هل تذكرين قصة “اليس في بلاد العجائب” التي كانت أمهاتنا تقصّها علينا قبل النوم؟ إذ كان حجم أليس يتغير فأحياناً قد تكبر وأحياناً أخرى تصغر، ولكن في النهاية تكتشف أن كل ذلك كان حلماً
فهرس المحتويات
ومن قصص الأطفال ننتقل للطب، فهل سمعت سابقاً بمتلازمة “أليس في بلاد العجائب”؟ متلازمة نادرة لكنها موجودة واقعاً وليس حلماً كالقصة المعروفة للأطفال.
تابعي القراءة معنا لتتعرفي أكثر على متلازمة اليس في بلاد العجائب
هي مرض نادر يسبب نوبات مؤقتة من الإدراك المشوّه والارتباك، يشعر فيها المريض بأنه أكبر أو أصغر مما هو عليه فعلياً، كما يشعر بأن الأشياء المحيطة من أثاث وغيرها تتحول وتصبح أبعد أو أقرب مما هي عليه فعلياً، حاولي أن تتخيلي الأشياء من حولك بغير أحجامها و ستعرفين مدى صعوبة الأمر.
فما سبب متلازمة اليس في بلاد العجائب؟ وهل ترتبط بمشاكل البصر؟
هذه المتلازمة لا علاقة لها بالعينين أبداً، كما أنها بالطبع ليست هلوسة، لكنها تنتج عن تغيرات في كيفية إدراك عقلك للبيئة حوله وكيف يبدو جسدك، وتؤثر على حواس مختلفة كالرؤية واللمس والسمع، وأحياناً يفقد المريض الإحساس بالوقت، فيشعر بأنه يمر أسرع أو أبطأ مما هو فعلياً كحجمه وحجم ما يحيط به.
علمياً لم يتم الكشف بشكل كامل عن المسبب الرئيسي لهذه المتلازمة، إلّا أنّ الأطباء أكدوا أن لا علاقة لها بالعينين أو الهلوسة أو المرض العقلي أو العصبي.
لكنهم يعتقدون بأن النشاط الكهربائي غير المعتاد في الدماغ يتسبب في تدفق الدم غير الطبيعي إلى أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة وتحليل بيئة المريض واختبار إدراكه البصري.
تم ربط كل من صدمات الرأس والصداع النفس بـ 6% من أسبابها، لكن أكثر من نصف الحالات لا سبب معروف لها.
وقد يسببها أيضاً الضغط العصبي، دواء السعال، استخدام الأدوية المهلوسة، الصرع، السكتة الدماغية، ورم في المخ.
كما أنه بحسب موقع “الكونسلتو” (2) فإذا كان للمريض تاريخ وراثي يخص الصداع النصفي فقد يرجح إصابته بالمتلازمة.
متى تم اكتشاف هذه المتلازمة لأول مرة؟
اكتشفت هذه الظاهرة لأول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي، وكانت تعرف أيضاً باسم متلازمة “تود” لأنه تم التعرف عليها من قبل الطبيب النفسي البريطاني “جون تود”، ولأن الأعراض لهذه المتلازمة تشبه إلى حد كبير قصة أليس في بلاد العجائب سنطلق عليها الآن اسمها الجديد.
أما الأعراض التي ستلحظينها على مرضى هذه المتلازمة فهي:

مع التنويه أنها تختلف من شخص لآخر لكنها بالعموم تتمثل بـ:
- الصداع النصفي.
- تشويه إدراكي، فلا يدرك المريض ما حوله بشكل صحيح.
- تشويه الوقت، فتجدين أن ترتيب الأحداث عنده خاطئ.
- تشويه الصوت، فلا يستطيع إدراك الأصوات ومصادرها.
- فقدان سيطرته على أطرافه أو فقدانه التنسيق بينها.
وبحسب المصدر، وجدت إحدى الدراسات بأن 33% من الأشخاص المصابين بالمتلازمة يعانون من عدوى، فقد ذكر موقع “الكونسلتو” الطبي أنه يمكن أن تكون أعراض مبكرة لفيروس “إبشتاين- بار” وهو فيروس ترتبط أعراضه بالحمى والتهاب الحلق، والتهاب الغدد اللمفاوية، وله تأثير أيضاً على الكبد والطحال.
فكيف يتم الكشف عنها؟
قال موقع ” clinical practice neurology” بأنه على أساس 169 دراسة، تم تقسيم مسببات متلازمة أليس في بلاد العجائب إلى 8 مجموعات رئيسة، ويمكن أن تحدث إلى جانب الاضطرابات العصبية التي تصيب البالغين والمسنين، وينصح بإجراء فحوصات مساعدة، كالتحاليل الدموية، تخطيط كهربائي للدماغ، التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ للكشف عنها بشكل أدق.
وهل هناك علاج لهذه المتلازمة؟
وفقاً لموقع “everydayhealth” قالت الطبيبة المختصة بالأمراض العصبية في “كارولينا الشمالية “أنيت غريف” بأن هذه الحالة تظهر في معظم الأحيان لدى الأطفال، نظراً لعدم رغبة الكبار أو البالغين بالتحدث عن الأعراض خوفاً من اتهامهم بالإصابة بالهلوسة أو الجنون .
وأخيراً ما أريدك أن تستنتجيه هنا أنه طالما لم يتم معرفة المسبب الأساسي لهذه المتلازمة فقد يكون من الصعب معرفة العلاج الأساسي لها، لكن لا يضرّ بأن نلجأ للطبيب المختص عند الشعور بأي عرض من الأعراض التي ذكرناها كي نطمئن على أنفسنا ونحميها، ونستطيع اللجوء للراحة حتى زوال الأعراض التي تستمر لدقائق فقط.
وأذكرك أنه لا داعي للقلق من متلازمة اليس في بلاد العجائب ليست شائعة بنسب كبيرة.
المصادر:
قد يهمك أيضاً
اترك تعليقاً