372

استدعاني الدكتور قائلاً “لقد أظهرت نتائج فحوصاتك أن لديكِ خمول الغدة الدرقية، وهو ما يفسر اضطراباتك النفسية والجسدية المستمرة.”

أحسست بارتباك شديد، لقد اختلط عليّ الأمر ظنناً مني أنها متلازمة ما قبل الحيض أو اضطرابات هرمونية مؤقتة.

فما هو خمول الغدة الدرقية؟ وما أسبابه؟ وهل يوجد علاج؟ تابعي معنا هذا المقال وسأجيبكِ عن أسئلتَكِ هذه فوراً.

خمول الغدة الدرقية

خمول الغدة الدرقية

يُعرف بالإنجليزية (Hypothyroidism) أو ما يُعرف أيضاً بقصور الغدة الدرقية، ويحدث عندما تصبح الغدة الدرقية غير قادرة على إفراز كمية كافية من الهرمون المعروف باسم الثيروكسين، ويعتبر هذا الهرمون له دوراً هاماً في العمليات الحيوية والنمو.

توجد الغدة الدرقية في الجزء الأمامي السفلي من الرقبة، وتعد من الأعضاء الهامة في الجسم، إذ تساعد على تنظيم أيض الجسم، والتحكم في عمل بعض عمليات التمثيل الغذائي مثل معدل ضربات القلب، والجهاز الهضمي، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، والوزن.

وعندما تفتقر الغدة الدرقية لإفراز كمية كافية من هرمون الثيروكسين، فإن ذلك يتسبب في إبطاء العمليات الحيوية ويؤثر بالسلب على الصحة، وتزداد احتمالية الإصابة بقصور الغدة الدرقية مع التقدم في العمر. وعلاوة على ذلك، يمكن أن يتطور بسبب عوامل وراثية أو بعض الأمراض الأخرى.

تشيع اضطرابات الغدة الدرقية أكثر بين النساء، ويترافق ذلك عادةً مع اضطرابات في الدورة الشهرية، والحالة النفسية مثل القلق، والاكتئاب.

أعراض خمول الغدة الدرقية

إن الخلل الوظيفي الذي يُصيب الغدة الدرقية يكون حالة من الاثنين، إما فرط نشاط الغدة الدرقية، أو خمول الغدة الدرقية.

وتشمل الأعراض النفسية للغدة الدرقية الآتي:

  • القلق النفسي.
  • الاكتئاب.
  • الوسواس القهري.
  • الشعور بالاضطراب.
  • سرعة الانفعال.
  • التوتر العصبي.
  • المزاج السيء.

وبما أنه يعنينا اليوم التعرف على أعراض مرض خمول الغدة الدرقية، فإنها تختلف من شخص لآخر؛ نظراً لاختلاف كميات النقص بهرمونات الغدة الدرقية، وفترة الإصابة، وعادةً ما تبدأ المشكلات في الظهور ببطء، لذلك قد لا تلاحظينها لسنوات.

وتشمل أعراض خمول الغدة الدرقية الآتي:

  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • تنميل وخدر في اليدين.
  • الإمساك؛ نتيجة خمول الأمعاء.
  • زيادة الوزن وصعوبة فقدانه.
  • آلام مستمرة في المفاصل والعضلات.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول عن المعدل الطبيعي.
  • عدم القدرة على تحمل البرد.
  •  تساقط الشعر.
  • جفاف الجلد وشحوبه.
  • تورم الوجه.
  • فرط النوم.
  • انتفاخ الجزء الأمامي من العنق.
  • دورة شهرية غزيرة أو غير منتظمة.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • خشونة الصوت.
  • تباطؤ ضربات القلب.
  • تكسر الأظافر بسهولة.
  • انخفاض في التركيز، ومشكلات في الذاكرة، والنسيان.
  • تشنج عضلي.

متى تجب رؤية الطبيب؟

عند الشعور بالتعب دون سبب، أو ظهور أعراض لخمول الغدة الدرقية.

ما الأسئلة التي يجب طرحها على الطبيب؟

إعداد قائمة من الأسئلة المناسبة سيساعدك في الاستفادة القصوى من وقتك مع الطبيب، ومن الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها فيما يخص خمول الغدة الدرقية ما يلي:

  • ما هي الأسباب الأرجح للأعراض التي أشعر بها؟
  • هل حالتي مؤقتة أم مزمنة في الغالب؟
  • أي الفحوصات سأحتاج إلى إجرائها؟
  • ما هي العلاجات المتوفرة؟
  • أعاني من ظروف صحية أخرى، كيف يمكنني إدارة هذه الظروف معاً؟
  • هل هناك أي قيود يجب عليّ اتباعها؟
  • هل يجب أن أراجع أخصائي تغذية؟
  • هل هناك أدوية بديلة من نفس نوعية الأدوية الموصوفة؟
  • هل هناك كتيبات يمكنني أخذها معي؟
  • ما المواقع إلكترونية التي تنصحني بها للتوعية؟

وإذا كان لديكِ أي استفسارات أخرى، أطرحيها على الطبيب لمناقشتها.

أسباب خمول الغدة الدرقية

أسباب خمول الغدة الدرقية

يمكن لقصور الغدة الدرقية أن يكون أولياً، وهو حالة تؤثر بشكل مباشر على الغدة الدرقية، وتؤدي إلى إنتاج مستويات منخفضة من هرمونات الغدة الدرقية، ويمكن أن يكون السبب ثانوياً، وهو فشل الغدة النخامية، مما يعني أنه لا يمكن إرسال الهرمون المحفز للغدة الدرقية، مما يؤدي إلى خلل في إفراز الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH).

وهناك العديد من الأمور التي تجعل خلايا الغدة الدرقية غير قادرة على إنتاج كميات كافية من هرمون الثيروكسين، ومنها ما يلي:

أمراض المناعة الذاتية

التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي، ويُعرف أيضاً بمرض هاشيموتو (Hashimoto’s disease)، وهو حالة مرضية تصيب الغدة الدرقية، ويعتبر مرضاً وراثياً، إذ يهاجم الجهاز المناعي خلايا الغدة الدرقية، معتبراً أنها أجساماً غريبة ومؤذية للجسم، مما يؤدي إلى إضعافها.

ويعد هذا المرض أكثر شيوعاً عند النساء أكثر من الرجال، ويمكن أن يبدأ التهاب الغدة الدرقية المناعي فجأةً، ويمكن أن يتطور ببطء على مدار سنوات.

استخدام بعض الأدوية

قد تقلل العديد من الأدوية من إنتاج هرمون الغدة الدرقية، وتشتمل هذه الأدوية على:

  • الليثيوم: والذي يُستخدم لعلاج بعض الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب ثنائي القطب.
  • الأدوية المستخدمة لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية (Anti-thyroid Medication).
  • اليود المشع: يُستخدم لعلاج بعض أمراض الغدة الدرقية، مثل نشاط الغدة الدرقية وأورام الغدة الحميدة وتضخم الغدة الدرقية. ومع ذلك، يمكن أن يتسبب العلاج باليود المشع في تلف الخلايا، مما يؤثر على وظيفة الغدة الدرقية ويؤدي إلى خمولها لدى المريض. لذلك، يجب المتابعة مع الطبيب المعالج لضبط جرعة اليود المشع ومراقبة الحالة الصحية.
  • دواء الأميودارون (Amiodarone): وهو أحد الأدوية المستخدمة لتنظيم ضربات القلب.
  • إنترلوكين 2 (Interleukin-2): المستخدم لعلاج بعض أنواع السرطانات.
  • ستافودين (Stavudine): المستخدم لعلاج حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV).
  • الإنتروفيرون ألفا (Interferon Alpha).

العلاج الإشعاعي

يمكن أن يؤثر الإشعاع المستخدم لعلاج سرطانات الرأس والرقبة على الغدة الدرقية، مما يسبب كسل الغدة الدرقية، وفقدان جزء من وظائفها أو فقدانها كاملة.

جراحة الغدة الدرقية

يلجأ الأطباء إلى استئصال الغدة الدرقية أو جزء منها جراحياً لعلاج بعض الأمراض، مثل الأورام السرطانية، ومرض جريفز (Graves disease).

 إذا تمت إزالة الغدة الدرقية بالكامل، فسوف يحتاج المريض إلى العلاج بهرمون الثيروكسين مدى الحياة، أما في حالة إزالة جزء فقط من الغدة الدرقية، فإن الجزء المتبقي في بعض الحالات قادر على إنتاج كميات كافية من الهرمونات. 

نقص اليود

الغدة الدرقية تعتمد بشكل كبير على اليود لإنتاج هرموناتها الأساسية، ويمكن الحصول على هذا العنصر الهام من مصادر غذائية متنوعة، مثل المأكولات البحرية، وأعشاب البحر، بالإضافة إلى النباتات التي تزدهر في تربة غنية باليود والملح المحتوي على اليود.

مع ذلك، يجب أن نكون حذرين من تناول كميات زائدة أو ناقصة من اليود، إذ يمكن أن يسبب نقص اليود الشديد خمول الغدة الدرقية، ويزيد من مضاعفات هذه الحالة لدى الأفراد المصابين بها. 

وإعادة النظر في تناول اليود من مصادر غذائية متنوعة، يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة الغدة الدرقية وضمان عملها بكفاءة.

خمول الغدة الدرقية الخلقي

يمكن أن يولد الأطفال دون الغدة الدرقية أو بجزء منها فقط، وقد تكون خارج مكانها، مسبباً خمول الغدة الدرقية.

اضطرابات الغدة النخامية

تُعرف الغدة النخامية سيدة الغدد؛ إذ تنتج هرمونات تؤثر على العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك الغدة الدرقية، فإن أُصيبت الغدة النخامية باضطراب معين، فيتأثر إفراز الغدة الدرقية لهرموناتها، مسبباً خمول الغدة الدرقية.

عوامل خطورة خمول الغدة الدرقية

يمكن أن يصاب أي شخص بخمول الغدة الدرقية، ولكن تزيد فرصة الإصابة في الحالات الآتية:

  • يصيب النساء أكثر من الرجال.
  • وجود مشكلة الغدة الدرقية من قبل، مثل تضخم الغدة الدرقية.
  • الخضوع لجراحة الغدة الدرقية.
  • تلقي علاجاً بالإشعاع على الرقبة أو أعلى الصدر.
  • لديكِ تاريخ عائلي للإصابة بمرض الغدة الدرقية.
  • الإصابة متلازمة تيرنر، وهو اضطراب جيني مزمن يؤثر في الإناث.
  • تعاني من فقر الدم الخبيث، إذ لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، لأنه لا يحتوي على ما يكفي من فيتامين B12.
  • الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل داء السكري من النوع الأول، أو الداء البطني، أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • الحمل والولادة خلال آخر 6 أشهر.
  •  الإصابة بمتلازمة شوغرن (Sjogren’s syndrome)، وهي حالة مرضية تسبب جفاف الفم والعينين.

مضاعفات خمول الغدة الدرقية

قد يؤدي خمول الغدة الدرقية إن لم يُعالج إلى مضاعفات ومنها ما يلي:

  • مشكلات القلب.
  • تضخم الغدة الدرقية.
  • إصابة الأعصاب مثل الإصابة بالاعتلال العصبي المحيطي.
  • اعتلال وظائف الكلى.
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • غيبوبة الوذمة المخاطية.
  • مشكلات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.
  • آلام المفاصل.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول.
  • العيوب الخَلقية.
  • السمنة.
  • العقم.
  • احتباس السوائل حول الرئتين.

تشخيص خمول الغدة الدرقية

تختلف أعراض قصور الغدة الدرقية من شخص لآخر، وغالباً ما تبدو مشابهة لأعراض مشكلات صحية أخرى، لذلك لا يُعتمد على الأعراض الظاهرة فحسب أثناء التشخيص، ويُعتمد عادةً على نتائج اختبارات الدم.

 تُجرى مجموعة من الإجراءات الطبية والتحاليل والتي تشمل:

  • معرفة تاريخ المريض الشخصي والعائلي.
  • الفحص السريري.
  • فحص مستويات هرمون الغدة الدرقية (T4)، والهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH).
  •  فحص الأجسام المضادة؛ للتحقق من وجود الأجسام المضادة في الدم بمستويات مرتفعة، والتي تدل على وجود مرض مناعي مثل مرض هاشيموتو، ومرض جريفز.
  •  فحوصات أخرى، مثل فحص مستوى الكوليسترول والحديد والكالسيوم في الدم؛ للكشف عن أي نقص في هذه المعادن بسبب قصور الغدة الدرقية.
  • الأشعة الصوتية؛ لاستبعاد وجود أورام أو تضخم في الغدة الدرقية.

بمجمله، تقوم هذه الاختبارات بتحديد ما إذا كانت الغدة الدرقية تعمل بشكل طبيعي أم لا، ومن ثم تشخيص حالة قصورها أو زيادة نشاطها.

علاج خمول الغدة الدرقية

علاج خمول الغدة الدرقية

يُعد قصور الغدة الدرقية من الأمراض المزمنة، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض وتخفيفها، وذلك من خلال تناول دواء الليفوثايروكسين (Euthyrox, Eltroxin)، وهو هرمون صناعي مماثل لهرمونات الغدة الدرقية، والذي يعمل على تعويض النقص الحاصل في هرمونات الغدة الدرقية ويعزز عمليات الأيض.

يحدد الطبيب الجرعة المناسبة بناءً على نتائج فحص الدم والأعراض، وفي الغالب يبدأ بجرعة منخفضة وتتزايد تدريجياً حتى يصل إلى المستوى المناسب.

بمجرد أن تبدأي العلاج، سوف يستغرق الأمر عدة أسابيع للشعور بالتحسُّن، ويجب مراقبة مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الدم باستمرار؛ وذلك لمتابعة الجرعة المتناولة صحيحة أو تحتاج إلى تغيير.

يمكن أن يسبب تناول الكثير من الليفوثيروكسين آثاراً جانبية مثل، مشكلات النوم، وزيادة الشهية، والشعور بالتعب، والارتعاش، وخفقان القلب. ولكن لا يسبب عادةً آثاراً جانبية عند استخدامه بالجرعة المناسبة، ويجب إخبار طبيبك عند تغيير العلامة التجارية للدواء، إذ قد تحتاج الجرعة إلى التغيير.

يُفضل تناول الليفوثيروكسين على معدة فارغة في نفس الوقت يومياً، وعادةً يؤخذ صباحاً، ويجب الانتظار لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة قبل تناول الطعام أو الأدوية الأخرى، وإذا تناولتِ الدواء في الليل، فيجب الانتظار لمدة لا تقل عن 4 ساعات بعد تناول آخر وجبة طعام رئيسية أو خفيفة. 

احرصي على عدم تفويت جرعات الدواء أو التوقف عن أخذه إذا شعرتي بالتحسُّن؛ لأنه يمكن الانتكاس وتفاقم أعراض قصور الغدة الدرقية ببطء مرة أخرى، وفي حال تفويت جرعة من ليفوثيروكسين، يُنصح بتناول قرصين في اليوم التالي.

توصيات غذائية للمصابين بخمول الغدة الدرقية

توصيات غذائية للمصابين بخمول الغدة الدرقية

يجب اتباع بعض النصائح اليومية أثناء علاج الغدة الدرقية؛ لتحسين الحالة الصحية.

  1. نظام غذائي متوازن

يحتاج الجسم إلى كميات كافية من اليود؛ لضمان عمل الغدة الدرقية بشكل صحيح.

هناك العديد من الأطعمة الغنية باليود بما في ذلك:

  •  الملح الغني باليود.
  •  منتجات الألبان، مثل الحليب واللبن والجبن.
  •  الأسماك والأطعمة البحرية.
  • الخضراوات الورقية الخضراء، مثل السبانخ، والكرنب، والكرفس.

بوجه عام، يجب أن يوفر النظام الغذائي المتوازن ما يكفي من اليود لمعظم الناس، ويجب الحرص على تناوله بشكل متوازن ومن مصادر متعددة، إذ تختلف الكميات الموصي بها من اليود حسب الفئة العمرية، والحالة الصحية للفرد.

  1. مراقبة تناول الصويا

شرب أو تناول الكثير من منتجات الصويا قد يقلل من وظائف الغدة الدرقية، خاصةً الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الغدة الدرقية، ولكن هناك الحاجة لمزيد من الدراسات لإثبات ذلك بشكل قاطع.

وتوجد الصويا في الأطعمة التالية:

  • الجبن النباتي.
  • منتجات اللحوم.
  • فول الصويا.
  • حليب الصويا.
  1. تنظيم تناول الألياف

تعتبر الألياف جزءاً حيوياً من نظامك الغذائي، ولكن قد تتداخل مع امتصاص الدواء، لذا تجنبي تناول الأدوية الخاصة بكِ في غضون عدة ساعات من تناول الأطعمة الغنية بالألياف.

ومع ذلك، لا ينبغي أن تتخلي عن استهلاك الألياف بالكامل، إذ تعتبر مهمة جداً لصحة الجهاز الهضمي.

  1. تجنبي تناول المكملات الغذائية مع أدوية الغدة الدرقية

إذا كنتِ تتناولين أدوية الغدة الدرقية مع مكملات أو أدوية أخرى، فحاولي تناولها في أوقات مختلفة، إذ يمكن أن تتداخل الأدوية الأخرى مع الامتصاص أو فاعلية دواء الغدة الدرقية.

الوزن المتوقع فقدانه بعد علاج خمول الغدة الدرقية

بمجرد علاج قصور الغدة الدرقية واستقرار مستويات الهرمونات عند المعدل الطبيعي، يمكنك أن تتوقع فقدان وزن طفيف، عادةً أقل من 10% من وزن الجسم.

علاج قصور الغدة الدرقية بالهرمون يمكن أن يعيد الوزن إلى ما كان عليه قبل الإصابة بقصور الدرقية، وإذا عولجت جميع الأعراض باستثناء اكتساب الوزن، فمن غير المرجح أن تكون الزيادة في الوزن بسبب الغدة الدرقية فقط.

وبعد عودة مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى النطاق الطبيعي، تكون القدرة على اكتساب أو فقدان الوزن هي نفسها كما في الأشخاص الذين ليس لديهم مشكلات في الغدة الدرقية.

هل تؤثر حبوب منع الحمل على الغدة الدرقية؟

عندما تتناولين حبوب منع الحمل، يمكن أن يؤثر هرمون الاستروجين والبروجسترون داخل الحبوب على البروتينات المرتبطة بالغدة الدرقية.

إذا كنتِ تُعانين من قصور الغدة الدرقية، فإن زيادة جرعة الأدوية الخاصة بك يمكن أن تكون ضرورية أثناء استخدام حبوب منع الحمل، وعليكِ خفض الجرعة بمجرد توقف استخدام حبوب منع الحمل. هذا يعني أنه يجب الاهتمام بتنظيم الجرعات الخاصة بكِ، ومراقبة حالتكِ الصحية بشكل دوري؛ وذلك للحفاظ على صحتك العامة وتفادي أي مضاعفات محتملة.

خمول الغدة الدرقية والاكتئاب

على الرغم من أن الاكتئاب وقصور الغدة الدرقية حالتان منفصلتان، إلا أن الاكتئاب يمكن أن يكون في بعض الأحيان عرضاً لقصور الغدة الدرقية.

ولمساعدة الطبيب في تحديد ما إذا كان الاكتئاب الذي تعانين منه، ناتجاً عن خمول الغدة الدرقية، فيجب إجراء فحوصات لاضطرابات الدرقية. إذ يتوجه المرضى في بعض الأحيان للعلاج النفسي فقط، فيبقى السبب الرئيسي بدون تشخيص؛ مما يؤدي غالباً إلى استمرار الاكتئاب لفترة أطول.

ويسبب خمول الغدة الدرقية الاكتئاب لعدة أسباب، بما في ذلك الشعور بالكسل، والتعب، وزيادة الوزن، والتي يمكن أن تؤثر على نفسية المريض، وتجعله أكثر عرضة للاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب في تغيرات الهرمونات المسؤولة عن المزاج.

نصائح للتعايش مع خمول الغدة الدرقية

في حال إن كنتِ تتلقين علاجاً لقصور الغدة الدرقية، فقد تواجهين مشكلات طويلة الأمد أو مضاعفات ناتجة عن هذه الحالة، ولكن يمكن تقليل تأثيرها على حياتك، باتباع بعض الإجراءات ومنها ما يلي:

  1. راقبي الحالات الصحية الأخرى

يوجد ارتباط بين أمراض المناعة الذاتية الأخرى وقصور الغدة الدرقية، وغالباً ما يرتبط خمول الغدة الدرقية مع:

  • الذئبة.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • الاضطرابات التي تصيب الغدة الكظرية.
  • مشكلات الغدة النخامية.
  1. تطوير استراتيجيات التأقلم مع التعب

على الرغم من تناولك الأدوية، قد تشعرين بالتعب من حين لآخر، ولمساعدتك في التعامل مع مستويات الطاقة المنخفضة، من المهم أن:

  • تحصلي على نوم جيد وكافِ كل ليلة.
  • تتناولين نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات.
  • استخدام آليات لتخفيف التوتر، مثل اليوغا والتأمل.
  1. تحدثي عن الحالة الصحية

يمكن أن يكون وجود حالة صحية مزمنة صعباً، خاصةً إذا كنت مصاحبة لمشاكل صحية أخرى، ونظراً لأن خمول الغدة الدرقية يمكن أن يسبب الاكتئاب والتعب، فيمكن البحث عن أشخاص تستطيعين مشاركة مشاعرك وتجاربك معهم بصراحة، ويمكن أن يكونوا:

  • مستشاراً نفسياً.
  • صديقاً مقرباً.
  • أحد أفراد العائلة.
  • مجموعات الدعم، والتي تساعدكِ على التواصل مع أشخاص يفهمون بالضبط ما تشعرين به، مع تقديم يد المساعدة.

في الختام عزيزتي، لا تتردي في مراجعة طبيبك إذا شعرت بأعراض خمول الغدة الدرقية، فمن الأفضل التشخيص المبكر وأخذ العلاج المناسب، فالصحة أغلى ما نملك.

الأسئلة الشائعة حول خمول الغدة الدرقية

هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية بدون دواء؟

لا، بل يجب تناول العلاج الدوائي الموصوف من قِبل الطبيب المعالج، ولكن التغييرات في نمط الحياة يمكن أن يساعد في تحسين الحالة وتقليل الأعراض المصاحبة لخمول الغدة الدرقية.

هل قصور الغدة الدرقية يرفع الكوليسترول؟

نعم، ارتفاع هرمون الغدة النخامية المصاحب لخمول الغدة الدرقية، يؤدي إلى ارتفاع معدلات الكوليسترول في الجسم، مما يتسبب في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لذلك ينبغي تشخيص وعلاج قصور الغدة الدرقية بشكل صحيح.

هل الحزن يؤثر على هرمون الغدة الدرقية؟

 يؤثر الحزن والتوتر النفسي على إنتاج وإفراز هرمون الغدة الدرقية، فعندما تحزنين يُفرَز الكورتيزول من الغدة الكظرية، والذي يمكن أن يؤثر على إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ولكن يجب الإشارة إلى أن الحزن والتوتر لا يسببان بمفردهما اضطرابات الغدة الدرقية، بل قد يزيدان من حدة الأعراض.

هل خمول الغدة الدرقية يسبب نقص الوزن؟

لا يسبب خمول الغدة الدرقية نقص الوزن، ولكن يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن في بعض الحالات، إذ تعمل الغدة الدرقية على إفراز الهرمونات التي تنظم سرعة حرق السعرات الحرارية، وعندما تكون غير نشطة بشكل كافٍ، يمكن أن يتباطأ معدل الأيض، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم وزيادة الوزن رغم فقدان الشهية في بعض الأحيان.

كم يستغرق علاج خمول الغدة الدرقية؟

يختلف علاج خمول الغدة الدرقية من شخص لآخر، ويعتمد على عوامل عديدة، ولكن غالباً يستغرق العلاج مدة 6 أشهر بانتظام، حتى تتحسن حالة المريض وتستقر مستويات الهرمونات.

المصادر:

clevelandclinic

niddk

webmd

قد يهمكِ أيضاً:

الرؤوس السوداء – الأسباب والعلاج

تمارين لمعالجة غازات البطن

علاجات طبيعية لرائحة العرق