في عالم يتسم بالتنوع والاختلاف، تظل ظاهرة التنمر المدرسي واحدة من أبرز التحديات التي تواجه نمو أطفالنا وتطورهم النفسي والاجتماعي.
التنمر! هذا الوحش الخفي الذي يتخذ أشكالاً متعددة، يمكن أن يظهر في صورة سخرية لاذعة، أو عدوان جسدي، أو حتى همسات خبيثة تروع الأرواح البريئة.
ينطلق هذا المقال من تساؤل عميق، كيف تصنع متنمراً في المنزل؟
ليس فقط لاستكشاف جذور التنمر وأسبابه، ولكن أيضاً للتعمق في فهم أثره المدمر على نفسية الطفل وسلوكه.
سنتعمق معاً في دراسة أنواع التنمر المختلفة، وكيف يمكن للبيئة الأسرية والمدرسية، أن تلعب دوراً محورياً في تكوين متنمراً، أو في تنمية شخصية طفل قوية ومتوازنة، قادرة على مواجهة تحديات الحياة.
من خلال هذه الرحلة، نهدف إلى تسليط الضوء على استراتيجيات وطرق علاج التنمر، بغيةً لتوفير بيئة آمنة ومحفزة لأطفالنا، حيث يمكنهم النمو والازدهار بعيداً عن ظلال الخوف والقلق، فالتنمر ليس مجرد مشكلة فردية، بل هو تحدٍ اجتماعي يستلزم تضافر الجهود، فتابعي معنا.
ستجدين في هذا المقال
ما هي ظاهرة التنمر في المدرسة؟
التنمر هو سلوك عدواني يستهدف إيذاء الفرد الضعيف باستمرار بطرق مختلفة، سواء بوسائل لفظية أو جسدية، دون أن يكون الفرد الأضعف قادراً على الدفاع عن نفسه، ولا يشترط أن يصدر منه تصرفاً يستفز الفرد المعتدي، ويتطلب التنمر توفر الشروط التالية:
- انعدام التوازن في القوة بين الأطراف: يعتمد المتنمر على قوته الجسدية، أو شعبيته للسيطرة على الضحية.
- الاستمرارية: يظهر سلوك التنمر باستمرار دون توقف أو رادع، إذ يكرر المتنمر فعلته بشكل دوري.
أنواع التنمر
ظاهرة التنمر المدرسي هي مشكلة منتشرة تؤثر على الطلاب في مختلف الفئات العمرية، وبما أنها مشكلة معقدة ذات أبعاد متعددة، تتجلى بأشكال مختلفة ولها تأثيرات متفاوتة على الضحايا.
وبالتالي فهم أنواع التنمر أمراً حاسماً للمعلمين والأهل والطلاب؛ لتحديد هذه السلوكيات الضارة ومعالجتها ومنعها بفعالية.
- التنمر الجسدي
يشمل التنمر الجسدي إلحاق الأذى الجسدي المباشر أو التهديد به.
وهو أكثر أشكال التنمر وضوحاً، ويصاحبه أفعالاً، مثل الضرب والركل والدفع أو تدمير الممتلكات الشخصية.
يمكن لهذا النوع من التنمر أن يؤدي إلى إصابات جسدية فورية، وصدمات نفسية طويلة الأمد.
- التنمر اللفظي
يتميز التنمر اللفظي باستخدام اللغة لإيذاء شخص آخر.
يشمل ذلك السخرية والإهانات، والتحقير والترهيب، والتعليقات العنصرية، أو الإساءة اللفظية.
وعلى الرغم من كونه أقل وضوحاً من التنمر الجسدي، إلا أن التنمر اللفظي يمكن أن يكون له تأثير عميق ودائم على احترام الذات والصحة النفسية للشخص.
- التنمر الإلكتروني
من بين أنواع التنمر، يعتبر التنمر الإلكتروني أكثرها رعباً.
في هذا النوع من التنمر، يتسنى للمتنمر متابعة ضحيته في أي وقت من اليوم، دون وجود رادع أو رقيب
يعتمد هذا النوع من التنمر على استخدام الإلكترونيات، مثل الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، ليأخذ شكلاً من الأشكال التالية:
- التشهير عبر الإنترنت: يتضمن نشر معلومات مضللة أو مهينة حول الضحية على الإنترنت، مما يتسبب في الضرر لسمعتها.
- التهديدات الرقمية: يمكن أن يتعرض الفرد لتهديدات عبر الرسائل الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي، مما يسبب له توتراً نفسياً وعاطفياً.
- استخدام الصور والفيديوهات بشكل غير قانوني: يمكن للمتنمر نشر صور أو مقاطع فيديو خاصة بالضحية دون إذنها، مما يؤدي إلى انتهاك خصوصيتها وإحراجها.
- الابتزاز الرقمي: يمكن للمتنمر استخدام معلومات حساسة لابتزاز الضحية وفرض إرادته عليها.
تجمع هذه الأفعال على استغلال الوسائل الإلكترونية للتنمر، مما يجعل الضحية عرضة للتأثير السلبي في أي وقت، وهو ما يعزز من رعب هذا النوع من التنمر.
- التنمر العنصري
يستند هذا النوع من التنمر إلى التحيز ضد فئات معينة.
يمكن أن يحدث التنمر العنصري بناءً على العرق أو الدين أو الجنس، أو أي خصائص تمييزية أخرى.
لا يؤثر التنمر العنصري فقط على الفرد، بل يعزز أيضاً النمطيات المجتمعية والكراهية.
فهم أنواع التنمر المختلفة هو الخطوة الأولى في مكافحة هذه المشكلة المعقدة، ومن الأمور الأساسية أن تقوم المدارس بإنشاء بيئة آمنة وشاملة؛ للتعرف على كل نوع من أنواع التنمر ومعالجته.
من خلال التثقيف والتدخل وتقديم الدعم، يمكننا العمل نحو مستقبل تكون فيه المدرسة ملاذاً آمناً لجميع الطلاب ومنع ظاهرة التنمر المدرسي.
أدوار الطلاب في ظاهرة التنمر المدرسي
توزيع أدوار الطلاب في ظاهرة التنمر المدرسي يشمل عدة أطراف، وكل طرف له دور محدد في ديناميكية التنمر، هذه الأدوار تشمل:
- المتنمر: هو الطالب الذي يمارس التنمر، ويتميز المتنمرون غالباً بسلوك عدواني، ورغبة في التحكم أو التأثير سلباً على الآخرين.
- الضحية: هو الطالب الذي يتعرض للتنمر، والضحايا قد يعانون من آثار نفسية وعاطفية سلبية جراء التنمر، مثل انخفاض الثقة بالنفس، والقلق، والاكتئاب.
- المتفرجون: هم الطلاب الذين يشهدون التنمر، ولكن لا يشاركون فيه، وقد يؤثر سلوكهم على ديناميكية التنمر بطرق مختلفة، فبعضهم قد يشجع المتنمر، والبعض الآخر قد يحاول التدخل لمساعدة الضحية.
- المدافعون: هم الطلاب الذين يتخذون موقفاً ضد التنمر ويسعون للدفاع عن الضحية، وهذا الدور مهماً لأنه يساعد في إيقاف التنمر ودعم الضحية.
- المساعدون أو المشاركون: هم الطلاب الذين قد يساعدون المتنمر أو يشاركون في التنمر بطريقة غير مباشرة، ويمكن أن يشجعوا المتنمر أو يسهلوا أفعال التنمر بطرق مختلفة.
فهم هذه الأدوار مهم لتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة ظاهرة التنمر المدرسي، ومن الضروري تعزيز ثقافة تعاونية وداعمة في المدارس؛ لمساعدة الطلاب على التعامل مع التنمر والحد من آثاره السلبية.
الخصائص الشخصية للأطفال المتنمرين
- يسعون للهيمنة على زملائهم وفرض سلطتهم عليهم.
- يتميزون بالاندفاع وسرعة الانفعال.
- يتعاونون فيما بينهم لكن يتصرفون بعدوانية تجاه الآخرين، سواء كانوا أكبر أو أصغر سناً.
- يفتقرون إلى التعاطف مع ضحاياهم، بغض النظر عن حجم الأذى الذي يسببونه.
- قد يكون لديهم بنية جسدية قوية تعزز من قدرتهم على التنمر.
الخصائص الشخصية لضحايا التنمر
- يميلون إلى الحذر الشديد والحساسية المفرطة، كما يتسمون بالهدوء والخجل.
- يعانون من القلق المستمر.
- لديهم تقدير منخفض لذاتهم.
- يمتنعون غالباً عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- يعانون من الاكتئاب وقد يفكرون في الانتحار.
- غالباً ما يفتقرون إلى الأصدقاء المقربين ويميلون للتواصل مع الأكبر سناً.
- يكونون في العادة ذوي بنية جسدية أقل قوة.
أعراض التنمر المدرسي
تحديد ما إذا كان طفلك يتعرض للتنمر في المدرسة أمراً بالغ الأهمية، وهناك العديد من الأعراض والعلامات التي يجب الانتباه إليها.
يمكن أن تكون هذه الأعراض عاطفية أو سلوكية أو جسدية، وتشمل:
الأعراض العاطفية
نستعرض بعض العلامات العاطفية التي قد تدل على تعرض الطفل للتنمر ومنها ما يلي:
- قد يظهر ابنك علامات القلق، مثل الشعور بالخوف غير المعتاد، وخاصةً تجاه الذهاب إلى المدرسة.
- يظهر ضحايا التنمر علامات انخفاض تقدير الذات غالباً، وقد يتحدثون عن أنفسهم بشكل سلبي.
- التغيرات المفاجئة وغير المبررة في المزاج والغضب، أو العصبية.
- قد يصبح أكثر انطوائية، يفضل الانسحاب والبقاء وحيداً، ويتجنب التفاعلات الاجتماعية.
الأعراض السلوكية
ومن بين الأعراض السلوكية لظاهرة التنمر المدرسي ما يلي:
- تغيرات في عادات الأكل، وتشمل فقدان الشهية فجأة أو الإفراط في تناول الطعام.
- تراجع في الأداء الأكاديمي، وانخفاض ملحوظ في الدرجات أو فقدان الاهتمام بالدراسة.
- تجنب المواقف الاجتماعية، مثل عدم الرغبة للذهاب إلى المدرسة أو الفعاليات الاجتماعية حيث قد يكون المتنمر حاضراً.
- صعوبة في النوم وكوابيس، أو النوم لفترات طويلة يمكن أن تكون علامة على الإجهاد المرتبط بالتنمر.
الأعراض الجسدية
يمكن أن تظهر بعض العلامات الجسدية على طفلك، ومنها ما يلي:
- إصابات غير مبررة من كدمات وجروح، أو إصابات أخرى لا يستطيع أو لا يرغب في تفسيرها.
- صداع متكرر أو آلام في المعدة، ويمكن أن تكون هذه الأعراض مرتبطة بالإجهاد وغالباً ما تحدث في أيام المدرسة.
- فقدان أو تلف الأغراض الشخصية دون تفسير معقول.
- إذا كان يتعرض للتنمر الإلكتروني، قد يتجنب أجهزته، أو على النقيض يصبح مهووساً بفحصها.
لذا من المهم الحفاظ على التواصل المفتوح مع ابنك ومراقبة أي تغييرات في سلوكه.
وإذا كنتِ تشكين في تعرضه للتنمر، فمن الضروري معالجة ذلك على الفور من خلال التحدث معه، والتواصل مع مدرسته للحصول على الدعم والتدخل.
وتذكري أن كل طفل يستجيب بشكل مختلف للتنمر، ويمكن أن تختلف هذه العلامات في شدتها وتركيبتها.
الفئات الأكثر عرضة للتنمر
هناك فئات معينة من الطلاب تكون أكثر عرضة للتنمر في المدارس، وتشمل هذه الفئات:
- الطلاب الذين يبدون مختلفين عن أقرانهم، سواء بسبب المظهر الجسدي (مثل الطول، الوزن، أو لون البشرة)، واختيارات الموضة، أو بسبب إعاقة.
- الأطفال الذين يعانون من العزلة الاجتماعية، أو لديهم عدد قليل من الأصدقاء يمكن أن يكونوا هدفاً سهلاً للمتنمرين، إذ يكون افتقارهم لشبكة دعم يجعلهم أكثر عرضة للتنمر.
- الطلاب الذين يظهرون تفوقاً ملحوظاً قد يواجهون التنمر؛ نتيجة للغيرة من قبل أقرانهم أو كمحاولة لإضعاف موقفهم الناجح.
ومن ناحية أخرى، قد يُعتبر الطلاب الذين يصارعون في الحصول على نتائج جيدة بالدراسة، كأهداف سهلة للتنمر بسبب موقفهم الأكاديمي الأقل استقراراً.
- الوضع الاقتصادي: قد يكون الطلاب الذين يأتون من طبقات اقتصادية مختلفة (سواء كانوا أغنياء أو أفقر من المتوسط)، هدفاً بسبب وضعهم الاقتصادي والاجتماعي.
- الاحتياجات التعليمية الخاصة: يكون الطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم، أو الذين يحتاجون إلى خدمات التعليم الخاص.
- الصفات الشخصية: الأطفال الخجولين، أو الذين يعانون من انعدام الثقة بالنفس أكثر عرضة للتنمر.
وبالمقابل، قد يكون الأطفال العدوانيون أو المشاغبون أيضاً أهدافاً للتنمر.
من المهم الإشارة إلى أن هذه العوامل لا تسبب التنمر بحد ذاتها، ولكنها قد تجعل الطلاب أكثر عرضة لأن يكونوا هدفاً له.
التنمر قضية اجتماعية معقدة، ومعالجته تتطلب الفهم والتدخل في التفاعلات الاجتماعية الأوسع نطاقاً داخل المدارس والمجتمعات.
أسباب التنمر المدرسي
أسباب التنمر المدرسي متعددة ومعقدة، وتشمل عوامل شخصية واجتماعية وبيئية مختلفة، ومن بين هذه الأسباب:
- العوامل الشخصية: بعض الطلاب قد يلجؤون إلى التنمر كوسيلة للتعبير عن الغضب أو الإحباط، أو بسبب مواجهتهم لمشكلات نفسية أو عائلية.
- الرغبة في السيطرة والهيمنة: قد يستخدم البعض التنمر كوسيلة لفرض السيطرة على الآخرين، والشعور بالقوة والتفوق.
- نقص الوعي والتعليم: الجهل بالآثار السلبية للتنمر، وعدم تلقي التوجيه الكافي حول كيفية التعامل مع الاختلافات.
- التأثيرات الأسرية: البيئة الأسرية التي تتضمن عنفاً، أو سوء تفاهم قد تؤثر على سلوك الطفل وتدفعه لممارسة التنمر.
- التأثيرات الاجتماعية والثقافية: العيش في بيئة تروج للعدوانية، أو تقلل من شأن الضعفاء يمكن أن يشجع على التنمر.
- عدم الشعور بالأمان في المدرسة: الطلاب الذين يشعرون بعدم الأمان أو الدعم في المدرسة، قد يلجؤون إلى التنمر كوسيلة للدفاع عن النفس أو كتعبير عن عدم الرضا.
- التقليد: الطلاب قد يقلدون سلوكيات التنمر التي يشاهدونها من أقرانهم أو في وسائل الإعلام.
- التمييز والأحكام المسبقة: التمييز بناءً على العرق والدين والجنس، أو الخلفية الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى التنمر.
كيف يجب أن يتعامل الأهل مع المتنمر؟
ينبغي على الأهل التعامل مع المتنمر بطريقة مسؤولة وفعّالة، وذلك من خلال الخطوات التالية:
- التحدث مع الطفل بهدوء: يجب على الأهل التحدث مع طفلهم؛ لفهم أسباب سلوكه والاستماع إليه بعناية.
- تقديم الدعم العاطفي: يحتاج الطفل إلى الشعور بالأمان والدعم؛ ليتمكن من التعبير عن مشاعره ومخاوفه.
- تحديد السلوكيات السلبية: من المهم توضيح السلوكيات السلبية التي يمارسها الطفل وتأثيرها على الآخرين.
- تعزيز السلوكيات الإيجابية: تشجيع الطفل على تطوير سلوكيات إيجابية، وتقديم البدائل السلوكية الصحية.
- تعليم الطفل مهارات التواصل الفعّال: من الضروري تعليم الطفل كيفية التعبير عن نفسه بطريقة صحية واحترام الآخرين.
- التعاون مع المدرسة: التواصل مع المدرسة لمعرفة سلوك الطفل، والعمل معاً لإيجاد حلول فعّالة.
- طلب المساعدة المهنية إذا لزم الأمر: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري طلب المساعدة من مختصين نفسيين لمعالجة الأسباب الجذرية لسلوك التنمر.
- تقديم القدوة الحسنة: الأهل يجب أن يكونوا قدوة لأطفالهم في التعامل مع الاختلافات والتعبير عن العواطف بطريقة صحية.
من المهم أن يتعامل الأهل مع المتنمر بطريقة تعليمية وداعمة؛ لمساعدته على تغيير سلوكه وتطوير المهارات الاجتماعية الإيجابية.
علامات تشير إلى ممارسة طفلك للتنمر
تحديد ما إذا كان طفلك يمارس التنمر أمراً ضرورياً للتدخل المبكر وتوجيهه نحو السلوكيات الإيجابية.
وهناك عدة علامات قد تشير إلى أن طفلك قد يكون متورطاً في التنمر، والتي تتطلب من الأهل ملاحظة دقيقة وتحليلاً للسلوكيات المتكررة.
فيما يلي، نستعرض بعضاً من هذه العلامات التي يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان طفلك يمارس التنمر:
- السلوك العدواني: إذا لاحظتِ أن طفلك يظهر سلوكيات عدوانية تجاه إخوته، وأصدقائه أو حتى الحيوانات الأليفة.
- مشكلات في المدرسة: تلقي تقارير من المدرسة عن مشكلات سلوكية أو عقوبات متكررة.
- عدم تحمل المسؤولية: عدم تقبل طفلك للمسؤولية عن أفعاله، أو محاولة إلقاء اللوم على الآخرين.
- الحاجة إلى السيطرة والقوة: إظهار الطفل رغبة مستمرة في التحكم بالآخرين، أو السعي للسيطرة على مواقف معينة.
- الاهتمام بالمكانة الاجتماعية: القلق المفرط بالشعبية، أو الهيمنة في مجموعته الاجتماعية.
- التقليل من شأن الآخرين: التحدث عن الآخرين بطريقة سلبية أو السخرية منهم.
- التلاعب بالأصدقاء: إذا كان الطفل يتلاعب بأصدقائه، أو يستخدمهم للوصول إلى أهدافه.
- العدوان اللفظي: استخدام الطفل للغة عدائية أو إهانات تجاه الآخرين.
إذا لاحظتِ هذه العلامات في سلوك طفلك، من المهم التعامل مع الموقف بجدية، ومحاولة فهم الأسباب وراء هذا السلوك والعمل على تصحيحه.
وبالتالي يمكن أن يكون التوجيه والدعم من الأهل والمهنيين ضرورياً في هذه الحالات.
علاج التنمر المدرسي
لمواجهة ظاهرة التنمر المدرسي والحد من انتشارها، من الضروري تبني استراتيجيات فعالة تشمل دور كل من المعلمين والأهالي:
دور المعلم في مكافحة التنمر
دور المعلم في مكافحة التنمر يعد حيوياً وشاملاً، ويشمل النقاط التالية:
- يجب على المعلم توعية الطلاب بمخاطر التنمر وآثاره السلبية، وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل والتعاطف في الفصول الدراسية.
- مراقبة سلوكيات الطلاب والتدخل الفوري عند رصد أي حالات تنمر، لمنع تفاقم المشكلة.
- التواصل الفعّال مع أولياء الأمور؛ لاطلاعهم على سلوكيات أطفالهم، والعمل معاً لتطوير خطط فعّالة لمكافحة ظاهرة التنمر المدرسي.
- يجب أن يضمن المعلم أن الفصل الدراسي يعتبر بيئة آمنة ومحترمة لجميع الطلاب، حيث لا يوجد مكان للتنمر.
- تقديم الدعم والمساندة للضحايا، وفي نفس الوقت، العمل على إعادة تأهيل الطلاب الذين يمارسون التنمر.
- تنظيم أنشطة وورش عمل تركز على بناء مهارات التواصل الفعّال، وحل النزاعات، وتعزيز التفاهم والتسامح بين الطلاب.
- وضع قوانين واضحة وعقوبات محددة لمن يمارس التنمر، وإعلام الطلاب وأولياء أمورهم بها.
دور الآباء في التصدي للتنمر
إليكِ بعض الاقتراحات لعلاج وفهم الأسباب التي تدفع طفلك التنمر:
- مراقبة سلوكيات الطفل للتعرف على مؤشرات تعرضه للتنمر، خاصةً أن الأطفال قد لا يبلغون آباءهم بهذه الحوادث.
- تعليم الطفل طرق التعامل الصحيحة عند التعرض للتنمر.
- تحديد الأوقات المسموح بها لاستخدام الهاتف أو مشاهدة التلفاز، والبرامج التي قد تحتوي على محتوى عنيف.
- ضمان ألا يتعرض الطفل للتنمر داخل المنزل.
- تقوية ثقة الطفل بنفسه وتعزيز احترامه لذاته، والتوعية بظاهرة التنمر المدرسي.
- توضيح الآثار السلبية للتنمر، والمشكلات القانونية المحتملة الناجمة عنه.
إذا رأيتِ زميلة لكِ تتعرض للتنمر
من المهم اتخاذ خطوات لدعمها والتدخل بطريقة مناسبة، إليكِ بعض الإجراءات التي يمكنكِ القيام بها:
- أظهري لزميلتكِ أنكِ تقفين بجانبها وأنكِ مستعدة لمساعدتها، فالدعم العاطفي مهماً جداً في هذه الحالات.
- إذا كنتِ تشعرين بالأمان في القيام بذلك، قد يكون من المفيد التدخل مباشرةً لوقف التنمر، يمكن أن يكون هذا ببساطة عن طريق قول شيء مثل “هذا ليس صحيحاً” أو “أوقفوا ذلك”.
- في بعض الأحيان، قد يكون من الأفضل التحدث مع شخص بالغ أو مسؤول في المكان، مثل معلمة أو مديرة، لإعلامهم بما يحدث.
- شجعي زميلتكِ على التحدث عن مشاعرها وتجربتها مع شخص تثق به.
- إظهار موقفكِ ضد التنمر بشكل عام، وتشجيع الآخرين على عدم الاستهانة بتأثيراته والعمل على إنشاء بيئة آمنة وداعمة للجميع
ليس من الطبيعي أن يولد الأطفال بسلوكيات متنمرة، ولكنهم قد يتطورون إلى ذلك؛ نتيجة لطرق التعامل غير السليمة مع سلوكيات العنف لديهم.
وإذا لم يُعالج هذا العنف بشكل مناسب ومتوازن، فإنه قد يتحول إلى سلوك دائم ومترسخ.
من هنا تأتي أهمية تطبيق تربية متوازنة وفعّالة، تعزز قيم الاحترام والتعاطف وتحول دون تغيير الأطفال إلى متنمرين.
وفي ختام حديثنا عن ظاهرة التنمر المدرسي، يجب أن تدرك كل أم أهمية دورها في تنشئة طفلها؛ فكل طفل كورقة بيضاء تترك عليها الأم بصماتها.
يمكن لها أن تضفي على هذه الورقة ألواناً زاهية، ومشرقة تمنحه الأمل والتفاؤل بالحياة، أو أن تغمرها بدرجات اللون الرمادي التي قد تقوده إلى الوحدة والانطوائية، وربما العنف ضد من حوله.
إن التنمر ليس إلا رد فعل على تجارب الحياة وكيفية تعاملنا معها.
لذا، فإن مسؤوليتنا كبيرة في توجيه أطفالنا نحو السلوكيات الإيجابية، وبناء شخصياتهم على أسس من القيم النبيلة والمبادئ السامية.
الأسئلة الشائعة حول ظاهرة التنمر المدرسي
من اسباب حدوث ظاهرة التنمر؟
العوامل الأسرية كالتعامل العنيف في المنزل، ونقص الوعي والتوجيه، والتأثيرات السلبية لوسائل الإعلام، والحاجة للسيطرة والتفوق الاجتماعي، والصور النمطية والأحكام المسبقة، كما يمكن أن يكون التنمر نتيجة لتقليد سلوكيات يشاهدها الطفل في بيئته.
ما هي المشاكل التي يسببها التنمر؟
التنمر يمكن أن يسبب مشاكل عديدة تشمل الآثار النفسية مثل القلق والاكتئاب، وانخفاض تقدير الذات، والعزلة الاجتماعي، كما يؤثر سلباً على الأداء الأكاديمي، ويمكن أن يؤدي إلى مشكلات سلوكية وصحية، مثل العدوانية والاضطرابات الجسدية كالصداع ومشاكل المعدة.
كيف اعلم ابني يدافع عن نفسه من التنمر؟
لتعليم طفلك الدفاع عن نفسه ضد التنمر، عززِ ثقته بنفسه، وعلميه مهارات التواصل الفعال والتعبير عن المشاعر، وشجعيه على الدفاع عن النفس عند الضرورة، وكوني داعمة له مع التواصل الفعال مع المدرسة إذا لزم الأمر.
المصادر:
اترك تعليقاً