هل تساءلتِ يومًا عزيزتي، عن سر تلك المشاعر الفياضة التي تغمركِ عند النظر في عيني طفلكِ البراقتين؟
أو عندما تلتف يداكِ حوله في عناقٍ دافئ، وتشعرين بالحنان يسري في أوردتكِ كتيار هادئ ومطمئن؟
أو ربما تعجبتِ كيف يمكن أن تبقى الابتسامة معلقة على شفتيكِ، حتى بعد يوم طويل وشاق، فقط بمجرد سماع ضحكات أسرتكِ، وهم يتشاركون القصص والألعاب في جوٍ من الألفة والمرح؟
أو عندما تشعرين بدفء مميز يتسلل إلى قلبكِ، وأنتِ تحتضنين قطتكِ الصغيرة، وتشعرين بأنفاسها الهادئة تتناغم مع نبضات قلبكِ.
كل هذه المشاعر الرائعة واللحظات الثمينة لها مفتاح سحري، إنه “هرمون الأوكسيتوسين”، الذي يُعرف أيضًا بـ “هرمون الحب”.
نعم، للحب هرمون، وهو يلعب دورًا محوريًا ليس فقط في تعزيز الروابط الأسرية والعاطفية، بل وفي تشكيل كل جانب من جوانب تجاربنا الإنسانية العميقة.
في هذا المقال، سنأخذكِ في رحلةٍ معرفية؛ لاكتشاف أسرار هرمون الأوكسيتوسين، وتأثيره العجيب على حياتكِ الاجتماعية وروابطكِ الأسرية، فلنبدأ معًا هذه الرحلة المثيرة.
ستجدين في هذا المقال
هرمون الأوكسيتوسين
الأوكسيتوسين (Oxytocin) هو هرمون طبيعي يُصنع في منطقة في الدماغ، تُعرف باسم الوِطاء أو تحت المهاد (hypothalamus).
يلعب هذا الهرمون دورًا رئيسيًا في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، مثل ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم والهضم.
يُصنَع هرمون الأوكسيتوسين في الوِطاء، ثم يُخزن في الغدة النخامية، وهي غدة صغيرة تقع في قاعدة الدماغ تحت الوِطاء، وعند الحاجة إلى الهرمون يُطلق في مجرى الدم؛ ليؤدي وظائفه المهمة في الجسم.
يعمل هرمون الأوكسيتوسين في الدماغ كرسول كيميائي يؤثر على عناصر مهمة في سلوك الإنسان، مثل التعرف الاجتماعي، وتكوين العلاقات، والتعلق العاطفي طويل الأمد.
إذًا فالهرمونات بشكل عام هي مواد كيميائية تُنسق وظائف مختلفة في الجسم، من خلال إرسال رسائل عبر الدم إلى الأعضاء، والعضلات والأنسجة الأخرى.
وبالتالي تعمل هذه الإشارات على توجيه الجسم بما يجب عليه فعله، ومتى يجب عليه فعله.
وظائف هرمون الأوكسيتوسين
هرمون الأوكسيتوسين له وظائف متعددة في جسم الإنسان، فهو أساسي لتحفيز انقباضات الرحم أثناء المخاض والولادة، كما أنه يساعد في الرضاعة من خلال تحفيز انقباضات أنسجة الثدي بعد الولادة لإفراز الحليب.
إلى جانب هذه الأدوار الجسدية، يعمل الأوكسيتوسين كناقل عصبي حيوي في الدماغ.
ويؤثر على مجموعة واسعة من السلوكيات البشرية والتفاعلات الاجتماعية، وتشمل الإثارة الجنسية، والقدرة على التعرف وتذكر الأفراد، وتعزيز الثقة، وتطوير العلاقات الرومانسية، والربط بين الوالدين والأطفال؛ لذلك يُعرف بهرمون الحب.
هرمون الأوكسيتوسين وانقباضات الرحم
خلال مرحلة المخاض، عندما يضغط جسم الجنين على عنق الرحم، تنتقل النبضات العصبية الناجمة عن هذا التحفيز إلى الدماغ، مما يحفز الغدة النخامية على إطلاق هرمون الأوكسيتوسين في مجرى الدم، وبالتالي ينتقل الأوكسيتوسين إلى الرحم ويحفز حدوث انقباضات.
هذه الانقباضات الرحمية بدورها، تتسبب في إطلاق الغدة النخامية المزيد من هرمون الأوكسيتوسين، مما يؤدي إلى زيادة في كل من شدة وتكرار الانقباضات.
كما يزيد الأوكسيتوسين من إنتاج البروستاجلاندين (Prostaglandin)، وهي مركبات دهنية تشبه الهرمونات في وظائفها كرسل كيميائية، والتي تساعد في تقدم المخاض وزيادة الانقباضات بشكل أكبر، وهذا يمكّنكِ من إتمام الولادة المهبلية بشكل كامل.
هرمون الأوكسيتوسين والرضاعة
بعد ولادة الطفل، يلعب هرمون الأوكسيتوسين دورًا مهمًا في دعم عملية الرضاعة الطبيعية، فإنه ينشط انقباض الخلايا الموجودة في قنوات الغدد الثديية، مما يساعد في تيسير تدفق الحليب داخل أنسجة الثدي.
عندما يبدأ الطفل في مص الثدي، يُفرز هرمون الأوكسيتوسين بشكل أكبر، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الحليب وتسهيل الرضاعة، وهذا الإفراز المستمر للأوكسيتوسين من الغدة النخامية يحافظ على تدفق الحليب طالما يستمر الطفل في الرضاعة.
وبانتهاء الرضاعة، يقل إفراز الأوكسيتوسين تدريجيًا حتى يحين وقت الرضاعة التالية.
هرمون الأوكسيتوسين والرابطة بين الأم والطفل
الدراسات التي أُجريت على البشر والحيوانات، تُشير إلى أن الأوكسيتوسين يؤثر بشكل ملحوظ على العلاقة بين الأم وطفلها.
فالأمهات اللواتي يتمتعن بمستويات أعلى من هذا الهرمون، غالبًا ما يُظهرن سلوكيات تربوية أكثر حنانًا وعطفًا، وهذه السلوكيات تتضمن الاهتمام المستمر بالطفل، واللمس العاطفي، والتحدث أو الغناء للطفل بطريقة خاصة، وتقديم العناية اللازمة.
والأبحاث أيضًا تُشير إلى أن الأطفال الذين يتلقون هذا النوع من الرعاية، يزداد لديهم مستوى هرمون الأوكسيتوسين، مما يدفعهم إلى البحث عن مزيد من التفاعل مع أمهاتهم، وبالتالي يعزز الرابطة بينهما بشكل أكبر.
من المثير للاهتمام أن هذه التأثيرات لا تقتصر فقط على الأمهات البيولوجيات، فقد أظهرت دراسة موثوقة أُجريت في عام 2014، أن الأوكسيتوسين له تأثير مشابه في الأمهات البديلات والوالدين الذين يتبنون أطفالًا.
هذا يدل على أن هرمون الحب يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الروابط العاطفية، بغض النظر عن العلاقة البيولوجية بين الوالدين وأطفالهم.
التحكم في مستويات هرمون الأوكسيتوسين
الأوكسيتوسين هو هرمون خاص لأنه يعمل على مبدأ “كلما زاد، كلما احتجنا للمزيد”.
فعندما يُطلق الجسم هرمون الأوكسيتوسين، يؤدي ذلك إلى تحفيز الغدة النخامية لتطلق المزيد منه.
الهرمونات الأخرى تعمل بطريقة مختلفة عادةً، بمعنى أن الجسم يقلل من إفراز الهرمون بعد تأثيره على الجسم.
أثناء الولادة، يُطلَق الأوكسيتوسين بسبب الضغط الذي يُحدثه الجنين على عنق الرحم، ويستمر إطلاقه حتى تتم ولادة الطفل.
أما بالنسبة للرضاعة الطبيعية، فإن امتصاص الطفل للثدي يحفز إطلاق الأوكسيتوسين؛ ليساعد على تدفق الحليب، ويستمر هذا الإطلاق قائمًا حتى يتوقف الطفل عن الرضاعة، وسيحدث مرة أخرى عندما يرضع الطفل مجددًا.
نقص هرمون الأوكسيتوسين في الجسم
يُعد نقص هرمون الأوكسيتوسين في الجسم حدثًا نادرًا، لكنه يحمل أهمية كبيرة.
هذا الهرمون المعروف بدوره الأساسي في عمليات مثل الولادة والرضاعة، يمكن أن يُسبب مشكلات ملحوظة عند انخفاض مستوياته.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي نقصه إلى تعطل انقباضات الرحم خلال الولادة، وكذلك إلى مشكلات في إدرار الحليب بعد الولادة.
والسبب الأكثر شيوعًا لانخفاض مستويات الأوكسيتوسين، هو حالة تعرف بفرط النخامية، وهي حالة تكون فيها مستويات جميع الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية أقل من المعدل الطبيعي.
من الجدير بالذكر أيضًا أن انخفاض مستويات الأوكسيتوسين قد يُربط ببعض الحالات الصحية الأخرى، مثل اضطراب طيف التوحد وأعراض الاكتئاب.
يواصل العلماء استكشاف هذه العلاقة بعمق أكبر، ويبحثون في إمكانية استخدام الأوكسيتوسين الصناعي كجزء من العلاجات المحتملة، لذلك هذا الموضوع يحمل أهمية كبرى، للأشخاص الذين قد يتأثرون بنقص هرمون الأوكسيتوسين.
ارتفاع مستوى هرمون الأوكسيتوسين في الجسم
على الرغم من ندرة مستويات الأوكسيتوسين العالية، يمكن أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، مما يستدعي الانتباه الطبي والمراقبة الدقيقة، خاصةً في حال وجود عوامل خطر مثل السكري أو مشكلات في القلب.
يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الأوكسيتوسين في النساء إلى فرط نشاط الرحم، مما قد يؤدي إلى تضخم عضلات الرحم، وهذا يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على الحمل؛ بسبب عدم وجود مساحة كافية في الرحم لنمو الجنين.
أما في الرجال، فقد يرتبط ارتفاع الأوكسيتوسين بتضخم البروستاتا الحميد، مما يجعل التبول صعبًا.
استخدامات الأوكسيتوسين الطبية
يُستخدم الأوكسيتوسين كدواء بوصفة طبية تحت الاسم التجاري بيتوسين (Pitocin)، ونظرًا للتأثيرات القوية للأوكسيتوسين والمخاطر المحتملة، يجب استخدامه تحت إشراف طبي دقيق.
يُمكن استخدام حقنة الأوكسيتوسين في بعض الأحيان لبدء انقباضات الولادة، أو تقويتها أثناء المخاض.
يمكن أيضًا إعطاء الأوكسيتوسين؛ لجعل الرحم ينقبض وللسيطرة على النزيف بعد الولادة.
ويُعطى الأوكسيتوسين عادةً عن طريق الحقن الوريدي أو العضلي، ويتطلب مراقبة دقيقة للجرعة والاستجابة الفسيولوجية.
في بعض الحالات، يُستخدم الأوكسيتوسين لتحفيز الرضاعة الطبيعية، خاصةً عند وجود صعوبات في إدرار الحليب.
وتشمل الآثار الجانبية المحتملة لاستخدام الأوكسيتوسن ما يلي:
- زيادة سرعة ضربات القلب.
- النزيف غير المعتاد.
- تمزق الرحم، خاصةً إذا تم توصيل كمية كبيرة من الأوكسيتوسين بسرعة شديدة.
هرمون الأوكسيتوسين والصحة النفسية
هرمون الأوكسيتوسين يلعب دورًا مهمًا في الصحة النفسية، ويُعتبر موضوعًا رئيسيًا في البحوث الطبية المتعلقة بالأمراض النفسية.
وفقًا للدراسات العلمية، يُظهر هرمون الأوكسيتوسين تأثيرًا قويًا مضادًا للاكتئاب عند إفرازه في الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك الحصين (Hippocampus)، وهو جزء من الدماغ يلعب دورًا محوريًا في الذاكرة والتعلم.
اللوزة الدماغية هي جزء صغير من الدماغ يقع في الفص الصدغي، وهي قريبة من منطقة الحصين، وهذه المنطقة مسؤولة عن معالجة مشاعرنا، وهي مهمة للتعامل مع مشاعر الخوف، وأيضاً لها دور مهم في تشكيل ذكرياتنا العاطفية، وكيف نستجيب عاطفيًا للأحداث المختلفة.
الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأوكسيتوسين قد يكون مفيدًا في علاج اضطرابات مثل الاكتئاب، والقلق، والفصام.
ومع ذلك، هرمون الأوكسيتوسين له قدرة محدودة على الانتقال من الدم إلى الدماغ؛ بسبب وجود حاجز يسمى الحاجز الدموي الدماغي، وهذا الحاجز يعمل كنوع من الفلترة أو الحماية للدماغ، ويسمح فقط بمرور بعض المواد ويمنع مواد أخرى.
وأيضًا يُجرى البحث حول كيفية مساعدة هرمون الأوكسيتوسين على تحسين الشعور بالرضا عند التلامس الجسدي، مثل العناق، وذلك عن طريق تأثيره على أجزاء معينة من الجسم خارج الدماغ.
محاذير استخدام هرمون الأوكسيتوسين
عند التفكير في استخدام هرمون الأوكسيتوسين كعلاج طبي، هناك عدة موانع يجب أخذها في الاعتبار؛ لضمان الأمان وتجنب المخاطر، وتشمل هذه الموانع:
- حساسية للأوكسيتوسين
أولاً وقبل كل شيء، يجب استبعاد الأفراد الذين لديهم فرط حساسية لهذا الدواء.
- مشكلات في وضع الجنين
إذا كان رأس الجنين لا يتلاءم بشكل صحيح داخل الحوض، أو إذا كان وضع الجنين غير مناسب للولادة الطبيعية، فإن استخدام الأوكسيتوسين قد يكون غير آمن.
- الحاجة إلى الجراحة القيصرية
في الحالات التي يُشير فيها الأطباء إلى ضرورة اللجوء إلى الجراحة القيصرية، يُعد استخدام الأوكسيتوسين غير موصى به.
- حالة الرحم الخامل
إذا كان الرحم لا يستجيب كما هو مطلوب، وخاصةً في الحالات الشديدة من تسمم الدم، فمن الضروري الامتناع عن استعمال الأوكسيتوسين.
- فرط نشاط الرحم
يُنصح بتجنب استخدام الأوكسيتوسين في حالات فرط تحفيز الرحم، أو عندما يكون هناك ارتفاع ملحوظ في توتر العضلات وزيادة التقلص الرحمي.
- موانع الولادة المهبلية
في الحالات التي تُشير فيها المؤشرات الطبية إلى أن الولادة المهبلية غير آمنة، مثل وجود سرطان عنق الرحم، أو نشاط الهربس التناسلي، أو وجود مشيمة منخفضة، أو تدلي الحبل السري.
لذلك من الضروري الاعتراف بأهمية هذه الموانع؛ لضمان استخدام هرمون الأوكسيتوسين بأمان وفعالية، ويجب دائمًا استشارة الطبيب المختص، والالتزام بالتوجيهات الطبية عند التفكير في استخدام هذا الدواء.
نصائح لتحفيز هرمون الأوكسيتوسين
من المهم أن نفهم، أن الأوكسيتوسين لا يغير سلوككِ بطريقة سحرية، ولا يجعلكِ تثقِ بشخص ما أو تقعين في حبه فورًا، ولكن يمكن أن يعزز مشاعر الحب والرضا والأمان والثقة تجاه شخص تهتم لأمره بالفعل.
يمكنكِ فعل الخطوات التالية لزيادة تحفيز هرمون الأوكسيتوسين:
- ممارسة اليوجا
هذه الممارسة الصحية تقدم الكثير من الفوائد ومنها:
- تقليل القلق والتوتر.
- الشعور بالراحة من الاكتئاب، وأعراض المزاج الأخرى.
- راحة أفضل أثناء النوم.
- تحسين جودة الحياة.
وهناك دراسة من عام 2013 تشير إلى أن اليوغا قد تساعد أيضًا في زيادة إنتاج الأوكسيتوسين، وهذه الدراسة الصغيرة كانت تهدف إلى استكشاف ما إذا كانت اليوغا يمكن أن تساعد في زيادة الأوكسيتوسين لدى الأشخاص الذين يعانون من الفصام.
ولوحظ أن 15 مشاركًا مارسوا اليوجا لمدة شهر، شهدوا تحسنًا في التعرف على المشاعر والتفاعل الاجتماعي، ورغم الزيادة في مستويات الأوكسيتوسين لديهم، لم تثبت الدراسة وجود ارتباط مباشر بين اليوجا وهذه التحسينات.
- المساج
التدليك ليس فقط يساعد على الاسترخاء، بل وجدت دراسة عام 2012 أنه يزيد أيضًا من مستويات الأوكسيتوسين.
يساهم الأوكسيتوسين في تقليل الألم والتوتر وتحسين المزاج، ويُشير البحث إلى أن التدليك حتى لو كان من شخص عزيز وليس مهنيًا، يمكن أن يقدم نفس الفوائد.
- أخبرِ شخصًا ما عن مدى اهتمامك به
لتقوية الروابط العاطفية مع من حولكِ، لا تترددِ في إظهار مشاعركِ ومشاركة حبكِ وعواطفكِ مع من تهتمين لأمرهم، وهذا التعبير عن المشاعر يمكن أن يكون مفتاحًا لزيادة مستويات الأوكسيتوسين.
- قضاء الوقت مع الصديقات
يمكن أن تلعب الصداقات القوية دورًا كبيرًا في تحسين رفاهيتكِ العاطفية، والاستمتاع بوقتكِ مع صديقاتك، وهذا ليس فقط ممتعًا بل يمكن أن يساعدكِ أيضًا على الشعور بالدعم الاجتماعي والتقليل من الشعور بالوحدة.
هذا هو تأثير الأوكسيتوسين، فالمشاعر الإيجابية التي تشعرين بها مع صديقاتك تساعد على تحسين نظرتكِ تجاه التفاعلات الاجتماعية، مما يزيد رغبتكِ في قضاء المزيد من الوقت معهن.
سواء كنتِ تخططين لأنشطة محددة أو تستمتعين بمجرد الاجتماع معهن، كلما زاد الوقت الذي تقضينه مع صديقاتك، من المرجح أن تصبح الروابط بينكن أقوى.
- التأمل
التأمل اليومي يقلل التوتر ويحسن المزاج، ويزيد من الشعور بالتعاطف تجاه النفس والآخرين، مما يعزز التواصل ويقوي العلاقات.
ويساعد التأمل والشعور بالحب والتعاطف، وتوجيه الأفكار الإيجابية والنوايا الطيبة نحو الآخرين في زيادة إنتاج الأوكسيتوسين.
- اهتمي بمحادثاتك
الاستماع بانتباه للآخرين هو أساس لعلاقات اجتماعية قوية.
فتقوية علاقاتكِ وزيادة الثقة يمكن تحقيقها من خلال الإنصات الجيد للآخرين، لذا عندما يحتاج شريككِ أو صديقتكِ الحديث عن أمر مهم، اجعلي تركيزكِ كاملًا عليهم، بالتواصل البصري وعدم الانشغال بأي شيء آخر.
هذه الطريقة في التواصل تعزز إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، مما يساعد على توطيد العلاقة وزيادة الشعور بالترابط.
- فعل الخير للآخرين
تساهم أفعال الإيثار في تحفيز هرمون الأوكسيتوسين، لذلك منح الهدايا أو القيام بأعمال لطف غير متوقعة يسعد الآخرين، وهذا بدوره يجلب لكِ السعادة.
حتى الأعمال البسيطة التي تضيف بهجة ليوم شخص ما، يمكن أن تحسن من مزاجكِ وتولد لديكِ مشاعر إيجابية.
لذا، حاولي أن تكوني معطاءة في تعاملاتكِ اليومية، فيمكنكِ على سبيل المثال مساعدة جار في مهمة ما، أو التبرع بمبلغ إضافي للأعمال الخيرية، أو دعم قضية تؤمنين بها.
وفي ختام رحلتنا مع عالم هرمون الأوكسيتوسين، نستشعر عزيزتي، عظمة هذا الهرمون الذي ينسج خيوط المودة والألفة في قلوبنا.
إنه ليس مجرد مركب كيميائي يتدفق في أوردتنا، بل هو ساحر العواطف الذي يعزف على أوتار الحنان والترابط الإنساني.
مع كل لحظة حب وتبادل لنظرات المودة، يتجلى هرمون الأوكسيتوسين كشاهد على قدرتنا الفائقة على العطاء والتعاطف.
يا من تبحثين عن أسرار القلوب وتفاصيل الروابط الإنسانية، لا تنسي أن هرمون الأوكسيتوسين ليس مجرد جزء من تركيبتنا البيولوجية، بل هو جسر يمتد بين القلوب، ويحمل رسائل الحب والعناية، ويخلد فينا اليقين بأن الحب والعطاء هما أسمى ما في الوجود.
الأسئلة الشائعة حول هرمون الأوكسيتوسين
متى يرتفع هرمون الاوكسيتوسين؟
تزداد مستويات الأوكسيتوسين خلال الولادة والرضاعة، والتلامس الجسدي، والروابط العاطفية، وفي الأعمال الخيرية، والتفاعلات الاجتماعية.
ما هي وظيفة هرمون الاوكسيتوسين؟
يعزز الأوكسيتوسين الروابط الاجتماعية، ويسهل الولادة والرضاعة، وينظم العواطف، ويخفض التوتر، ويدعم الشفاء، وأيضًا يلعب دورًا في النشاط الجنسي، وتعميق العلاقات العاطفية.
كيف تزيد هرمون الأوكسيتوسين؟
يمكنِ زيادة الأوكسيتوسين من خلال التلامس الجسدي، وقضاء وقت مع الأحباء، والتفاعل مع الحيوانات الأليفة، والأعمال الإنسانية، والمحادثات الهادفة، وممارسة التأمل.
كتابة: د. ناهد عبد الحكم احمد
المصادر:
اترك تعليقاً