أيقظتكِ الليلة همسات التفكير الزائد مرة أخرى! وقفتِ في الظلام تحت النجوم تتأرجحين بين السكون والهياج، مثل أفكارك الدائرة في دوامة الليل، فالعالم في نوم عميق، لكنكِ يا صاحبة القلب الحائر والعقل المتأمل غير قادرة على الانغماس في بحر النسيان.
هناك، بين أغطية الفراش الدافئة ووسادتكِ المنتظرة، تتكئين وتتوسلين للهدوء أن يسيطر على عقلكِ المشغول، لكن ها هي الأفكار تتدفق مثل نهر لا ينضب، تتسلل إلى حدائق وجدانكِ، وتملأ أذنيكِ بصدى لا ينقطع.
هل يمكنكِ التخلص من هذا التفكير الزائد؟ هل هذا التفكير الزائد مرض نفسي يجب عليكِ القلق بشأنه؟ وكيف يمكنكِ التعامل مع التفكير الزائد والوسواس والأفكار السلبية؟
عزيزتي، إذا كنتِ تعانين من التفكير الزائد وتلك الأسئلة تحوم حول عقلكِ، فأدعوكِ لمواصلة القراءة في هذا المقال، فسوف نتعمق في معرفة مفهوم التفكير الزائد ونكشف عن حلول تساعدكِ على التعامل معه.
ستجدين في هذا المقال
مفهوم التفكير الزائد
التفكير الزائد هو عبارة عن تكرار وتضخيم الأفكار والتفكير فيها بإفراط واستمرار لفترات طويلة، سواء كانت هذه الأفكار متعلقة بأحداثٍ سابقة أو قلق مستقبلي.
قد تكون هذه الأفكار غير منطقية أو من منظور غير واقعي، وقد تكون الأفكار المتكررة والمبالغ فيها مرتبطة بأحداث سابقة مؤلمة أو مشكلات حالية أو مخاوف مستقبلية.
بالتأكيد، الكثير منا يفكر بشكل زائد إلى حدٍ ما. كوننا آباء أو أبناءً أو موظفين أو رجال أعمال، فإن القلق بشأن الأمور مرتبطٌ بالاهتمام بأحبائنا وبأداء عمل جيد.
ومع ذلك، يميل الأشخاص الذين يعانون حقاً من التفكير الزائد إلى أن يكونوا محللين، إذ يُعيدون مراجعة الأحداث التي وقعت بالفعل. وفي الغالب، يكون القلق العادي مرتبطاً بالمستقبل، مثل هل يمكنني الوفاء بالموعد النهائي؟ هل يمكنني العثور على شقة سكنية جميلة لأمي؟
غالباً ما يساعدنا قلقنا على التقدم؛ إذ نعمل على وضع خطط للتخفيف من هذه المخاوف، ولكن يصعب على الأشخاص الذين يعانون من التفكير الزائد إيقاف تدفق الأفكار المتسارعة والتحكم فيها، مما يؤدي إلى إرهاق عقلي وعاطفي، وقد يشعرون بعدم القدرة على اتخاذ قرارات بسبب تحليل الوضع من كل الزوايا الممكنة والتفكير في النتائج المحتملة بإفراط.
أعراض التفكير الزائد
إذا كنتِ حقاً بحاجة إلى تعلم كيفية التوقف عن الإفراط في التفكير، فلنلقِ نظرة على بعض أعراض التفكير الزائد:
- القلق بشأن المستقبل
تتوقعي أحداث كارثية غير محتملة لم تحدث بعد، مما يمنعكِ من الاستمتاع بالحاضر.
- التفكير المتكرر في الماضي
تلومين نفسك على ما “كان ينبغي أن يكون” و”ما كان يمكن أن يكون”، وتعجزين عن التخلص من الماضي والمضي قدماً.
- القلق بشأن رأي الآخرين
إذا كنتِ تعيدين تشغيل كل تفاعل وموقف اجتماعي في ذهنك، فقد يكون القلق الاجتماعي هو السبب وراء التفكير الزائد.
- تراكم السلبية في ذهنك
انتبهي إلى الحوار الداخلي الذي يدور في رأسك، الحديث السلبي للنفس هو أحد أعراض التفكير المفرط.
- تعاني من شلل التحليل
إذا كنتِ تعيدين التفكير في جميع الخيارات في ذهنك، فقد تخافين جداً من اتخاذ إجراء خاطئ، لدرجة أنكِ لا تتخذين قراراً على الإطلاق.
- الشعور بالاكتئاب أو التوتر
يمكن أن يزيد التفكير المفرط من أعراض الاكتئاب، ويرفع مستويات التوتر الخاصة بكِ ويعكر صفو حُكمِك.
- الشعور بالضعف
إن كنتِ تشعرين بأن الكون يتآمر ضدكِ، ويبدو لكِ أن كل ما تقومين به ينقلب ضدكِ، فإن هذه أحد الفِخاخ التي يضعها التفكير الزائد.
غالبًا ما يؤدي التفكير المفرط إلى زيادة المشكلات بدلاً من حلها، وخاصةً عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار صعب، فعندما تضطرين لتحليل كل التفاصيل، وتستنفذين نفسك في الاستدلالات والاحتمالات المختلفة، قد يكون النتيجة أن تصبحي أكثر تشتتاً وتعقيداً.
وتذكرِ أن اتخاذ قرار خاطئ أفضل من عدم اتخاذ قرار على الإطلاق، إذ يمكنكِ التعلم من الفشل، ولكن لا يمكنكِ التعلم من عدم القيام بأي شيء. التجربة والتعلم من الأخطاء هي جزء طبيعي من الحياة، لا تُخفي عن نفسك الفرصة للنمو والتطور بسبب الخوف من اتخاذ قرار خاطئ، قد تكون المخاطرة ببعض الأحيان هي ما يحتاجه عقلكِ للتعلم والتقدم.
هل التفكير الزائد مرض نفسي؟
لا يُعد التفكير الزائد مرضاً نفسياً، ولكن عرضاً لبعض الاضطرابات النفسية والعقلية، والتي قد تشمل ما يلي:
- اضطراب ما بعد الصدمة: يمكن أن تتكرر في ذهنك أحداث مؤلمة وتعيشين معها بشكل متكرر، كما يمكن أن يكون لديكِ رهاب الخلاء، إذ تشعرين بالقلق المفرط والخوف من البقاء وحيدة أو من الأماكن الخالية من الناس.
- اضطراب الهلع: تشعرين بنوبات مفاجئة من الخوف الشديد والقلق دون سبب واضح.
- الخرس الانتقائي: يشعر الشخص بصعوبة في التحدث أو الإجابة في بعض المواقف الاجتماعية، على الرغم من قدرته على التحدث بشكل طبيعي في المواقف الأخرى.
- اضطراب قلق الانفصال: تعانين بالقلق المفرط والخوف من الانفصال عن الشخص أو الأشخاص المقربين، وتصاحبها أعراض جسدية وعاطفية مثل القلق والارتباك.
- الرهاب الاجتماعي: حالة يشعر فيها الشخص بالقلق والرهبة الشديدة في المواقف الاجتماعية، مثل التحدث أمام الجمهور أو التعامل مع الناس، ويعاني من مخاوف مفرطة من التعرض للانتقاد أو الإحراج.
التعرف على أنماط التفكير الضارة
عندما نفكر بشكل مفرط، غالباً ما نصبح أكثر قلقاً، ويعود ذلك إلى وجود أخطاء في التفكير تسمى أخطاء معرفية، وهي عبارة عن أخطاء في التفكير المنطقي. إليكِ بعض الأمثلة على هذه الأخطاء الشائعة.
- التهويل
هذا عندما تتخيلين أسوأ سيناريو ممكن كنتيجة للموقف الذي تشعرين بالقلق منه، وعندما نكون مشغولين في التفكير الزائد، نميل إلى الانتقال مباشرةً إلى هذا السيناريو الكارثي ونتوقع بشكل غير حقيقي حدوثه.
- التعميم الزائد
يحدث هذا عندما نواجه تعثراً أو فشلاً، ونُعمم هذا الحدث على جميع الحالات، قد نفترض بشكل خاطئ أن الأمور كانت وستظل تسوء دائماً بالنسبة لنا.
بينما يميل القلق إلى التوجه نحو المستقبل بشكل أكبر، فقد تواجهين صعوبة أيضاً في التفكير المفرط بشأن الماضي.
- التوهم العقلي
هذا عندما تعتقدين بشكل غير واقعي أنكِ غير كافية أو أنكِ ستفشلين في المواقف المهمة، يمكن أن تتوقعي أن تحدث أسوأ الأمور وتشعرِ بعدم الاستحقاق، حتى عندما لا يكون هناك أي دليل على ذلك.
- التكبير والتضخيم
هذا عندما تكبرِ وتضخمِ السلبيات والمخاطر، وتقللِ من الإيجابيات والفرص المتاحة، قد تشعرِ بالقلق بشأن تبعات صغيرة أو تفاصيل غير مهمة وتجعلينها تبدو أكبر وأكثر تأثيراً مما هي عليه في الواقع.
- التفكير الأحادي
هذا عندما تركزِ فقط على الأمور السلبية وتتجاهلِ الأدلة أو الأفكار الإيجابية، وقد تركزِ على الأخطاء الصغيرة أو الأشياء التي لم تكن بالشكل المطلوب، وتتجاهلِ النجاحات والتقدم الذي تحققينه.
متى يجب زيارة الطبيب
يُنصح بالاستعانة بمساعدة متخصص في الصحة النفسية في الحالات التالية:
- إذا كانت أفكارك مُتسلطة أو تسبب لكِ الكثير من الضيق.
- إذا كان ميلك للتأمل يعيق قدرتك على الوظائف اليومية، إذ يساعدكِ العلاج في تمييز القلق الإنتاجي والغير إنتاجي.
- إذا كنتِ تعانين من أفكار تؤدي إلى الإيذاء الذاتي بأي شكل من الأشكال، فيجب عليكِ الاتصال بطبيبك أو معالجك على الفور.
أضرار التفكير الزائد
التفكير الزائد ليس مجرد إزعاج، بل يمكن أن يؤثر سلباً على رفاهيتك جدياً، إذ قد يزيد التفكير المستمر في نقاط ضعفك وأخطائك ومشاكلك ، أو حتى التفكير في نفس الأفكار من خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية النفسية، وفقاً للبحوث التي أجريت في عام 2021.
ومع تراجع صحتك العقلية، يزداد توجهك نحو التفكير باستمرار، مما يؤدي إلى دورة مفرغة صعبة الكسر.
تشير الدراسات أيضاً إلى أن التفكير الزائد يؤدي إلى توتر عاطفي شديد، وللهروب من هذا التوتر، يلجأ العديد من المفكرين المفرطين إلى استراتيجيات تكيّف غير صحية، مثل تناول الكحول أو الطعام.
يجب أن تتعاملِ مع التفكير الزائد بطرق صحية وطلب المساعدة إذا كانت تأثيراته سلبية على صحتك العقلية والجسدية، ومن هذه التأثيرات ما يلي:
- زيادة في مستويات الإجهاد مما يؤثر على النظام العصبي والهرمونات، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- يمكن أن يؤدي التفكير الزائد إلى انخفاض في قوة جهاز المناعة، مما يجعلكِ أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى.
- عند الإفراط في التفكير، يميل الجسم إلى التوتر وشد العضلات، مما يؤدي إلى آلام العضلات والألم الجسدي.
- لا يمكنكِ النوم إلا عندما يتوقف عقلكِ عن العمل، إذ تجدِ أن الانغماس في التفكير والقلق يؤدي إلى نقص في ساعات النوم وجودة النوم السيئة، مما يسبب الأرق، وبالتالي يؤثر على صحة الجسم وقدرته على التعافي.
- يمكن أن يسبب مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان واضطرابات المعدة والتهاب القولون العصبي.
10 نصائح لعلاج التفكير الزائد
امنحي نفسكِ بضع لحظاتٍ هادئة، قبل الدخول في دوامة التفكير، فإذا تمكنتِ من تغيير نهجك والتركيز على الأمور الأساسية والثقة بقدراتك، فقد تجدين أن التفكير الزائد يتلاشى وتستطيعين اتخاذ القرارات بثقة وسهولة أكبر.
القلق والتفكير المفرط هما جزء من تجربة الإنسان، ولكن عندما يُتركان دون رقابة، يمكن أن يؤثرا سلباً على رفاهيتك.
إذاً، ماذا يجب أن يفعل الشخص الذي يفكر بإفراط؟ هذه النصائح يمكن أن تساعدكِ على التحرك في الاتجاه الصحيح، ومنها ما يلي:
- انسَحِبي للوراء وانظُري كيف تتفاعلين مع أفكارك
الطريقة التي تتفاعلِ بها مع أفكارك يمكن أن تُبقيكِ في دوامة التفكير المتكرر، ويمكن أن يؤدي التفكير الزائد في كثير من الأحيان إلى تداعيات سلبية على الصحة العقلية للفرد.
في المرة القادمة التي تجدين نفسك تُكرري الأفكار في ذهنك باستمرار، انتبهي إلى كيف يؤثر ذلك على مزاجك. هل تشعرين بالاستياء والقلق، أو الشعور بالذنب؟ وما هي العاطفة الأساسية وراء أفكارك؟ أن يكون لديكِ الوعي بالذات أمرٌ حاسمٌ لتغيير نظرتكِ العقلية.
اعترافكِ بأن التفكير المفرط غير منتج يمكن أن تكون خطوة هامة نحو تحويل الانتباه والطاقة إلى أشياء أكثر إيجابية، وقد يساعدكِ التركيز على هذا الاعتراف على تخفيف القلق والضغط العقلي الزائد.
- ابحثي عن تشتيت الانتباه
يمكنكِ إيقاف التفكير الزائد عن طريق الانخراط في نشاط تستمتعين به، وهذا يظهر بشكل مختلف لكل شخص، ولكن بعض الأفكار تشمل:
- تعلّم مهارات جديدة في المطبخ من خلال تجربة وصفة جديدة.
- الذهاب إلى صف التمرين المفضل لديكِ.
- اعتناق هواية جديدة مثل الرسم.
- المشاركة في التطوع مع منظمة محلية.
تذكري أن اختيار النشاط الذي يناسبكِ يعتمد على اهتماماتك وشغفك الشخصي. استمتعي بالتجربة واستفيدي من الوقت الذي تقضينه في هذه الأنشطة كوسيلة للتشتيت وتحسين صحتك العقلية.
- تحدي الأفكار السلبية الخاصة بكِ
قد تعتقدين أن مديرك يكرهك أو أنكِ لن تصلي إلى أهدافك الرياضية. ولكن بدلاً من السماح لتلك الأفكار السلبية بالسيطرة، قومي بتحديها وإعادة صياغتها بأفكار إيجابية وممكنة.
اسألي نفسك إن كانت تلك الفكرة مفيدة، وما هي الأدلة التي تثبت صحة فكرتي السلبية؟ هل هناك احتمال بديل؟ الهدف من هذه الأسئلة هو محاولة الحصول على وجهة نظر أكثر توازناً.
ثم يمكنك تحليل الأدلة المتاحة والتفكير في إمكانية وجود طرق أخرى لتفسير الأمور، حاولي أن تتبني منظوراً أكثر توازناً وإيجابية تجاه الأفكار السلبية، وبالتالي إعادة هيكلة طريقة تفكيرك لتكون أكثر تحفيزاً.
- ممارسة التأمل
جربي ممارسة التأمل بانتظام وستشعرين بالفوائد التي يمكن أن توفرها في تهدئة العقل وتحسين الوضوح والسكينة الداخلية، جلسة التأمل بسيطة ويمكن أن تتم على النحو التالي:
- اجلسي في مكان هادئ ومريح.
- أغلقي عينيك واسترخي.
- ركّزي على التنفس العميق والمنتظم.
- لاحظي تدفق الهواء الذي يدخل ويخرج من جسدك.
- عندما تشعرين بأن ذهنك يبدأ في التشتت، قومي بتوجيه انتباهك بلطف إلى نقطة التركيز مرة أخرى.
- استمري في التأمل لمدة 5 دقائق أو أكثر إذا كنتِ تشعرين بالراحة.
هذا التمرين البسيط يمكن أن يساعدكِ على تهدئة العقل وتحسين التركيز والانتباه، وتخفيف القلق والتفكير الزائد. تطوير عملية التأمل اليومية هو طريقة مدعومة بالأدلة؛ لمساعدتك في تنقية عقلك من الضجيج العصبي من خلال توجيه انتباهك.
- تأملي الآفاق البعيدة
كيف ستؤثر جميع المشكلات التي تدور في ذهنك عليكِ بعد 5 أو 10 سنوات؟ هل سيهتم أحد حقاً بأنك اشتريتِ مأكولات جاهزة للحفل الجماعي بدلاً من صنع وجبة بنفسك؟
هل سيتذكر أحد هذه التفاصيل الصغيرة ويعتبرها مسألة هامة على المدى الطويل؟ بالتأكيد لا، إذاً لا تسمحي للمشكلات الصغيرة أن تتحول إلى عقبات كبيرة، فلا تدعي المسائل الثانوية تتحول إلى عقبات تحجب طريقك نحو التقدم والسعادة
عندما تجدِ نفسك تتعثرِ في التفاصيل الصغيرة والمشكلات التافهة، حاولي أن ترفعي نظرتك وتُركزي على المنظور الشامل، قد يساعدكِ ذلك على الحفاظ على التوازن وعدم إضاعة طاقتك ووقتك في أمور غير ذات أهمية حقيقية.
استرخي وتذكري أن الأمور الصغيرة لا تستحق القلق الزائد والتوتر الذي قد تسببه، حددي أولوياتك وركزي على المسائل الأكثر أهمية وتأثيراً في حياتك. من خلال الانتباه للأهداف الكبيرة وتحقيقها، ستجدين أن المشاكل الصغيرة تختفي تدريجياً وتصغر أمامك.
- خذي نَفساً عميقاً
أغلقي عينيك وتنفسي بعمق، جربي ذلك التمرين البسيط؛ ليساعدك على الاسترخاء من خلال التركيز على التنفس، من خلال تطبيق الخطوات التالية:
- ابحثي عن مكان مريح للجلوس ودعي عنقك وكتفيك يسترخيان.
- ضعي يدك الواحدة فوق قلبك والأخرى على بطنك.
- استنشقي وأخرجي الهواء من خلال أنفك، وانتبهي إلى كيفية حركة صدرك ومعدتك أثناء التنفس.
- جربي ممارسة هذا التمرين 3 مرات في اليوم لمدة 5 دقائق، أو عندما تشعرين بتسارع الأفكار.
- خذي نفساً عميقاً وتذكري أن طريقة التنفس العميقة يمكن أن تساعدك في تهدئة ذهنك وتخفيف التوتر والتوجه نحو الاسترخاء.
- تعاملي مع مصادر الضغوط بشكل منظم
بدلاً من الشعور بالاضطراب والضغوط الزائدة، حاولي تقسيم مصادر الضغط إلى أجزاء قابلة للإدارة والتعامل معها تدريجياً.
يمكنكِ تحليل المهمة أو التحدي إلى مكونات فرعية، ووضع خطة عمل محددة لكل جزء، ثم التركيز على إنجاز الخطوات اللازمة والتقدم تدريجياً، ستشعرين بالتحسن والثقة بنفسك عندما تري تقدمك في التعامل مع تلك المصادر المحددة للضغط.
تأكدِ من وضع خطة واضحة ومنظمة، ومتابعة التنفيذ بالترتيب؛ للتأكد من التعامل الفعال مع مصادر الضغط.
- استمتعي بالطبيعة
بغض النظر عن موقعكِ، يمكن أن يكون الهواء النقي مفيداً لعقلك، إذا كنتِ قادرة على الخروج في الطبيعة، فذلك أفضل.
تشير الدراسات إلى أن القيام بنزهة لمدة 90 دقيقة في بيئة طبيعية يمكن أن يقلل من الانحياز نحو التفكير المتكرر؛ وتعود هذه النتيجة في الغالب إلى انعدام الضوضاء والانشغالات في البيئات الطبيعية، وقدرة بعض الأشخاص على تهدئة أفكارهم السلبية وتقدير الجمال الطبيعي من حولهم.
- استعدّي للنوم
من المفيد تخصيص وقت مخصص للاسترخاء والاستعداد للنوم، ويتضمن الاهتمام بصحة النوم اتباع عادات وروتين، حينها يعلم جسمك أن الوقت قد حان للراحة والاسترخاء.
هناك بعض الأمور التي يمكن أن تساعد في تحقيق ذلك، مثل تجنب الأنشطة المحفزة قبل النوم، وتناول الطعام الثقيل أو مشاهدة الشاشات الساطعة.
وبدلاً من ذلك، يمكن اعتماد نشاطات هادئة مثل الاسترخاء، وقراءة كتاب مهدئ، أو ممارسة تقنيات التنفس العميق. بتلك الطريقة، يمكن أن تسترخي ويعلن جسدك بأن الوقت قد حان للانتقال إلى حالة النوم والاستعداد لقضاء ليلة هادئة ومريحة.
- تذكري إنجازاتك
إن كنتِ تشعرين بالضعف أو الاستضعاف، فقد يكون من الضروري أن تتوقفي للحظة، وتعيدي النظر في جميع الإنجازات الرائعة التي قمتِ بها في حياتكِ، لا تستهيني بقوتكِ وقدرتكِ على التغلب على التحديات، قد تكون العقبات التي تواجهيها مؤقتة وسوف يمكنكِ تخطيها بنجاح.
نصائح لتحقيق السلام الداخلي
يسعى الجميع لتحقيق السلام الداخلي في الحياة، فهو الحالة التي تتيح لنا الشعور بالهدوء والراحة في أعماقنا، وتساعدنا على التعامل بفاعلية مع التحديات والضغوط اليومية. ولكن أحياناً، قد نشعر أنه من الصعب تحقيق السلام الداخلي في ظل الالتزامات والمتطلبات المتعددة التي نواجهها.
لذا، نقدم لكِ بعض النصائح الودية التي يمكن أن تساعدكِ في تحقيق السلام الداخلي، ومنها ما يلي:
- ممارسة تقنيات الانتباه الحاضر، مثل التأمل والتنفس العميق والانتباه إلى الحواس الخمسة.
- تحدي الأفكار السلبية وإعادة صياغتها بطريقة إيجابية.
- الاشتراك في أنشطة تغذي عقلك وجسدك، مثل ممارسة التمارين الرياضية وتناول طعام صحي والاسترخاء.
- تحديد المؤثرات المشتركة التي قد تؤدي إلى التفكير المفرط ووضع خطة للتعامل معها.
- وضع وقتاً في كل يوم لأنشطة العناية بالنفس مثل كتابة اليوميات، والقراءة، والاستماع إلى الموسيقى وما إلى ذلك.
- ممارسة قبول الذات والتسامح مع النفس.
- ممارسة الحديث الذاتي الإيجابي، والاعتراف عندما تكون لديكِ أفكار غير واقعية ولا معقولة.
- تحديد أهداف قابلة للتحقيق والتحفيز.
- قضاء وقت مع الأصدقاء والعائلة الذين يدعمونكِ ويساعدونكِ على البقاء إيجابياً.
- تجنب اتخاذ الافتراضات أو الانتقال إلى استنتاجات سريعة.
- أخذ استراحات من النشاط الذي يسبب لكِ التوتر أو القلق.
- البحث عن الدعم المهني إذا لزم الأمر، مثل الاستشارة أو العلاج عبر الإنترنت.
- التركيز على ما يسعدنا ويمتعنا في الحياة.
تذكرِ أنه لا يوجد طريق واحد يناسب الجميع لتحقيق السلام الداخلي، فاختاري النصائح التي تناسبك وتناسب حالتك الشخصية، وقد يستغرق الأمر وقتاً وتحملاً لتحقيق التغيير، لذا كوني صبورة مع نفسك أثناء رحلتك نحو السلام الداخلي.
في الختام عزيزتي، استكشفنا معاً في هذا المقال أعمق أروقة الفكر، ومررنا بكل زاوية من زوايا التفكير المرهقة، كنا كالبحارة الذين يتجولون في البحر العميق، يتحدون الأمواج العاتية، بحثاً عن الهدوء والسلام، وعلاج التفكير الزائد.
وإن كانت الرحلة صعبة ومليئة بالتحديات، فإن الأمل يبقى مشعاً كنجم في السماء الداكنة، وتذكرِ دائماً أنكِ لستِ وحدكِ في هذا السفر، فنحن جميعاً نعبر نفس البحر، كلٌ منا في قاربه الخاص.
وفي النهاية، سيكون هناك دوماً شروق ينتظرنا بعد الليل الطويل، وكل الأمواج التي تهاجم بقوة صخور الشاطئ، ستساهم في خلق لحن هادئ يفتح الباب أمام الراحة والسكون.
الأسئلة الشائعة حول التفكير الزائد
هل التفكير الزائد يؤدي الى الجنون؟
لا يؤدي التفكير الزائد إلى الجنون في حد ذاته، لكن يمكن أن تزيد المشكلات الحياتية والأفكار السلبية من احتمالية تأثر الصحة العقلية، وزيادة المشكلات مثل القلق والاكتئاب.
ما سبب عدم توقف العقل عن التفكير؟
يمكن أن يكون ذلك نتيجة لعدة أسباب ومنها اضطرابات القلق والتوتر الشديد، واضطراب ADHD، واضطراب الوسواس القهري (OCD)، وتجارب الصدمات النفسية في الماضي ووجود مشاكل صحة عقلية أخرى، لذا يجب استشارة المتخصصين في الصحة النفسية للحصول على المساعدة.
المصادر:
مقال جميل دكتورة ناهد ومعلومات قيمة منتظرين كتابات أكثر وموضوعات أخري شيقة 🌹