أخبرت صديقتي عن اضطراب الوسواس القهري، عندما حدثتني بنرة حزن وهي تقول “أصبح الأمر سخيفاً، فعند ذهابي للعمل يومياً أتحقق من غلق الباب مراراً وتكراراً، وبعدها تتوالى الأفكار المقلقة، هل أغلقت النافذة؟ هل أطفأت الموقد؟ لا أستطيع الهروب من سجن أفكاري!”
لذا، سنصحبكم معنا في هذا المقال لنفتح نقاش حول الوسواس القهري بشيء من التفصيل، ونذكر أنواعه، وأعراضه، وطرق علاجه.
ستجدين في هذا المقال
ما هو الوسواس القهري
ويُعرف بالإنجليزية (Obsessive Compulsive Disorder) هو أحد الاضطرابات النفسية التي يعاني فيها الشخص من أفكاراً وسواسية ومزعجة، إذ تؤدي بالشخص إلى تصرفات قهريّة غير مرغوب فيها.
يعاني حوالي 2% من السكان من الوسواس القهري، وقد يكون من الصعب على الشخص المصاب به القيام بالمهام الروتينية؛ لتتداخل هذه الأفكار والسلوكيات المتكررة مع التفاعلات الاجتماعية والأنشطة اليومية، مثل غسل الأيدي بإفراط، والتنظيف اليومي، مما يؤثر على حياتهم اليومية ورفاهيتها.
ويعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري من صعوبة في التركيز والابتعاد عن الهواجس والأفكار السلبية التي تسيطر على أذهانهم، حتى إذا كانوا يدركون أنها غير منطقية.
ويعد الوسواس القهري أكثر شيوعاً في النساء مقارنةً بالرجال، ويبدأ عادةً في مرحلة الطفولة أو المراهقة، أو أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات من العمر، ونادراً ما يحدث بعد سن الأربعين.
أنواع الوسواس القهري
هناك العديد من أنواع الوسواس القهري، ويختلف كل نوع منها في الأفكار والسلوكيات المتكررة التي يسببها، ومن بين الأنواع الشائعة للاضطرابات الوسواسية القهرية:
- وسواس التأكد.
- وسواس النظافة.
- وسواس التخزين أو الاكتناز.
- وسواس الأفكار.
- وسواس النظام والتناسق.
أعراض الوسواس القهري
تواجهين مع اضطراب الوسواس القهري أفكاراً وسلوكيات متكررة تزعجك، وتسبب لكِ الإحراج والتوتر، وربما تحاولين تجاهلها أو إخراجها من ذهنك، ولكن هذا عادةً ما يكون صعباً أو مستحيلاً.
حتى لو توقفت عن التفكير بها لفترة من الوقت، فإنها عادةً ما تعود مرة أخرى.
إذا كنتِ تعاني من اضطراب الوسواس القهري، فقد يكون لديكِ مجموعة متنوعة من الأعراض المختلفة ومنها:
الأعراض الوسواسية
الهواجس هي دوافع أو صور متكررة ومستمرة تسبب مشاعر مؤلمة، مثل الخوف أو القلق. يدرك الأشخاص المصابون بالوسواس القهري أن هذه الأفكار مفرطة وغير معقولة، ولكن الضيق الناجم عنها لا يمكن حله بالمنطق، ويحاولون تخفيف هذا الضيق بالإكراه أو التجاهل أو التشتيت.
تتضمن أعراض الوسواس القهري الفكري الشائعة الآتي:
- الخوف من التلوث والإصابة بالأمراض والعدوى، والخوف المبالغ من الأوساخ والجراثيم.
- الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين، إذ يشعر الشخص بالخوف من مهاجمة أطفاله أو المقربين.
- القلق المفرط بشأن النظام وأماكن الأشياء الغير مرتبة والموضوعة في غير أماكنها.
- أفكار حول الصراخ بألفاظ بذيئة، أو التصرف بطريقة غير لائقة في الأماكن العامة.
- أفكار تتمحور حول المعتقدات الدينية.
- الخوف من الفقدان أو التخلي عن شيء مهم.
- أفكار جنسية غير مرغوب فيها.
الأعراض القهرية
تتضمن الأعراض القهرية أفكاراً متكررة ومزعجة، وتكون هذه السلوكيات الإجبارية المتكررة أو الأفعال العقلية التي يشعر الشخص أنه بحاجة للقيام بها؛ للتخفيف من القلق الناشئ عن هذه الأفكار المتكررة، وتؤدي الأفعال القسرية إلى تعزيز الوسواس مستقبلاً.
قد تشمل أعراض الوسواس القهري الجسدية ما يلي:
- غسل اليدين أو الاستحمام أو تنظيف الأسنان بإفراط.
- تنظيف الأغراض المنزلية بتكرار أو بطريقة محددة.
- التحقق المتكرر والتأكد من الأشياء، مثل الأقفال، والمفاتيح، والأجهزة، والصنابير.
- تكرار فحص الجسم بحثاً عن علامات تدل على الإصابة بمرض ما.
- السعي دائماً للحصول على الدعم من الآخرين.
- عد وتكرار الأرقام بنمط معين، والتفضيلات المفرطة لبعض الأرقام أو تجنب البعض الآخر.
- تكرار تفقد الأهل والأبناء والتأكد من سلامتهم.
قد يكون هناك سلوكيات أخرى تشير إلى اضطراب الوسواس القهري، ولكن الأهم في تشخيصه هو الطبيعة الوسواسية للسلوك، وليس السلوك نفسه.
كما يمكن أن تكون هناك حالات أخرى مرتبطة بشكل وثيق بالوسواس القهري، مثل:
- اضطراب التشوه الجسمي (BDD) أو رهاب التشوه الجسمي: وهو اضطراب نفسي يصاحبه القلق المفرط حول جزء معين من الجسم، والاعتقاد بأنه غير طبيعي حتى إذا كان هذا الجزء طبيعياً.
يؤثر هذا الاضطراب على حياة الشخص بشدة، ويجعله يشعر بالعار والانعزال الاجتماعي، ويمكن أن يُجري جراحة تجميلية والتي قد تكون غير ضرورية.
- فقدان الشهية العصبي: اضطراب الأكل الذي يتسم بفقدان الوزن غير الطبيعي وتقييد الطعام؛ بسبب عدم الرضا عن الشكل الطبيعي للجسم، والخوف الزائد من اكتساب الوزن.
- هوس نتف الشعر (Trichotillomania): اضطراب نفسي يتضمن رغبة متكررة لا يمكن مقاومتها لشد الشعر من فروة الرأس، أو الحواجب أو مناطق أخرى بالجسم، بالرغم من محاولة التوقف عن الأمر.
وعادةً ما يكون الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق الأخرى.
أعراض الوسواس القهري الشديد
يمكن أن تصبح أعراض الوسواس القهري شديدة، وحينها تؤثر على علاقات الشخص، ويترتب عليها أيضاً الأعباء المادية وانخفاض جودة الحياة، ومن هذه الأعراض الآتي:
- تجنب لمس الأشياء التي لمسها الآخرون.
- الإفراط في غسل اليدين، مما يؤدي إلى حدوث التهاب الجلد وتشققه.
- الشعور بالذنب والخزي ولوم الذات.
- المعاناة من أفكار تتعلق بإيذاء النفس أو أفكار انتحارية.
- عدم القدرة على الحضور والاستمتاع بالمناسبات الاجتماعية.
- ورود أفكار حول أشياء لا ترغبين فعلها.
أسباب الوسواس القهري
لم يتمكن الخبراء من معرفة المسببات الحقيقية لاضطراب الوسواس القهري، ولكن يمكن أن يحدث عادةً نتيجة لعوامل مختلفة مثل:
- العوامل الوراثية
من المرجح زيادة احتمالية إصابة الشخص بالوسواس القهري، إذا كان أحد أفراد الأسرة مصاباً بهذه الحالة أيضاً، ويعتقد الخبراء أنه من المحتمل أن تلعب جينات معينة دوراً في التطور، ولكنهم لم يكتشفوا بعد أي جينات مسببة لذلك، ولكن ليس كل الأشخاص المصابين بالوسواس القهري لديهم أحد أفراد الأسرة مصاباً بهذه الحالة أيضاً.
- العوامل البيولوجية
تلعب الأسباب البيولوجية دوراً أيضاً، إذ تشير الأبحاث إلى أن ضعف الوظيفة في أجزاء معينة من الدماغ أو خلل في النواقل العصبية، مثل نقص النورإيبينفرين، أو السيروتونين وهو ناقل عصبي يساعد على تنظيم الحالة المزاجية والنوم، يمكن أن يساهم نقصه في الإصابة بالوسواس القهري.
- العوامل البيئية
قد تؤدي أحداث الحياة والأزمات الشخصية إلى اضطراب الوسواس القهري مثل: التعرض لسوء المعاملة، أو الاعتداء في مرحلة الطفولة، أو وفاة شخص عزيز، أو ضغوط العمل، مضاعفات الولادة بعد الحمل.
متى يجب التوجه للطبيب؟
عندما يظهر عليكِ أعراض الوسواس القهري، ووجود أفكار ملحوظة تؤثر على حياتك اليومية بطريقة غير طبيعية، يجب التحدث مع الطبيب في أقرب وقت ممكن، حتى لو كانت هذه الأعراض محرجة أو مخجلة بالنسبة لكِ، فمساعدة الاستشاري النفسي ستحسن من جودة حياتكِ بصورة أفضل.
تشخيص الوسواس القهري
لا يوجد اختبار واحد لاضطراب الوسواس القهري، ولكن يُقيم الطبيب سلوكيات الشخص وأفكاره بأخذ التاريخ الطبي، ثم إجراء فحص بدني وقد يطلب منكِ إجراء الفحوصات المخبرية لاستبعاد الأمراض العضوية.
ولتشخيص الفرد أنه مصاب بالوسواس القهري، يوجد معايير مثل:
- استغراق الأفكار الوسواسية والسلوكيات القهرية الكثير من الوقت (أكثر من ساعة واحدة في اليوم)، لدرجة أنها تؤثر على القيام بالأنشطة الاجتماعية واليومية.
- ماذا يفعل لتجاهل الأفكار أو قمعها، وهل تبدو هذه المعتقدات بالنسب له صادقة أم لا.
- الأعراض غير ناجمة عن أدوية أو الكحول.
- تكون الأعراض ليست ناتجة عن حالة طبية أخرى.
- لا تتداخل الأعراض مع حالة صحية عقلية أخرى مثل: الاكتئاب، أو اضطراب القلق العام، أو التشنجات اللاإرادية.
قد يستغرق التشخيص وقتاً في بعض الأحيان، لكن بدء عملية التقييم خطوة إيجابية نحو التعافي.
علاج الوسواس القهري
الخطة العلاجية الأكثر شيوعاً لاضطراب الوسواس القهري تشمل العلاج النفسي والأدوية.
علاج الوسواس القهري السلوكي
العلاج النفسي هو عبارة عن تقنيات علاج هادفة؛ لمساعدتك على تحديد وتغيير العواطف، والأفكار، والسلوكيات غير الصحية، بالتعاون مع الطبيب النفسي.
غالباً ما تساعد الأدوية على تخفيف الأعراض، ولكن من خلال المتابعة مع الطبيب تتغير أنماط السلوك الغير مفيدة، ويصبح الشخص قادراً على الاسترخاء والتعامل مع الضيق العاطفي.
تشمل مناهج العلاج الموصى بها للوسواس القهري ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعمل على فحص وفهم أفكارك ومشاعرك، وخلال عدة جلسات يساعدك الطبيب على تغيير الأفكار الضارة ووقف العادات السلبية، واستبدالها بطرق صحية للتعامل.
- منع التعرض والاستجابة (ERP): هو علاج يُعرض الأشخاص تدريجياً لمواقف مصممة لإثارة هواجس الشخص في بيئة آمنة، والمميز بهذا العلاج أنه لا يُزيل المواقف والأفكار المؤلمة نهائياً، ولكن يساعد الشخص على التأقلم معها والتحكم بها؛ ليصبح قادراً على العيش بشكل طبيعي ويتجاهل جميع الأفكار الوسواسية.
- العلاج بالقبول والالتزام (ACT): يُعد شكلاً من أشكال العلاج المعرفي السلوكي، يهدف إلى خلق حياة غنية وذات مغزى للمريض، وتستخدم استراتيجيات القبول والعقلانية المختلطة باستراتيجيات الالتزام وتغيير السلوك بطرق مختلفة بهدف زيادة المرونة النفسية.
يمكن أن تساعد تقنيات اليقظة مثل التأمل والاسترخاء في علاج الأعراض أيضاً.
علاج الوسواس القهري بالأدوية
يمكن أن تساعد بعض الأدوية النفسية في تخفيف أعراض الوسواس القهري.
يصف الطبيب النفسي الأدوية مثل:
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل فلوكسيتين (بروزاك)، وسيرترالين (لوسترال)، وفلوفوكسامين (فافرين)، وباروكسيتين (سيروكسات).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل كلوميبرامين، ويعمل على زيادة كمية السيروتونين الذي يعد مادة كيميائية توجد طبيعياً في الدماغ.
- مضادات الذهان مثل ريسبيريدون، يعمل عن طريق تغيير نشاط بعض المواد الكيميائية في الدماغ، وقد تُستخدم في الحالات التي لم تستجب للعلاج بمثبطات السيروتونين الانتقالية.
- مضادات المستقبلات مثل ميمانتين (Memantine): يعمل على منع النشاط الزائد لمادة في الدماغ تسمى الغلوتامات.
يصف الطبيب مثبطات السيروتونين الانتقائية، وقد يستغرق الأمر من 8 إلى 12 أسبوعاً لظهور النتيجة، لذا استمري في تناول الدواء وفقاً لتوجيهات الطبيب حتى إن لم تلاحظي تحسناً على الفور.
قد تكون بعض الآثار الجانبية ممكنة، لذا أخبري طبيبكِ بأي أعراض غير مرغوب فيها، أو إذا كانت هذه الآثار الجانبية تفوق فوائد الدواء، فقد يوصي طبيبك النفسي بنهج علاج آخر.
علاج الوسواس القهري بالاعشاب والمكملات الغذائية
أصبحت الأدوية البديلة مثل العلاجات العشبية أكثر شيوعاً كعلاجات لاضطرابات القلق والاكتئاب، والتي قد تفيد أيضاً في علاج الوسواس القهري.
تتوفر معظم العلاجات العشبية في الصيدليات دون وصفة طبية، ومع ذلك من المهم التحدث إلى طبيبكِ قبل تناول أي مكمل غذائي، بالإضافة إلى تتداخل العديد من المكملات الغذائية إذ يمكن أن تعزز أو تقلل من مفعول الأدوية الموصوفة.
ومن هذه الأعشاب ما يلي:
- نبتة سانت جون: تستخدم كمكمل غذائي للاكتئاب، وتخفيف أعراضه، وتساعد على تحسين حالة المرضى المصابين بالوسواس القهري عند تناولها لمدة ثلاثة أشهر. وما زال عدد الدراسات التي تدعم استخدام هذه النبتة في العلاج ليس كافياً للجزم بفاعليتها.
- عشبة حليب الشوك أو الخرفيش: يمكن استخدام هذه النبتة كأحد المكملات الغذائية على شكل كبسولات أو حبوب دوائية، وتحتوي على المادة الفعالة سيليمارين (Silymarin)، ولها مفعول مضاد للالتهاب ومضاد للأكسدة، ومهدئ، ومضاد للاكتئاب، ولهذه العشبة تأثيراً مشابه لتأثير عقار الفلوكستين المستخدم في علاج اضطراب الوسواس القهري.
- مكملات ن أستيل سيستين: هو مضاد أكسدة قوي مشتق من حمض أميني طبيعي، يساعد في عملية تصنيع الجلوتاثيون، وتناول الأطعمة الغنية بالكبريت يساعد على تحسين مستويات الجلوتاثيون في الدم.
- الإنوسيتول: يتواجد في النباتات والحيوانات بشكل طبيعي، فهو يلعب دوراً رئيسياً في عدة عمليات حيوية، وتوجد أعلى تركيزات من الإنوسيتول في الدماغ، إذ يلعب دوراً هاماً في صنع وتأثير الناقلات العصبية، ويمكن العثور عليه في عدة أطعمة، وخاصةً الفاكهة مثل الشمام والبرتقال.
- الزنك: هو معدن أساسي للصحة العقلية، وخاصةً إذا كان لديكِ القلق المزمن، وقد وجد الباحثون أن مرضى الوسواس القهري يميلون إلى وجود مستويات أقل من الزنك بكثير من الأفراد غير مصابين به، واتباع نظام غذائي غني بالزنك ساعد في تقليل الهواجس دون آثار جانبية.
ومن أفضل الأطعمة التي تحسن مستويات الزنك لديكِ: المحار، ولحوم البقر، والكاجو، وبذور اليقطين، والفطر، والسبانج
- الكركمين: هو المادة الفعالة في الكركم، ويمكن أن يحسن الكركمين أعراض الوسواس القهري بشكل كبير، ويعد خياراً جيداً إذا كنتِ تعانين من التهابات المفاصل، والاكتئاب.
- فاليريان: هو عشب طبيعي، وتستخدم جذر العشب تقليدياً لعلاج الأرق، ولكنه يمكن أيضاً أن يقلل من أعراض الوسواس القهري، ويساعد على تنشيط مستقبلات السيروتونين والحفاظ على مستوياته.
- زيت بوراج (زيت لسان الثور): هو نبات تستخدم جميع أجزائه من أوراق، وزهور، وزيت البذور كدواء ويستخدم في الطعام بسبب خصائصه ونكهته المميزة، ويحتوي على حمض جاما لينولينك أسيد (GlA)، وهو نوع من الأحماض الأمينية الأساسية ويصنف كحمض من أحماض أوميغا 6 الدهنية، وقد تساعد آثاره المضادة للالتهابات في تقليل الوسواس والقلق.
- المغنيسيوم: يعُد المغنيسيوم من أكثر المعادن وفرةً في الجسم، وهو ضروري للغاية للصحة العقلية، والعمل السليم للجهاز العصبي ونشاط الناقل العصبي الأمثل.
وانخفاض مستويات المغنيسيوم يفاقم العديد من المشكلات العصبية والنفسية، بما في ذلك الوسواس القهري.
- الزعفران (Crocus sativus): يتميز بفوائد صحية بسبب المركبات الطبية بداخله، وهو أحد أفضل المكملات الغذائية لتقليل الاكتئاب والقلق والتوتر، بالإضافة إلى آثاره المفيدة على أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه والوساوس القهرية.
- الكافا (Kava): هو نبات عشبي ثبت أنه يقلل من الاكتئاب الخفيف، والتوتر العصبي، ويحفز الكافا إفراز اليروتونين وحمض جاما-أمينوبيوتيرك، اللذان يساعدان على تهدئة التوتر.
- فيتامين د: ثُبت أن نقص فيتامين د مرتبط بالعديد من الاضطرابات النفسية والعصبية مثل التوحد، وانفصام الشخصية والوسواس القهري، إذ يلعب فيتامين د في تنظيم الإنزيمات التي تساعد في إنتاج السيروتونين، وأظهرت الدراسات أن تحسين مستويات فيتامين د في الجسم، يساعد على تقليل أعراض الوسواس القهري.
وعلى الرغم من أن العديد من الأشخاص يعتقدون أن الأعشاب أكثر أماناً ولها آثار ضارة أقل من الأدوية الموصوفة، إلا أن العلاجات من نبتة سانت جون لا تُنَظم مثل الأدوية الأخرى، وقد تسبب آثاراً جانبية غير مرغوب بها، لذا عليكِ استشارة طبيبكِ قبل البدء في تناول المكملات الغذائية والأعشاب.
نصائح تساعدك في علاج الوسواس القهري
على الرغم من أن الأدوية والعلاج النفسي هما الطريقان الرئيسيان للعلاج، إلا أن الرعاية الذاتية هي سلاح سري له الكثير من الفوائد الإيجابية.
اتباع نمط حياة صحي
اتبع نظام غذائي صحي، فعندما تشعرين بالجوع، ينخفض مستوى السكر في الدم مما يجعلكِ متعبة، وأيضاً ممارسة التمارين الرياضة، والنوم بانتظام يساعدان على الانشغال عن الهواجس والسلوكيات القهرية.
الحصول على الدعم من الآخرين
لست بمفردكِ تعاني من هذا الاضطراب، لذلك يساعد وجودكِ مع مجموعات الدعم فهم طبيعية مرضك في مواجهة التحديات والأزمات، ويساعدكِ على تفادي مشاعر اليأس والإحباط، وأيضاً قضاء أغلب الوقت مع أصدقائك وعائلتك يشعركِ بقدر من الأمان.
الاسترخاء
إذا شعرتِ بالقلق، يمكنكِ استخدام بعض تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو تخيل منظر طبيعي مريح، أو اليوجا، أو المشي في الطبيعة، لذا جربِ قليلاً للعثور على أفضل ما يناسبكِ.
احتفل بالانتصارات
يستغرق تعلم كيفية التعايش مع الوسواس القهري وقتاً، مثل أي هدف آخر، لذا سيكون لديكِ نجاحات ونكسات، ولكن من المهم تشجيع نفسك على التقدم الكبير والصغير الذي تُحرزه على طول الطريق.
وأخيراً، يا صديقتي العزيزة، لا تخجلي من المشاعر السلبية والأفكار المزعجة، فمرضك النفسي ليس وصمة عار! وربما لا يفهم من حولكِ ما تمري به تحديداً، لا لأنهم يكرهونكِ، ولكن لأن الأمر غير واضح بالنسبة لهم، فلا تيأسي ولا تسمحي للخوف أن يجعلكِ وحيدة منعزلة عن العالم، ومن المهم أن نعمل سوياً لتوعية المجتمع بأكمله حول الوسواس القهري وتأثيره على حياة الأفراد.
ففهم الأعراض يساعد على كسر الصمت المحيط به، وتمكين المصابين للتحدث بصوتٍ عالٍ عن تجاربهم والبحث عن المساعدة، يجب أن نضع هذا الهدف النبيل في قلب جهودنا مع التركيز على توفير الدعم لمن حولكِ إذا كان يعاني من الوسواس القهري.
الأسئلة الشائعة حول الوسواس القهري
كيف تعرف أنك مصاب بالوسواس القهري؟
إذا عانيتِ من أفكار متكررة غير مرغوب فيها واستمرت لفترة طويلة، وأصبحت بالنسبة لكِ مسببةً للضيق والقلق، أو شعرتِ بفقدان السيطرة عن منع الأفكار حول إيذاء نفسك أو الآخرين
ما هو الوسواس الجنسي؟
هو اضطراب فرط الرغبة الجنسية أو الإدمان الجنسي، ويتضمن هذا الاضطراب الانشغال المفرط بالتخيلات الجنسية، أو المثيرات، أو السلوكيات التي يصعب السيطرة عليها، ويمكن أن تشمل مشاهدة المواد الإباحية بشكل متكرر، ويؤثر هذا السلوك على الحياة الاجتماعية والعاطفية والعملية للشخص المصاب به.
هل الفراغ يسبب الوسواس؟
الشعور الدائم بالفراغ والوحدة، وبأن أفكارك وعواطفك فارغة وبلا حياة وهدف، تعتبر عرض من أعراض الوسواس واضطراب القلق العام.
هل يمكن أن يتزوج مريض الوسواس القهري؟
نعم يمكنه الزواج والاستمتاع بالحياة الزوجية بشكل طبيعي، مع الأخذ بالاعتبار بعض التحديات التي قد يواجهونها في العلاقة الزوجية، ويمكن أن يساعد الدعم النفسي والعلاج على تحسين جودة الحياة للشخص المصاب بهذا الاضطراب، ومع ذلك، يجب على مريض الوسواس أن يكون صريحاً مع شريكه حول حالته وعن الصعوبات التي تقابله.
متى ينتهي مرض الوسواس القهري؟
يصعب تحديد مدة معينة، إذ تتمثل إحدى الخطوات الأولى للعلاج في مساعدة المريض على فهم أن الوسواس لا يختفي بشكل عام وفجأة، وتختلف مدة العلاج باختلاف بعض العوامل، مثل الرغبة في الشفاء، ومهارة الطبيب النفسي، وعمر المريض، والالتزام بالأدوية والتعليمات، واستجابة الجسم للدواء، وبالتالي يجب الالتزام بالخطة العلاجية لتجنب الانتكاس.
المصادر:
قد يهمكِ أيضاُ:
اترك تعليقاً