوءًا.
الكورتيكوستيرويدات
ويمكن أخذ الكورتيكوستيرويدات على شكل بخاخات أنف أو عن طريق الفم لعلاج حساسية الجيوب الأنفية، مثل موميتازون (Mometasone)، أو فلوتيكازون (Fluticasone)، إذ تعمل عن طريق تثبيط استجابة الجهاز المناعي في الجسم، مما يقلل من الالتهاب والتورم في الأنسجة المصابة، وهذا يساعد على تخفيف الأعراض الناتجة عن التهاب الجيوب الأنفية مثل الاحتقان والتورم والإفرازات.
عادةً ما تستخدم الكورتيكوستيرويدات الموضعية، إذ تكون الجرعة أقل والآثار الجانبية أقل خطورة، ومن المهم استشارة الطبيب قبل استخدامها في علاج الجيوب الأنفية أو أي حالة طبية أخرى، إذ يجب تحديد الجرعة المناسبة والمدة الموصى بها لاستخدام الدواء، وللتأكد من عدم وجود أي تفاعلات مع أدوية أخرى يتناولها المريض.
مضادات الهيستامين
يعاني البعض من أنواع مختلفة من الحساسية بما في ذلك حساسية الجيوب الأنفية، وأحيانًا الحلول المنزلية لا تجدي نفعًا، لذا يكون الأشخاص في حاجة لأدوية تخفف من أعراض الحساسية ومنها ما يلي:
- سيتريزين (زيرتيك).
- ديسلوراتادين (كلارينيكس).
- فيكسوفينادين (تلفاست).
- ليفوستريزين (زيزال).
- لوراتادين (كلاريتين).
إذا كانت حساسية الأنف هي السبب الرئيسي في التهاب الجيوب الأنفية، فقد ينصح الطبيب باستخدام مضادات الهيستامين، وفي بعض الأحيان يُستخدم السودوإفيدرين مع مضادات الهيستامين.
علاج التهاب الجيوب الأنفية جراحياً
يلجأ الأطباء للجراحة لعلاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن الذي لا يتعافى بالعلاج بالأدوية أو يتكرر باستمرار، وإزالة الأورام الحميدة من الجيوب الأنفية أو الزوائد اللحمية أو لعلاج انحراف الحاجز الأنفي، أو استمرار انحباس الجزيئات والسوائل في الجيوب الأنفية لأكثر من 45 يومًا.
وتشمل جراحات علاج التهاب الجيوب الأنفية ما يلي:
- جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار
هذا النوع هو الأكثر شيوعًا من جراحات الجيوب الأنفية، إذ تعمل هذه الحراجة على توسيع الممرات بين الأنف والجيوب الأنفية؛ حتى يتمكن المخاط من الخروج، ويستخدم جراج الأنف والأذن والحنجرة أداة بها كاميرا تحتوي على إضاءة في نهايتها لتصوير الجزء الداخلي من الأنف، ثم بعدها يستخدم أدوات صغيرة لإزالة الزوائد الأنفية أو الأنسجة المصابة أو الأكياس الأنفية.
- رأب الجيوب الأنفية بالبالون
تهدف جراحة رأب الجيوب بالبالون إلى إزالة انسداد الجيوب الأنفية من خلال إدخال قسطرة صغيرة على رأسها بالون في ممرات الأنف، وبعد التأكد من وجودها في المكان الصحيح تحت توجيه التصوير، تُنفخ البالون ببطء؛ لتوسيع الجيوب الأنفية المفتوحة، ولكن لا يُنصح بهذه العملية في حال وجود أكياس أو أورام حميدة تسد ممرات الجيوب الأنفية.
- جراحة كادويل لوك
يلجأ الأطباء لهذه الجراحة عندما لا تُقدم الأساليب التقليدية حلًا لمشاكل الجيوب الأنفية، يبدأ الجراح بعمل قطع في الفك العلوي داخل الفم، ثم يدخل إلى تجويف الجيوب الأنفية، إذ تهدف هذه العملية لخلق فتحة جديدة بين الأنف والتجويف تحت العين يسمى جيب الفك العلوي؛ ليُحسّن تصريف المخاط من الجيوب الأنفية، وتُجرى تحت تأثير مخدر موضعي أو مخدر عام.
مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية
تحيط الجيوب الأنفية بالعديد من الأجزاء المهمة في الرأس مثل الدماغ، والعينين، والجمجمة، لذا يمكن للالتهاب المزمن أو المتروك دون علاج، أن يتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة ضمن هذه الأنسجة.
ومن النادر حدوث هذه المضاعفات ومنها ما يلي:
- التهاب السحايا.
- تكّون خراجات في الدماغ والتهاب الحبل الشوكي..
- التهاب الأنسجة المحيطة بالعين، ويُسمى التهاب الهلل الحجاجي العيني (orbital cellulitis).
- فقدان القدرة على الشم؛ بسبب تلف العصب الشمي.
- تعرض الأوعية الدموية للإصابة أو التلف، مما يؤدي إلى تكون جلطات دموية في منطقة الجيوب الأنفية.
غالباً يكون الأكثر عرضة للمضاعفات هم المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، ومرضى السكري، لذا عليهم الخضوع لعناية طبية أكبر عند العلاج.
10 خطوات للوقاية من الجيوب الأنفية
هناك العديد من الأشياء التي يمكنكِ القيام بها، لتقليل فرص الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية أو لتخفيف الأعراض المبكرة.
- غسل اليدين باستمرار.
- تنظيف الأنف جيدًا ولطف؛ للمساعدة على إزالة المخاط الزائد وترطيب الأغشية، ويمكن القيام بذلك في الصباح عند الاستيقاظ والليل قبل النوم.
- تجنبي مسببات الحساسية مثل الغبار، ووبر الحيوانات، والأبخرة الكيميائية، والسجائر وغيرها التي تزيد من فرص الإصابة بالجيوب الأنفية.
- عدم المبالغة في تناول المضادات الحيوية؛ لأنها مع الوقت ستؤثر على البكتيريا الطبيعية الموجودة في الجيوب الأنفية، وتسمح للبكتيريا الضارة بالتكاثر، إذ يؤدي إلى مقاومة الدواء.
- شرب الكثير من الماء، إذ يساعد الترطيب على سيولة المخاط وللمحافظة على رطوبة الجسم.
- الحفاظ على نمط حياة صحي واتباع نظام غذائي متكامل؛ لتعزيز صحة الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض مثل البرد الفيروسي أو الإنفلونزا.
- تناولي الاطعمة الغنية بالبروبيوتيك خاصة بعد تناول المضادات الحيوية، لمحاولة تجديد المنطقة الحيوية للجيوب الأنفية، والوقاية من حدوث الالتهابات والآلام.
- السباحة في أحواض المياه المالحة؛ لأنها أقل تهيجًا للغشاء المخاطي للأنف والجيوب الأنفية، وتحتوي على نسبة أعلى من المعادن المفيدة للجسم مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم، مما يساعد على تخفيف التهابات الجهاز التنفسي، وذلك مقارنةً بأحواض السباحة التي تحتوي على الكلور الذي يتبخر ويرتفع إلى الهواء مما يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي والعينين والجلد.
- ابتعدي عن الأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد وعدوى الجهاز التنفسي.
- أخذ جميع اللقاحات المطلوبة، ومنها لقاح الإنفلونزا السنوي.
وفي الختام عزيزتي، إن فهم معنى التهاب الجيوب الأنفية وكيفية علاجه والوقاية منه، يساعد على تجنب الآلام والمعاناة التي يسببها، كما يجب معرفة علامات الخطر لهذا الالتهاب وزيارة الطبيب عند الإصابة به للحصول على العلاج المناسب.
ونأمل أن يكون هذا المقال قد وفر لكِ معلومات قيمة تزيد من الوعي بأعراض التهاب الجيوب الأنفية، وتساعدكِ في إيجاد الراحة طويلة الأمد، والعيش بصحة جيدة.
الأسئلة الشائعة حول التهاب الجيوب الأنفية
هل التهابات الجيوب الأنفية معدية؟
لا، ليست مُعدية، إذا كانت ناتجة عن انسداد في الممرات الأنفية أو حساسية، ولكن إن كانت العدوى ناتجة عن فيروس مثل نزلات البرد، فمن المحتمل أن تكون مُعدية، لذا تذكري غسل اليدين جيدًا، وتجنب الأشخاص الآخرين إن كنتِ مريضة.
هل التهاب الجيوب الأنفية يسبب ألم في العين؟
نعم، يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إلى الضغط على الجزء العلوي من الوجه وخاصةً خلف العين، فيؤدي إلى تورم في جفون العين، احمرارًا وتورمًا في العينين، ألم في العين ويزداد عند تحريكها، وتغيير في مدى الرؤية.
هل الجيوب الأنفية تسبب قلة النوم؟
قد تواجهي صعوبة في النوم جيدًا ليلًا، إذا كنتِ تعاني من أمراض الجيوب الأنفية، بما في ذلك التهاب الجيوب الأنفية والحساسية، وعادةً يلجأ بعض الأشخاص للتنفس من خلال أفواههم، مما يمنع الأنف من تسخين الهواء وتصفيته، علاوة على ذلك قد تزيد حالات الجيوب الأنفية هذه من الشخير أو انقطاع التنفس أثناء النوم.
هل المكيف البارد يؤثر على الجيوب الأنفية؟
نعم، إذ يؤدي استنشاق الهواء البارد الصادر من المكيف إلى نقل الغبار والميكروبات من الأنف إلى الجسم، مما يؤدي إلى انسداد فتحات الأنف، والتهاب الجيوب الأنفية.
ماذا يحدث إذا تُرك التهاب الجيوب الأنفية دون علاج؟
أحيانًا لا يحتاج إلى علاج، فهو في الغالب يختفي من تلقاء نفسه، ولكن في حالات أخرى، يمكن أن يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إن تُرك دون علاج إلى التهابات في الوجه والعينين ويتراكم الصديد داخل الجيوب الأنفية، إذ يمكن أن تنتشر البكتيريا والفطريات إلى العظام والأنسجة المجاورة، لذا من المهم العلاج في الوقت المناسب لتجنب المضاعفات.
كيف ينام مريض التهاب الجيوب الأنفية؟
يُفضل النوم ورأسك مرفوعًا على عدد قليل من الوسائد، وحافظ على وضع يكون رأسك فيه مرفوع عن مستوى صدرك، سيؤدي ذلك إلى تقليل تدفق الدم المتجمع في الأنف، وذلك على نقيض الاستلقاء بشكل مسطح والذي يسمح بتراكم المخاط في الجيوب الأنفية، إذ يمكن أن يسد الممرات الأنفية ويزعجك أثناء النوم.
المصادر:
قد يهمكِ أيضاً:
اترك تعليقاً