“ذات ليلة، استيقظتُ فجأةً على شعورٍ بالحرارة الشديدة في وجهي وصدري، شعرتُ وكأنني أغرق في حمامٍ ساخن! منذ ذلك الحين، وعلى مدار عدة سنوات، ظللتُ أعاني من تلك الهبات الساخنة دون سابق إنذار، أصبحتُ أشعر بالتعب والإرهاق، وفي أحيانٍ كثيرة أشعر بالاكتئاب. شعرتُ وكأنني أفقد السيطرة على حياتي، وانتابني شعورٌ بالوحدة والضياع، لم أكن أعرف ما الذي يحدث لي، أو كيف أتعامل مع هذه المشاعر الجديدة. أخبرني الطبيب أن ما أعانيه هو أعراض سن اليأس، وهي مرحلة طبيعية في حياة كل امرأة، وألهمني الفضول لاكتشاف المزيد عن رحلة سن اليأس عند النساء وتأثيرها على الجسم والحالة النفسية”.
هذه القصة نموذج لملايين النساء اللواتي يعانين من سن اليأس حول العالم، فما هي أعراض هذه المرحلة؟ ومتى تنتهي؟وهل توجد طرق للتعامل مع هذه الأعراض؟
في هذا المقال عزيزتي، سنجيب على هذه الأسئلة وغيرها، ونقدم لكِ كل ما تحتاجين معرفته.
ستجدين في هذا المقال
ما هو سن اليأس؟
سن اليأس عند النساء (Menopause) هي المرحلة التي تصل إليها المرأة عندما تتوقف عن الحيض نهائياً، كما يُطلق عليه أيضاً “سن انقطاع الطمث”، وهو المرحلة التي تنتهي فيها قدرة المرأة على إنجاب الأطفال؛ نتيجة توقف نشاط المبيضين، وبالتالي يتوقف إفراز الهرمونات الأنثوية الرئيسية مثل الإستروجين والبروجسترون.
وتُعد المرأة في سن اليأس إذا لم تأتي الدورة الشهرية لمدة 12 شهراً، ويحدث لمعظم النساء بين سن 45 و55 عاماً.
عندما يتوقف الطمث قبل سن 45، يسمى انقطاع الطمث المبكر، وقبل حدوث انقطاع الطمث، هناك فترة انتقالية تسمى فترة ما حول انقطاع الطمث. خلال هذه الفترة، قد تتغير الدورة الشهرية ويصبح التدفق غير منتظم.
مراحل سن اليأس عند النساء
تمر المرأة برحلة طويلة ومتغيرة خلال حياتها، ومنها:
- مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause)
قد تستمر هذه الفترة لسنوات، ويحدث فيها تذبذب لمستوى الهرمونات الأنثوية، مثل الإستروجين والبروجستيرون، بين الزيادة والنقصان، وهذا يؤدي إلى عدم انتظام الحيض. ومع ذلك، لا يزال بإمكان المرأة في هذه المرحلة القدرة على الإنجاب.
- انقطاع الطمث (سن اليأس)
كما ذكرنا سابقاً أن سن اليأس نقطة توقف الدورة الشهرية، ويتوقف المبيض عن إطلاق البويضات وإنتاج معظم الإستروجين
- مرحلة بعد انقطاع الطمث (Postmenopause)
تبدأ عادةً خلال عامين إلى ثلاثة أعوام من آخر دورة شهرية. في هذه المرحلة، يحاول الجسم استعادة التوازن والتكيف مع التغيرات التي تحدث، ومن المتوقع أن تقل شدة الأعراض.
أعراض سن اليأس عند النساء
منذ بلوغ المرأة وحتى ما قبل انقطاع الحيض، يتكون في المبيضين بويضة واحدة شهرياً في عملية منتظمة تتضمن تغيرات في مستوى الهرمونات الأنثوية.
يرتفع هرمون تحفيز نضج البويضة (FSH) لدعم إفراز الإستروجين والبروجستيرون، وترتفع هذه الهرمونات لإعداد الرحم لاستقبال الجنين في حالة حدوث حمل، وعندما لا يحدث حمل، تنخفض فجأة مما يؤدي إلى نزول الدم وحدوث الحيض الشهري.
في كل مبيض للأنثى، يوجد عدد محدد من البويضات، عندما تقترب هذه البويضات من النفاذ، تحدث تغيرات هرمونية في جسم المرأة، ينخفض ويرتفع مستوى الهرمونات الأنثوية بشكل غير منتظم، وتلاحظ المرأة تغيرات ومنها ما يلي:
أعراض سن اليأس الجسدية
- الهبات الساخنة والتعرق الليلي.
- مشكلات في النوم.
- الصداع.
- آلام العضلات والمفاصل.
- جفاف المهبل، والذي يسبب الألم أثناء الجماع.
- حساسية في الثدي.
- صعوبة النوم والأرق.
- التغيرات العاطفية (الانفعال وتقلبات المزاج أو الاكتئاب الخفيف).
- الجفاف في الجلد، والعيون أو الفم.
- تفاقم متلازمة ما قبل الحيض (PMS).
- دورة شهرية غير منتظمة أو أثقل أو أخف من المعتاد.
قد يعاني بعض الأشخاص أيضاً من:
- زيادة ضربات القلب.
- صعوبة التركيز أو فقدان الذاكرة (غالباً مؤقتة).
- زيادة في الوزن.
- تساقط الشعر أو قلة كثافته.
الهبات الساخنة ومدة استمرارها
تعد الهبات الساخنة (Hot Flashes) أحد أعراض سن اليأس الشائعة، وتبدأ عادةً قبل دخول مرحلة سن اليأس عند النساء، ويمكن أن تستمر لعدة سنوات بعدها، وقد تكون بعض الحالات شديدة لدرجة تؤثر في حياة المرأة بشكل عام.
تستمر الهبات الساخنة عادةً لمدة تتراوح بين 1 إلى 10 دقائق، ويختلف تكرار هذه الهبات من مرة كل ساعة إلى عدد قليل من المرات في الشهر، وقد تختلف أيضاً محفزات الهبات الساخنة بين النساء، ومن المهم تحديد تلك المحفزات وتجنبها للتحكم في مشكلة الهبات الساخنة.
في بعض الحالات الشديدة، قد يكون هناك حاجة للعلاج الطبي للتحكم في الهبات الساخنة وتقليل تأثيرها على حياة المرأة خلال فترة انقطاع الطمث، ولكن عادةً تصبح أقل حدة مع مرور الوقت.
أعراض سن اليأس النفسية
يشيع وجود نوبات متكررة من الحزن والرغبة في البكاء بدون وجود أسباب ظاهرة خلال فترة سن اليأس عند النساء، يعتبر الاكتئاب والتقلبات المزاجية والقلق أموراً شائعة في هذه المرحلة، ويرتبط سن اليأس بالتوتر والضغوط النفسية التي قد تؤثر على الحالة العاطفية للمرأة.
بعض النساء يشعرن بعدم القبول وعدم الرغبة في الحياة، وقد يتساءلن عما إذا كانت الحياة الإنجابية قد انتهت بالفعل.
وقد تتأثر قدرتهم على الاستمتاع وتنخفض لديهن الرغبة الجنسية، مما يزيد من مشاعر القلق والتوتر حول كيفية تفكير الشريك وتقديره لهن خلال هذه المرحلة.
قد تشعرين بتقلبات في المزاج أو تصبحين أكثر عصبية، ولا يعرف العلماء بالضبط سبب هذا الأمر، فقد تكون الضغوط والتغيرات العائلية مثل نمو الأطفال أو شيخوخة الوالدين، أو وجود تاريخ سابق للاكتئاب، أو الشعور بالتعب هي الأسباب وراء هذه التغيرات في المزاج.
متى يجب زيارة الطبيب؟
من المستحسن طلب المساعدة الطبية إذا كانت أعراض سن اليأس تؤثر على حياتك اليومية، أو إذا كانت لديكِ أعراض أخرى غير متعلقة به، أو إذا كنتِ تعاني من أعراض سن اليأس وأنتِ أصغر من سن 45 عاماً.
يمكنكِ طرح بعض الأسئلة مثل:
- هل هذه الأعراض طبيعية للأشخاص في مرحلة سن اليأس عند النساء؟
- هل هناك علاج للأعراض؟
- هل لا يزال العلاج بالهرمونات خياراً؟
- ما الذي يمكنني فعله للشعور بتحسن؟
ويجب الاتصال بالطبيب على الفور إذا واجهتِ أي نزيف مهبلي؛ لاستبعاد وجود حالة طبية خطيرة.
التعامل مع التغييرات الجسدية في سن اليأس عند النساء
قد تلاحظين زيادة في الوزن، ربما يكون هذا الأمر أكثر ارتباطاً بالعمر والتغييرات في نمط الحياة.
ومع ذلك، قد تؤدي مرحلة انقطاع الطمث إلى تغيير مكان تخزين الدهون في الجسم، كما أن معدل الأيض قد ينخفض.
على الرغم من أن هذا الأمر طبيعي، فقد تشعرين بالحيرة والضيق لرؤية جسمك يتغير، لذا جربي هذه الأساليب لبناء نظرة صحية لنفسك:
- ركزي على ما تحبينه في نفسك بدلاً من ما تعتقدين أنه عيوب.
- عندما تأتي الأفكار النقدية، يمكن أن يساعد ذلك في تدوين بعض المجاملات الذاتية التي يمكنك العودة إليها لاحقاً.
- الانغماس في السعي وراء الأنشطة الإيجابية التي تسمح لك بالنمو، والسعي إلى توسيع حياتك الاجتماعية أو الروحية لتحل محل العادات الداخلية الانتقادية للذات.
يمكن أن يؤدي تطبيق النصائح إلى تعزيز صورة جسدك وصحتك ونظرتك، حتى لو لم تفقدي الوزن.
مضاعفات سن اليأس عند النساء
عند حدوث سن اليأس، تزداد احتمالية حدوث مشكلات صحية، وقد يكون من الصعب تمييز مضاعفات سن اليأس عن تلك المرتبطة بعملية الشيخوخة.
بعض المضاعفات أو التغيرات الصحية التي قد تواجهينها في هذا الوقت تشمل:
- ضمور المهبل، ويصبح أكثر جفافاً.
- هشاشة العظام، أي ضعف العظام بفقدان كتلتها وقوتها.
- تغيرات المزاج أو التغيرات العاطفية المفاجئة.
- عدم القدرة على ضبط البول.
- أمراض القلب أو الأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- سرطان الثدي، وليس ضرورياً أن ينتج عن انقطاع الطمث، ولكن تغيير مستويات الهرمونات قد يساهم في حدوثه.
- زيادة الوزن وتغير في تركيبة الجسم.
تشخيص حدوث سن اليأس عند النساء
ليس من الضروري على الجميع أن يطلبوا النصيحة الطبية أثناء سن اليأس. ومع ذلك، إذا كنتِ بحاجة للرجوع إلى الطبيب، فقد يستخدم الطبيب اختبار الدم للتأكد من احتمالية وجود سن اليأس.
تُستخدم اختبارات الدم لقياس مستويات الهرمونات الأنثوية، مثل هرمون FSH واستراديول.
- هرمون FSH هو هرمون يُفرز من الغدة النخامية في الدماغ، وتزداد مستويات هرمون FSH بشكل كبير خلال سن اليأس عند النساء.
- استراديول هو نوع من الإستروجين، وتنخفض مستويات هرمون الإستروجين بشكل ملحوظ خلال سن اليأس.
يمكن أن تؤكد مستويات الدم التي تتجاوز30 mIU/ml بشكل مستمر، مع عدم وجود الدورة الشهرية لمدة عام، عادةً وجود سن اليأس عند النساء.
اعتماداً على الأعراض والتاريخ الصحي، قد يطلب الطبيب أيضاً اختبارات الدم الإضافية لمساعدته في استبعاد حالات أخرى كامنة قد تكون سبباً في الأعراض، يمكن أن تشمل هذه الاختبارات ما يلي:
- وظائف الغدة الدرقية.
- مستويات الدهون في الدم.
- وظائف الكبد.
- وظائف الكلى.
- اختبارات لمستويات هرمون التستوستيرون والبروجستيرون والبرولاكتين والاستراديول وهرمون الكوريونيك جونادوتروبين (HCG).
علاج أعراض سن اليأس عند النساء
إذا كنتِ تعانين من عدم الارتياح بسبب اقتراب سن اليأس، فتحدثي مع طبيبك، يمكنه أن يرشدك ويوفر لكِ علاجات تساعد في التحكم في الأعراض
تشمل علاجات أعراض سن اليأس ما يلي:
العلاج الهرموني
أثناء سن اليأس عند النساء، يمر الجسم بتغيرات هرمونية كبيرة، فعندما لا تنتج المبايض ما يكفي من الإستروجين والبروجسترون، يمكن أن يساعد العلاج الهرموني في تعويض الهرمونات المفقودة، ويعزز مستويات الهرمون في جسمك ويمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض الناتجة، كما يمكن أن يساعد في الوقاية من هشاشة العظام.
- علاج الإستروجين (ET)
يتوفر الإستروجين بشكل أقراص أو لاصقات جلدية أو جل أو كريمات، ويُعتبر الخيار العلاجي الأكثر فاعلية، وبناءً على تاريخك الطبي والعائلي، قد يوصي الطبيب بجرعة منخفضة من الإستروجين لتخفيف الأعراض.
بالنسبة للأعراض المتعلقة بالمهبل والجهاز البولي، يمكن استخدام الإستروجين الموضعي المهبلي، ويُستخدم عن طريق قرص أو حلقة أو كريم يوضع مباشرةً في المهبل، وتفرز كمية صغيرة من الإستروجين تُمتص بواسطة أنسجة المهبل.
يمكن أن يساعد هذا العلاج في تخفيف أعراض جفاف المهبل والانزعاج أثناء الجماع وبعض أعراض الجهاز البولي.
- العلاج بالإستروجين بمصاحبة البروجسترون أو البروجستين (EPT)
يُطلق عليه العلاج المشترك لأنه يستخدم جرعات من الإستروجين والبروجستيرون، يتوفر البروجستيرون في شكله الطبيعي، أو أيضاً كبروجستين (شكل اصطناعي للبروجستيرون)، هذا النوع من العلاج الهرموني مخصص في حالة عدم إجراء استئصال للرحم.
يوجد مخاطر صحية مرتبطة بالعلاج الهرموني وتشمل:
- سرطان بطانة الرحم.
- تكوّن حصى المرارة.
- تجلط الدم.
- جلطة الوريد العميق.
- جلطة رئوية.
- السكتة الدماغية.
تقل هذه المخاطر إذا بدأتِ العلاج الهرموني في غضون 10 سنوات من بداية سن اليأس. بعد هذه الفترة، يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
هناك ارتباط بين حدوث الهبات الساخنة الشديدة والتعرق الليلي وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يقترح الطبيب البدء بالعلاج الهرموني إذا كنتِ تعانين من هذه الأعراض الشديدة، إذ تُعتبر مؤشراً للخطر المستقبلي لأمراض القلب والأوعية الدموية.
اتخاذ قرار البدء بالعلاج الهرموني قرار فردي، ويجب مناقشة جميع الحالات الطبية السابقة وتاريخ الأمراض في العائلة مع طبيبكِ لفهم المخاطر مقابل الفوائد المحتملة للعلاج الهرموني.
العلاج غير الهرموني
يوجد بعض العلاجات غير الهرمونية لأعراض سن اليأس عند النساء، يمكن أن تكون هذه العلاجات بديلاً فعالاً عن العلاج الهرموني وتشمل ما يلي:
النظام الغذائي
إليكِ بعض النصائح الغذائية التي يمكن أن تساعد في تخفيف من الأعراض:
- تقليل استهلاك الكافيين اليومي.
- تقليل من تناول الأطعمة الحارة، الفلفل الحار والتوابل القوية، فقد تزيد من تكرار وشدة الهبات الساخنة.
- أضيفي الأطعمة التي تحتوي على الإستروجين النباتي (isoflavonoids) إلى نظامك الغذائي، يُعتقد أنها تحاكي بعض تأثيرات الهرمون في الجسم وتعمل كمكمل غذائي لتحسين الحالة النفسية بعد انقطاع الطمث، ومنها:
- فول الصويا.
- الحمص.
- العدس.
- بذور الكتان.
- الحبوب.
- البرسيم الأحمر.
- البقوليات.
- الفواكه.
- الخضروات.
تخفيف هبات السخونة وتجنبها
من المهم تحديد ما يثير الهبات الساخنة لديكِ، ومن ثم تجنب المحفزات قدر الإمكان، ويمكنك اتباع النصائح التالية:
- المحافظة على برودة غرفة النوم خلال الليل.
- ارتداء ملابس مصنوعة من أقمشة طبيعية وخفيفة مثل القطن.
- الإقلاع عن التدخين، إذ أن التدخين قد يزيد من تكرار وشدة الهبات الساخنة.
- قد يساعد فقدان الوزن على تخفيف الهبات الساخنة، لذا يمكنك العمل على الحفاظ على وزن صحي.
- تجنبي المشروبات الساخنة والأطعمة الحارة.
- تجنبي التوتر والضغوط النفسية، إذ أنها يمكن أن تزيد من تكرار وشدة الهبات الساخنة، قد تفيد ممارسة التقنيات التأمل والاسترخاء للتخفيف من التوتر.
التمارين الرياضية
قد يكون من الصعب ممارسة التمارين الرياضية عندما تعاني من هبات السخونة، ولكن يمكن أن تساعد في تخفيف عدة أعراض أخرى لسن اليأس عند النساء.
ومن فوائد التمارين الرياضية ما يلي:
- تساعد على تحسين النوم وتخفيف اضطراب الأرق.
- تعزز التمارين الهادئة والمريحة المزاج وتخفف القلق والمخاوف، مثل اليوغا.
- تعزز الصحة العامة وتحسن اللياقة البدنية والقوة.
- تساعد على الحفاظ على الوزن الصحي وتعزز فقدان الوزن إذا لزم الأمر.
- تحسن الصحة القلبية والوعائية وتقلل من مخاطر أمراض القلب.
- تزيد من القوة العضلية والكثافة العظمية، مما يقلل من مخاطر هشاشة العظام.
- تحسن التوازن والمرونة والتنسيق الحركي.
- الشعور بالراحة العامة وتحسن الجودة العامة للحياة.
ابدأي بتمارين بسيطة ومعتدلة مع الزيادة تدريجياً في الوقت والشدة حسب قدرتك ورغبتك، واختاري أنشطة تناسبك وتكون ممتعة بالنسبة لكِ، سواء كانت المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة أو أي نوع آخر من التمارين الرياضية.
الانضمام إلى مجموعات الدعم
الانضمام إلى مجموعة دعم يسمح لكِ بالتعبير عن مشاعرك والتحدث عن تجربتك، وأيضاً لها فوائد أخرى ومنها:
- الحديث مع أشخاص يمرون بنفس تجربة سن اليأس يمكن أن يكون مريحاً للغاية للكثير من النساء.
- توفر مجموعة الدعم بيئة آمنة للحصول على الدعم والتشجيع من الآخرين الذين يفهمون ما تمرين به.
- تساعدك المجموعة في التعامل مع التحديات، وتقديم إجابات لأسئلتك التي قد لا تعبري عنها.
- يمكن أن تحصلي على معلومات قيمة ونصائح من النساء اللاتي مروا بتجربة سن اليأس أو يعانين من نفس الأعراض.
دعم شريكك في سن اليأس
مرحلة سن اليأس هي مرحلة صعبة على المرأة، إذ تعاني من تقلبات مزاجية وتغيرات فسيولوجية قد تجعلها تشعر بالقلق. لذلك، من المهم أن يدعم الرجل شريكته في هذه المرحلة.
إليك بعض النصائح المحددة التي يمكنك تنفيذها:
- اسأل شريكتك عن كيفية مساعدتها، أو إذا كانت هناك أشياء معينة يمكنك القيام بها لتخفيف أعراضها أو جعلها تشعر بتحسن.
- شاركها في الأنشطة التي تستمتع بها، يمكن أن يساعد ذلك في تحسين مزاجها وتقليل التوتر.
- قدم لها الهدايا واللمسات اللطيفة، إذ تشعرها هذه الأشياء بالحب والتقدير.
وتذكر أن سن اليأس هي مرحلة طبيعية في حياة المرأة. من خلال دعم شريكتك، يمكنك مساعدتها على التكيف مع هذه المرحلة الجديدة والمضي قدماً في حياتها.
في الختام عزيزتي، دعينا نتذكر معاً أن سن اليأس عند النساء ليس نهاية الطريق، بل بداية لفصل جديد في حياتك، قد تواجهين تحديات جديدة وتغيرات في جسمك وعواطفك، ولكن يجب أن تعلمي أن لديكِ القدرة على التكيف والتغلب على هذه التحديات.
اهتمي بصحتكِ وراحتك النفسية بممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، فهذا سيساهم في تحسين حالتكِ العامة وزيادة شعورك بالراحة، ولا تنسي أيضاً أهمية الحياة الاجتماعية، حافظي على تواصلكِ مع الأحباب والأصدقاء واستمتعي بالأوقات الجميلة معهم.
وأهم شيء، لا تترددي في طلب المساعدة والدعم عند الحاجة، قد يكون الأهل والأصدقاء أو الأطباء هم من يقدمون لكِ الدعم والمشورة اللازمة، استفيدي من خبرتهم واستشيريهم في حالة الحاجة.
في نهاية المطاف، اعلمي أنكِ امرأة قوية وقادرة على تجاوز أي تحدي يواجهكِ، فاستمتعي بحياتكِ واستعدي لاستقبال مرحلة جديدة من النضج والتجربة، أنتِ تستحقي السعادة والراحة في هذه المرحلة الجديدة.
الأسئلة الشائعة حول سن اليأس عند النساء
هل يوجد حيض بعد الخمسين؟
لا يوجد حيض منتظم بعد سن الخمسين وبداية سن اليأس عند النساء، وبحلول عمر 51 عاماً، يتوقف المبيضان عن إطلاق البويضات، ولا تأتيك الدورة الشهرية.
هل الحمل يؤخر سن اليأس؟
الحمل والرضاعة الطبيعية قد يساهمان في تأخير سن اليأس لدى النساء، وتشير بعض الأبحاث إلى أن الحمل والرضاعة الطبيعية يمكن أن يقللان من خطر انقطاع الطمث المبكر.
هل الدوخة من أعراض سن اليأس؟
نعم، يمكن أن تكون الدوخة أحد أعراض سن اليأس عند النساء؛ نتيجة حدوث تغيرات هرمونية خلال هذه الفترة تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب الدوخة، ويمكن أن تكون الهبات الساخنة والقلق والتوتر النفسي لهم علاقة بالدوخة أيضاً.
ما هي مدة أعراض انقطاع الطمث؟
عادةً ما تستمر أعراض انقطاع الطمث لمدة 4-5 سنوات بعد آخر دورة شهرية لدى معظم النساء، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأعراض لمدة تصل إلى سبع سنوات، وهناك نسبة صغيرة من النساء التي قد تعاني من هذه الأعراض لمدة تصل إلى 11 سنة بعد انقطاع الطمث.
المصادر:
اترك تعليقاً