فقدان الشهية العصبي، ما الحل!

قبل التكلم بتفصيل عن مفهوم  فقدان الشهية العصبي، اعلمي أن ليس كل جسد نحيف هو بالضرورة مصاب بفقدان الشهية، فلا داعي للقلق إن كنتِ نحيفة.

الجميع هذه الأيام يتابع عارضات الأزياء ويتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن طرق للحصول على قوام نحيل وممشوق، وأصبحت لدى عارضات الأزياء وخاصة الكوريات منهن ملايين المتابعات، وكل ذلك بسبب أجسادهن النحيفة، لكن دعيني أخبرك سراً يا عزيزتي، إن أغلب هؤلاء العارضات يعانون من مرض فقدان الشهية العصابي أي أنهن بخطر!

لكن كيف من الممكن أن تكون النحافة تدل على مرض ونحن نرى آلاف من الدعايات يومياً من حميات وأدوية للحصول على جسم نحيف؟ وفي الوقت نفسه نادراً ما نجد هذا الاهتمام ينصب على موضوع اكتساب الوزن؟!

قد تلتقين عزيزتي القارئة بفتاة نحيلة، وبالرغم من ذلك هي مقتنعة أنها تمتلك وزناً زائداً، ومن هنا تبدأ الشكوك بأنها غالباً مصابة بمرض فقدان الشهية العصابي.

فقدان الشهية العصبي

بداية هو نوع من الاضطرابات النفسية الذي أساسه عدم الاقتناع بشكل الجسم، وبالتالي اللجوء إلى فقدان الوزن بشكل غير طبيعي وبطرق غير صحية، وستجدين المصابين بفقدان الشهية العصابي يلجؤون إلى تحديد كمية الطعام التي يتناولونها بشكل قاسٍ على شكل حميات غذائية جداً صعبة وعلى الرغم من تسميته فهو غير مرتبط بالطعام بقدر ارتباطه بقناعات الفرد الغذائية.

أعراض فقدان الشهية العصبي

أعراض سلوكية

مثل عدم الرغبة بتناول أي طعام أو التظاهر بعدم الجوع وفقدان الشهية، ممارسة التمارين الرياضية بشكل مبالغ فيه، اتباع حميات تحوي كميات منخفضة جداً من الكاربوهيدرات، وسترين مريض هذه الظاهرة يقوم بقياس وزنه بشكل متكرر يومياً ويتفحص شكل جسمه مراراً أمام المرآة، بالإضافة للظاهرة المشهورة ظاهرة التقيؤ المتعمد.

أعراض جسدية

نتيجة عدم حصول الجسم على العناصر الغذائية التي يحتاجها من الفيتامينات والأملاح والمعادن والبروتينات فالأعراض الجسدية تتمثل ب: النحافة الشديدة، الإرهاق، التعب من أبسط الأعمال اليومية، وتحاليل دم غير طبيعية، تساقط الشعر، اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والتوتر نتيجة شكل الجسم بالإضافة إلى ضعف في العظام والمفاصل، مشاكل هرمونية مثل انقطاع الطمث لدى النساء، اضطرابات هضمية، حدوث تورمات وكدمات في انحاء الجسم، وضعف في ضربات القلب والدورة الدموية.

فإذا شعرتِ بأنك مصابة بعدد من الأعراض السابقة لا تهلعي ولكن استشيري طبيبك المختص. 

وعلى الرغم من أن هذا المرض يعتبر من الاضطرابات النفسية إلا أن له تأثيراً على الصحة النفسية والجسدية على حد سواء لذلك نوصيك دائماً عزيزتي بالاهتمام بصحتك النفسية فهي بقدر أهمية صحة جسمك.

نتائج فقدان الشهية العصبي

يمكنك تقسيمها إلى قسمان هما:

نتائج جسدية

مشاكل في القلب والكلى، ضعف في الذاكرة والتركيز، فقدان كتلة كبيرة من العضلات، ضعف المناعة بسبب انتشار الالتهابات.

نتائج نفسية

الاكتئاب والعزلة الاجتماعية، وأخطر النتائج هي الأفكار الانتحارية التي تراود المريض نتيجة عدم تقبله لنفسه…

علاج فقدان الشهية العصبي

وطبعا ستتساءلين، “نظراً لأننا نتحدث عن مرض نفسي، هل له علاج فعال؟”

بالطبع! أكملي القراءة معنا لنشرح لكِ العلاج:

في البداية إن أول خطوات حل أية مشكلة هي الإحساس بها والاعتراف بوجودها، لكن للأسف أغلب المصابين بمرض فقدان الشهية العصابي غير مدركين أنهم مصابين، أو مدركين لحالتهم لكنهم يفضلون النحافة  وعدم اكتساب أي غرام جديد في وزنهم على حساب الصحة.

 لذلك ستجدين أن أغلب المرضى لا يطلبون العلاج في البداية إلا بعد ظهور الأعراض الجسدية الخطيرة التي  تجبرهم على الذهاب للمشفى، أو بناء على طلب أحد الأفراد المقربين للمريض بضرورة العلاج.

لذلك إن كنتِ على دراية بشخص قد يكون مصاباً أيضاً فننصحك أن تتحدثي إليه بهدوء وتحاولي توعيته لما هو فيه.

مرضى فقدان الشهية العصابي يعانون بالإضافة للمشكلات الجسدية الناتجة عن المرض من مشكلات أخرى مثل:

 التنمر على شكل أجسامهم النحيفة من قبل المجتمع المحيط، الذي يجعلهم يشكلون ردة فعل وهي فقدان الوزن بشكل أكبر كنوع من أنواع التحدي للمتنمرين.

 لذلك يجب مساندة المرضى وعدم توجيه أحكام استباقية لهم لأنها ستزيد الطين بلة.

وعلاج المرض يكون من خلال الاستشارة النفسية للبحث عن الأسباب التي أودت بالمريض إلى هنا وذلك من قبل المستشار النفسي بالإضافة لتقديم الدعم من الوسط المحيط سواء كان عائلة المريض أو أصدقاءه المقربين.

وفي النهاية أتمنى أن تتأكدي عزيزتي أننا دائماً سنقف معك وأن تتأكدي أن صحتك دائماً أهم من معايير الجمال المصطنعة لذلك لا تسعي لجسم نحيف ووزن قليل بل اسعي لجسم صحي سليم.

الاسئلة الشائعة حول فقدان الشهية العصبي